تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » كيف كان يستقبل السلف رمضان؟

كيف كان يستقبل السلف رمضان؟

السؤال: كيف كان يستقبل السلف الصالح شهر رمضان وبماذا كانوا يدعون؟

* * يجيب د. محمد أحمد عمارة بقوله: ما أشبه الليلة بالبارحة. هذه الأيام تمر سريعة وكأنها لحظات. لقد استقبلنا

رمضان الماضي. ثم ودعناه. وما هي إلا أشهر مرت كساعات. فإذا بنا نستقبل رمضان آخر. وكم عرفنا أقواما أدركوا

معنا رمضان أعواماً وهم اليوم من سكان القبور. ينتظرون البعث والنشور. وربما يكون رمضان هذا لبعضنا آخر رمضان

يصومه. إن ادراكنا لرمضان. نعمة ربانية. ومنحة إلهية. فهو بشري تساقطت لها الدمعات. وانسكبت العبرات: "شهر

رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان". وروي أحمد بسند حسن أنه صلي الله عليه

وسلم قال: "قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه يفتح فيه أبواب الجنة ويغلق فيه أبواب

الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم". وفي الصحيحين قال رسول الله

صلي الله عليه وسلم : "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم. وسلسلت الشياطين وفتحت أبواب الجنة".

نعم: كم من قلوب تمنت. ونفوس حنت أن تبلغ هذا الشهر وفيه تضاعف الحسنات. وتكفر السيئات. وتقال فيه العثرات.

وترفع الدرجات. تفتح فيه الجنان. وتغلق النيران. وتصفد فيه الشياطين. شهر جعل فيه من الأعمال جليلها. ومن الأجور عظيمها.

قال المعلي بن الفضل: كان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان!!. وقال يحيي بن أبي كثير. كان

من دعائهم في نهاية شعبان: اللهم سلمني إلي رمضان. وسلم لي رمضان. وتسلمه مني متقبلاً.

نعم: كانوا ينتطرونه ويترقبونه ويتهيئون له بالصلاة والصيام. والصدقة والقيام. أسهروا له ليلهم. وأظمأوا نهارهم.

لو تأملت حالهم. لوجدتهم. بين باك غلب بعبرته. وقائم غص بزفرته. وساجد يتباكي بدعوته.

وباع رجل من الصالحين جارية لأحد الناس. فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان الطعام. فقالت الجارية:

لماذا تصنعون ذلك؟ قالوا: لاستقبال الصيام في شهر رمضان. فقالت: وأنتم لا تصومون إلا في رمضان؟ والله لقد جئتكم

من عند قوم السنة عندهم كلها رمضان. لا حاجة لي فيكم. ردوني إليهم.

فإذا أردت أن تسير علي الدرب فكن ربانيا. وليكن شهر رمضان وسيلة لرضوان الله تعالي لا غاية في حد ذاته ثم

تتقاعس بعد انقضائه فرب رمضان هو رب جميع الشهور.

الله يجعلها في ميزان حسناتك

أهلاً وسهلاً أختي (شيخة البنات) اسعدني وجودك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.