نصيحة العجوز
أبحرت مجموعة من الصيادين إلى جزيرة قريبة قاصدين صيد السمك فأوصلتهم الريح المواتية بأمان
اصطادوا الكثير من السمك وكان رزقا وفيرا وهموا بالعودة الي اليابسة
في طريقهم هبت ريح قوية معاكسة فأعادتهم الى الجزيرة ثانية
وقفوا على الشاطئ ينظرون حولهم فما شاهدوا سوى كوخ صغير
كان الكوخ لشيخ حكيم
فقصد الصيادون الكوخ فاستقبلهم ببشاشة وترحاب وباتوا ليلتهم عنده
سألهم الشيخ من اين أتيتم ؟ وإلى أين تذهبون وماذا حدث معكم
وأخبره الصيادون أنهم في طريق عودتهم بعد صيد وفير هبت ريح قوية معاكسة أعادتهم الى الجزيرة وهم في طريقهم الى بيتهم
عرض الشيخ الحكيم المساعدة شرط التقيد بالنصيحة
وافق الصيادون وأقسموا على ذلك
فأخرج الشيخ حبلا معقودا بثلاث عقد وقال لهم عندما تستعدون للإبحار حلوا العقدة الأولى فتهب ريح مواتية تحملكم بطرفة عين بعيدا عن الجزيرة وفي منتصف الطريق حلوا العقدة الثانية أما الثالثة فلا تحلوها قبل ان تطأ أقدامكم اليابسة
شكر الصيادون الشيخ وعزموا على الإبحار في الصباح الباكر وشكك بعضهم بفائدة الحبل لكن أصغرهم قال ط§ظ„ط¹ط¬ظˆط² رجل حكيم وسترون الفائدة بأم أعينكم
استعد الصيادون للإبحار وحلوا العقدة الأولى فهبت ريح مواتية جعلت القوارب تشق عباب البحر وخلفها الأمواج تتلاطم ثم حلوا العقدة الثانية في منتصف الطريق فأسرعت القوارب واقتربت من اليابسة فقرر الصيادون حل العقدة الثالثة
لكن أصغرهم ذكرهم بوعدهم للشيخ فتجاهلوا كلامه وحلوا العقدة فورا
فهبت ريح معاكسة عنيفة تحولت الى عاصفة
وشرع الصيادون يجاهدون للوصول الى اليابسة والزوارق تبتعد داخل البحر
ظل البحارة على هذه الحال حتى غابت الشمس وهدأت الريح عندها استطاعوا الوصول الى اليابسة بسلام
قال أصغرهم لو أنكم استمعتم للنصيحة ووفيتم بوعدكم لما كابدتم تلك المشقة
العبرة بالنهاية النصيحة جميلة وجميل منا ان نستمع لنصيحة من هم اكبر منا سنا واكثر فهما وأن نستفيد من تجربة الأخرين وحكمتهم فنوفر على أنفسنا عناء التجربة ومرارتها
ودمتم سالمين