واحات الإيمان في ظلال شهر رمضان

من كتابـ ظˆط§ط­ط§طھ ط§ظ„ط¥ظٹظ…ط§ظ† فيـ ظلال شهر ط±ظ…ط¶ط§ظ† ـ
أحببت أن أنهل لكن من معينه ما استطعت ..

حال السلف مع القرآن في ط±ظ…ط¶ط§ظ† ..
كان الأسود يختم في كل ليلتين , قتاده يختم في ثلاث ليال , والنخعي كذلك ..
كان محمد بن ادريس الشافعي يختم في شهر ط±ظ…ط¶ط§ظ† ستين ختمه مامنها شيء إلا في الصلاه .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامه
يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشراب والشهوات بالنهار فشفعني فيه
ويقول القرآن : أي رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه , فيشفعان "
فيامن فرط في شهره وأضاعه يامن بضاعته التسويف والتفريط بئست البضاعه
يامن جعل خصمه القرآن وشهر ط±ظ…ط¶ط§ظ† كيف ترجوا ممن جعلته خصمك الشفاعه ؟! .

شهر ط±ظ…ط¶ط§ظ† شهر المصابيح شهر التهجد والتراويح ..
واهــــاً لأوقاته من زواهر ما أشرفها ..
ولساعاته التي كالجواهر ما أظرفها ..
أشرفت لياليها بصلاة التراويح ..
وأنارت أيامها بالصيام والتسبيح ..
حليتها الاخلاص والصدق .. وثمرتها الخلاص والعتق ..
فطوبى لعبد صام نهاره .. وقام أسحاره ..
يـــا حسنه ومصابيح النجوم تزهو والناس قد ناموا وهو في الخير يسهر
غسل وجهه من ماء معينه وعين العين أطهر ..

بشرى لمن قام ط±ظ…ط¶ط§ظ† إيماناً وأحتساباً ..

والله الذي لا إله غيره ماتصلح القلوب والأجساد والأبدان إلا بالقيام بين يدي علام الغيوب ..
واعلم أن قيام الليل هو طريق الصالحين وقرة عين الموحدين ..

إذا مالليل أظلم كابــــــدوه فيسفر عنهم وهم ركــــوع
أطار الخوف نومهم فقاموا واهل الأمن في الدنيا هجوع

فلله در أقوام هجروا لذيذ المنام وتنصلوا لما نصبوا له الأقدام وانتصبوا للتعب في الظلام
وغيرهم نيام يطلبون نصيباً من الأنعام

إذا جنّ الليل سهروا وإذا طلع النهار اعتبروا وإذا نظروا في عيوبهم استغفروا
وإذا تفكروا في ذنوبهم بكوا وانكسروا ..

هنا أخياتي .. لآ تغضبن مني أرجوكن ..
فلا بد من ذكرها فلعل قلبي وقلبك ينتبه لها ..

فوا عجباً لمن علم النار تسجر ويضحك بملئ فيه ..
قال صلى الله عليه وسلم : " وأيم الذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً
ولبكيتم كثيرا " قالوا وما رأيت يارسول الله قال :" رأيت الجنه والنار "
وقال عنها لما رآها " لم أرى منظراً كاليوم قط أفظع "
فالنار مخلوقه ومعده فإياك أن تكون من وقودها ..
" وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضيا "
فأنت على الورود على يقين ومن النجاة في شك ..
فاستشعر في قلبك هول ذلك المورد فعساك تستعد للنجاة منه ..
ياهذا أحدثك عن النار غم قرارها بعيد قعرها مظلمه أقطارها
حامية قدورها فظيعه أمورها عقابها عميم ..
عذابها أليم ومهين .. بلاؤها شديد .. سلاسل وأغلال ..ومقامع وأنكال ..
زمانها ليل حالك .. ضجيجهم ضجيج هالك .. يصرخون فيها فلا يجيبهم مالك ..
ياهذا جهنم سوداء .. ماؤها أسود .. شجرها أسود .. أهلها سود مقبوحين ..
كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلما ..
عياذاً بالله أن تكون من قوم لباسهم نار ومهادهم نار ولحافهم نار وسرابيلهم القطران ..
ومساكنهم من نار في شر دار وأسوأ عذاب .. قد أكلو من النار وشربوا من النار ومشوا على النار ..
ثم عاشوا بعد ذلك .. لا يهدأون ولا ينامون ولا يموتون فيستريحون ..

… رحله عبر التاريخ …
أظنك قد أشتقت مثلي إلى تلك الكوكبه الفريده ..
فهيا بنا لنركب زورق الزمان ونخترقه تاريخياً
لنسير مع بعض أولئك الذين أنعم الله علهم من الصحابه والتابعين ..
صوم الفاروق ـ عمرـ رضي الله عنه ..
قال ابن عمر رضي الله عنهما : مامات عمر حتى سرد الصوم ! ..
صوم ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه ..
قال أبو نعيم عنه : ( حظه من النهار الجود و الصيام ومن الليل السجود والقيام مبشر بالبلوى ومنعم بالبلوى )
صوم أبي طلحه رضي الله عنه ..
قال الذهبي : ( كان قد سرد الصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم )
وقال أبو زرعه عنه : ( عاش أربعين سنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم يسرد الصوم )
وقيل كان لا يفطر إلا يوم فطر أو أضحى ..
صوم أم المؤمنين عائشه رضي الله عنها ..
عن عبد الرحمن أن عائشه تصوم الدهر .. كانت تسرد الصوم
وكانت لا تفطر إلا يوم أضحى أو فطر ..
صوم أم المؤمنين حفصه رضي الله عنها ..
القوامه الصوامه .. شهد لها بها جبريل عليه السلام ..
الله أكبر وأي شهاده أعظم من شهادة الله وجبريل لها ..
صوم عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
صاحب الصيام والقيام .. كان يصوم كل يوم ويختم كل يوم ..
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : " صم في كل شهر ثلاثه واقرأ القرآن في كل شهر "
فقال : أطيق أكثر من ذلك حتى قال له عليه الصلاة والسلام :
" صمّ أفضل الصوم صيام داود صيام يوم وإفطار يوم واقرأ في كل سبعة ليال مره "
صوم عبد الله بن ال.ر رضي الله عنه ..
قالت عنه أسماء بنت أبي بكر : ( قوّام الليل صوام النهار وكان يسمى حمام المسجد )
عن ابن ابي مليكه قال ط®ظ„ظٹط¬ظٹط© كان ال.ر يواصل سبعة أيام ويصبح في اليوم السابع وهو أليثنا ) ..
صوم عامر بن قيس رحمه الله ..
عن قتاده : ( لما احتظر عامر بكى فقيل مايبكيك ؟ قال : ما أبكي جزعاً من الموت ولا حرصاً
ولكن أبكي على ظمـــــــأ الهواجر وقيــــــــام الليل )

رجالٌ طلقوا الدنيا وعافوها …
فما عادت نفوسهمو تراعيها ..
لقد هانت عليهم من حقارتها ..
ولم تملأ عيونهم فباعوها ..
ولم تسلب ثباتهمو مفاتنها ..
ولم تشغل قلوبهموا ملاهيها ..

هذه أيام شهر ط±ظ…ط¶ط§ظ† تتقلص ولياليه تنقضي وتُتخلص ..
وقد أوشك على الرحيل ..وتأهب للتوديع ..
فيا شهرنا تمهل ..
هذه الأيام التي مضت وتلك الليالي التي انقضت
فهي شاهده عليك بما عملته ..
وحافظه لك فيما أودعته ..
هي لأعمالك خزائن محصنه ..ومستودعات محفوظه ..
وستكون في أنتظارك يوم القيامه ..
فهي شاهده لك أو عليك ..
ينادي عليك ربك الجليل فيقول :
( يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ,
فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )
فيا عبد الله ! هذا شهر ط±ظ…ط¶ط§ظ† قد زاد على النصف ..
فمن منا حاسب نفسه لله ونصف ..
من منا عزم قبل غلق أبواب الجنه أن يبني له غرفاً من فوقها غرف ..
فكل شهر فعسى أن يكون لك منه خلف ..
واما شهر ط±ظ…ط¶ط§ظ† فمن أين لك به من خلف !! ..

تنقص الشهر وا لهفاه وانهدما واختص بالفوز بالجنات من خدما
وأصبح الغافل المسكين منكسرا مثلي فيا ويحه يا عظم ما حرما
من فاته الزرع في وقت البذار فماتراه يحصد إلا الهم والندما
طوبى لمن كانت التقوى بضاعته في شهره وبحبل الله معتصمــــــا

أيها الكريم إن كان في النفس زاجر
وإن كان في القلب واعظ ..
فقد بقية بقيه من هذا الشهر .. بقيه وأي بقيه ! ..
إنها العشـــــــــــــــــــر الآواخر ..
التي أقسم بها رب العالمين في محكم التنزيل ..
تلك العشر الأخيره فيها الخيرات والأجور الكثيره ..
تكمل فيها الفضائل ..
تتم فيها المفاخر ..
ويطلع على عباده العظيم القادر ..
وينيلهم الثواب والحظ الوافر ..
تلك التي كان النبي صلى الله عليه و سلم يحتفي بها أيما أحتفاء ..
فإذا دخلت شمر وجد وشد المئزر ..
هجر فراشه وأيقظ أهله ..
إن العشر أقبلت إليك ..
فتأهب لتلقيها بالعزم على الخير ..
واجعل همتك مصروفه لحراستها لا غير ..
فإنها بركات وافره قد حفت ..
وبالكرامة إليك قد زفت ..
ياأخي الكريم صحح في هذه الأيام الفروض والنوافل ..
واحترس من الغفلات القواتل ..
وتيقظ فيها قبل لحاق الأواخر بالأوائل
واعتذر إلى مولاك في هذه الأيام والليالي القلائل ..
فيا فوم أما خاطب في هذه العشر إلى الرحمن ؟ ..
من يرد ملك الجنان فليدع عنه التوان
وليقم في ظلمة الليل إلى نور القرآن
وليصل صوماً بصومٍ إن هذا العيش فــان
إنما العيش جوار الله في دار الأمــــان

فيا أخي الحبيب ..
أين اللائذ بالجناب ؟
أين الواقف على الباب ؟
أين الباكي على ماجنا ؟
أين المستغفر لأمرٍ قد دنا؟
ألا رُب فرح بما يؤتى قد خرج اسمه في الموتى !
ألا رُب غافل عن تدبر أمره قد انقصمت عرى عمره !
ألا رُب معرض عن سبيل رشده قد آن أوان شق لحده !
ألا رُب رافل في ثوب شبابه قد أزف فراقه لأحبابه !

أين كان في مثل هذه العشر ,,
أما ظهر له الخسران عند حساب معامله ..
تعالوا كل من حظرا لنطرق بابه سحـــرا
ونبكي كلنا أسفــا على من بات قد هجرا

أترضى يا مسكين أن تكتب أسماء من حولك أنهم من المقبولين ..
وتبقى أنت وحيداً فريداً .. محروما ..

فالله الله في نفسك ..
فلا توردها الموارد وتعرضها للهلكه وأنت شاهد ..
وازجرها وقل لهـــا :
يانفس قد فاز الصالحون بالتقى وأبصروا الحق وقلبي قد عمى
يا حسنهم والليل قد أجنهم ونورهم يفوق نور الأنجم
ترنموا بالذكر في ليلهم فعيشهم قد طاب بالترنم
قلوبهم بالذكر قد تفرقت دموعهم كاللؤلؤ المنتظم
اسحارهم من نورهم أشرقت وخلع الغفران خير المقسم
ويحك يا نفس ألا تيقظ ينفع قبل ان تزل قدمي
مضى الزمان في توان وهوى فاستدركي ما قد بقى واغتنمي


جزاك الله الخير كله في الدنيا والاخرة..

باركـ الله لكـ وأثابكـ ونفع بكـ
دمت بخير

باااارك اللّه فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.