المولود حينما يولد لا يولد وهو صامت بل يستهل صارخاً ، وهذا دليل عل كمال صحته إذ لو بقي صامتاً لارتسمت علامات الإستفهام والتعجب على وجوه الأطباء …
يكبر المولود شيئاً فشيئاً فيحاول نطق كلمة أو كلمتين فيشجعه والداه على النطق الصحيح ،، وهكذا يزداد مخزونه اللفظي …
في مرحلة ما يصبح قادراً على الكلام بطلاقة ، وفي مراحل معينة قد يزداد فضول الطفل محاولةً منه لإستكشاف ما حوله فتزداد أسئلته …
قد يجد من والديه من يفتح له الباب ويرحب بأسئلته برحابة صدر وطولة بال .
لكن هناك أطفال غير محظوظين ؛ لكون كلا الوالدين أو أحدهما ضيق الصدر ، قليل الصبر لا يتحمل أي كلمة من الطفل لا سؤال …. لا استفسار … لا نقاش … لا جدال ….
وربما وصل الأمر لزجره … نهره .. تعنيفه … ضربه ..
هذه النوعية من الأطفال مقبوعة حريتهم اللفظية وملجمة بلجام شعاره : ( اسكت أو اصمت ) !! .
إن ثقافة الصمت أصبحت عند البعض ثقافة موروثة من الآباء والأجداد ، فالأب والأم قد تربيا على ذلك ويريدان أن يربيا أبناءهم على نفس المنوال .
لقد غابت عند البعض ثقافة ط§ظ„طظˆط§ط± من باب أن هذا الطفل لا زال صغيراً ، وهو لا يفهم بعد ..
تمر السنوااااات والسنوااااات ولا يزال الطفل صغيراً في نظر والديه ….
والنتيجة مـــــــــــــــــاذا ؟؟؟؟
إذا لم نفتح ط§ظ„طظˆط§ط± للأبناء منذ وقت مبكر ونتناقش معهم ونجيب على تساؤلاتهم ونكون سجل مفتوح لإستقبال همومهم ومشاكلهم فالذي يحدث أنهم سيبحثون عن مصادر أخرى خارج نطاق الأسرة لكي تحتويهم وتأخذ على أيديهم ، وقد تكون تلك المصادر عامل من عوامل انحراف الأبناء …..
إذن ما الحـــــــــــــــــــــــــل ؟؟؟
الحل هو تعويد الأبناء منذ طفولتهم على التجاوب معهم وفتح السبل أمامهم لإيضاح كل الحقائق التي قد يلتبس فهمها عليهم وكسر الحواجز التي لا تزال عند البعض سداً منيعاً بينهم وبين أبنائهم …
لقد بات من الضروري إيجاد جلسة عائلية كل أسبوع داخل نطاق الأسرة يتبادل فيها أفراد الأسرة النقاش حول أي قضية بحيث ننمي فيهم لغة ط§ظ„طظˆط§ط± الهادف البناء .
ثم أليس من الضروري أن تكون الأم صديقة حميمة لإبنتها منذ الصغر فتؤانسها … تضاحكها… تثني على جميل فعلها … تنصحها … تناقشها …. تعودها على الإفصاح عما بداخلها !! .
وكذا الأب مع أولاده ، أليس من الضروري أن يكون هو الصديق الوفي لهم والمحضن الأمين والمرشد الناصح .. !!
من المؤكد حقاً أنه كلما ارتقت لغة الوالدين في التعامل مع أبنائهم كلما أدى ذلك إلى إيجاد جيل مستقر نفسياً غير مشوش فكرياً ، وهؤلاء بالتأكيد أول من سيسعد بهم هم الأهل ثم المجتمع .
c
دُمْت وَدَامَ عطَااؤؤُك لنا
مَع خَالِص تَقْدِيْرِي وَاحْتِرَاامِي ,’