[CENTER] الصلاة صلة بين العبد وبين ربِّه، وللمسلم أن يطلب في صلاته من الله عز وجل ما شاء من أمور الآخرة والدنيا، وقد شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ط§ظ„ط¯ط¹ط§ط، في أثناء الصلاة في موضعين؛ أما الأول فهو مشهور، وهو السجود، وأما الثاني فيغفل عنه كثير من الناس، وهو بعد التشهُّد الأخير وقبل التسليم؛ فقد روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلاَةِ، قُلْنَا: السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادِهِ، السَّلاَمُ عَلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَقُولُوا السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ. فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ فِي السَّمَاءِ أَوْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو". فهكذا كما نرى في الحديث أن ط§ظ„ط¯ط¹ط§ط، يبدأ بعد شهادة التوحيد، وأول ما نبدأ به هو الصلاة والسلام على رسول الله بالصيغة الإبراهيمية المعروفة، ثم ندعو بعدها بما شئنا من الدعاء، وقد شرح لنا ذلك عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، فَعِنْدَ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ إِلَى أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: "يَتَشَهَّدُ الرَّجُلُ فِي الصَّلاَةِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَدْعُو لِنَفْسِهِ بَعْدُ". ولا بأس أن تدعو بما تحبُّ من أمور الآخرة والدنيا، وهي فرصة لتدارُك ما نسيناه من الدعوات في سجودنا. ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54]. بقلم د/ راغب السرجاني [/CENTER]
بارك الله فيك