أذهلتني الجليلة بما قالت، يبدو أنه يصلها كل جديد عن علومنا المتنوعة في عصرنا هذا، لكن لم تطل لحظات ذهولي، قلت لها أرجوك يا جليلة لا تقولي نظرية، فهي لم تُبحث ولم تُجرب ولم تُدرَس وقبل كل شيء، فإن كلمة عانس ليس لها أصل لا في كتابنا العظيم (القرآن) ولا في سنة رسولنا، وكل ما طُرح حديثاً عن هذه الكلمة مجرد جعجعة وغوغائية لم تقدم للمرأة أي شيء سوى أنها كانت بمثابة المطرقة الحديدية الضخمة التي تهوي على قلب ونفس كل أنثى بأيدٍ ذكورية بحتة وتحت غطاء اجتماعي، لم أجد يوماً مؤسسة إعلامية ولا حتى قلماً صحفياً استنكر أساساً هذه الكلمة النشاز الشاذة الدخيلة من أي تيارات المجتمع؛ سواء من اليمين أو اليسار، لقد دفعت المرأة ثمن هذا الارتباط الجائر بين كلمتي العنوسة والتعدد من أعصابها وحياتها، فكم من زوجة قد تقلدت بعد تجربة زواجها لقباً جديداً فصارت معلقة تئن تبحث عن مكانها من الإعراب تتمنى لو أنها بقيت في بيت أهلها بكرامتها بدل أن تكون زوجة بصورة جارية.. تلعب دور الزوجة ضمن زوجات يعيش الرجل بينهن كالطاووس إن لم ترضِ غروره الأولى.. هجرها وذهب إلى الأخرى دون اعتبارٍ لحقها في عدله الذي هو شرط التعدد ومحوره، وكم من زوجة تحولت وظيفتها في البيت إلى آلة صرافة يمد زوجها يده إليها وهو مرفوع الهامة، متفضلاً عليها بهذا الزواج ليأخذ ما يريد من راتبها، وقد أعطاها فواتير جواله وكهرباء المنزل ودفعة الإيجار وموعد قسط سيارته، لتقوم بسدادها وهي ممتنة له تدفع الإتاوة على إنقاذه لها من لقب (عانس)، لقد تكدست المحاكم بقضايا الخلع وتراكمت العيادات النفسية بملفات زوجات يعانين من اضطرابات نفسية شديدة.. أنا أعلم أن التعدد بريء من كل هذا، لكنه المجتمع الذي نحر المرأة بهذه الكلمة من الوريد إلى الوريد، حتى بعد أي تعداد سكاني تتبجح بعض وسائل الإعلام وبوجه سافر وتعطيك إحصائية لا أطلت يا جليلة وأسهبت..
وفي الأسبوع المقبل نكمل بإذن الله..
فقد ذكرت كلمة عانس في القران الكريم
او هل يريدون تحريف القران الكريم
وكلمة عانس افضل من كلمة فاتها القطار
تحياتي