الحمد لله
الخمر أم الخبائث ، ومفاسدها على الدين والبدن والعقل لا تخفى على ذي بصيرة .
وتحريم ط§ظ„ط®ظ…ط± لا يقتصر على شربها ، بل يشمل عصرها وحملها وبيعها والحضور في مجالسها ، ولذلك جاء النص الشرعي في حقها بلفظ الاجتناب ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي : "واجتناب الشيء : هو التباعد عنه ، بأن تكون في غير الجانب الذي هو فيه" ا
ولذلك فلا يحل لك الجلوس مع زوجك عند شربه للخمر ولا مجاملته في ذلك ، بل الواجب عليك وعظه ونصحه وتذكيره بالله ، فإن لم يستجب لك ، ففارقي مجلسه حال شربه لها .
وقد وصف الله المؤمنين بأنهم يتجنبون حضور مجالس المنكر ، فقال تعالى مبيناً صفات عباد الرحمن : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) .
قال الشيخ ابن باز : "والزور يشمل جميع أنواع المنكر" انتهى "
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي : "فيجتنبون جميع المجالس المشتملة على الأقوال المحرمة أو الأفعال المحرمة ، كالخوض في آيات الله ، والجدال الباطل ، والغيبة ، والنميمة ، والسب ، والقذف ، والاستهزاء ، والغناء المحرم ، وشرب ط§ظ„ط®ظ…ط± …"
وقال صلى الله عليه وسلم : (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَجْلِسْ عَلَى مَائِدَةٍ يُدَارُ عَلَيْهَا بِالْخَمْرِ) رواه الترمذي .
لأن الجالس في مكانٍ يُفعل فيه المنكر مشارك للفاعل في الإثم إن استطاع تغيير المنكر ولم يفعل ، أو استطاع مفارقة المجلس ولم يفعل .
فعن أبي سَعِيد الخُدْري رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ) ، رواه مسلم (49) .
وإنكار القلب هو ما يصيبه من هم وغم وحزن على وجود المنكر ، وهذا يتنافى مع إظهار السعادة والفرح بما يفعل زوجك ، أو إظهار عدم المبالاة والاكتراث بما يقع فيه من المنكر .
ومع ذلك فالصراخ في وجهه في مثل هذه الأحوال لن يجدي كثيراً ، ولذلك احرصي على ضبط أعصابك ودعوته بالرفق واللين والموعظة الحسنة بين الفينة والأخرى ، مع الدعاء له بالهداية في ظهر الغيب ، وتحري أوقات الإجابة خاصةً في الثلث الأخير من الليل .
واحرصي على تربية أولادك تربية سليمة ، مع إبعاد هذا المنكر عن نظرهم ومتناول أيديهم ، ولا أقل من أن تطلبي من زوجك أن لا يتناول ط§ظ„ط®ظ…ط± أثناء تواجدهم أو أمامهم، حتى يهديه الله تعالى ويتوب من شربها .
ونوافقك أن أسلوبك إذا كان مليئاً بالحب والعطف يكون أكثر قبولاً وتأثيراً فيه لهذا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفق وقال : (إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ) رواه مسلم (2594) .
فليكن كلامك معه أنك تحبين له الخير ، وأن يكون وقوراً محترماً بين الناس ، وأن يكون مثالياً في كل شيء ، كما هو كذلك في معاملته معكم .. ونحو ذلك من الكلام الذي نرجو أن يكون مؤثراً فيه.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير ، وأن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال .