وكان من بين المشاركين شاب متفتح ذكي، شعرت بأنهأكثر ودًا نحوي من الآخرين, ومع أن المواضيع عامة إلا أن مشاركته كان لديإحساس أنها موجهة لي وحدي! ولا أدري كيف سحرتني كلماته؟ فتظل عيناي تتخطفأسطره النابضة بالإبداع والبيان الساحر ـ بينما يتفجر في داخلي سيل عارممن الزهو والإعجاب، يحطم قلبي الجليدي في دعة وسلام, ومع دفء كلماتهورهافة مشاعره وحنانه أسبح في أحلام وردية وخيالات محلقة في سماء الوجود.
ذاتمرة ذكر لرواد الساحة أنه متخصص في الشؤون النفسية، ساعتها شعرت أننيمحتاجة إليه بشدة، وبغريزة الأنثى، أريد أن يعالجني وحدي, فسوّلت لي نفسيأن أفكر في الانفراد به وإلى الأبد. وبدون أن أشعر طلبت منه -بشيء منالحياء- أن أضيفه على قائمة الحوار المباشر معي, وهكذا استدرجته إلى عالميالخاص. وأنا في قمة الاضطراب كالضفدعة أرتعش، وحبات العرق تنهال على وجهيبغزارة ماء الحياء, وهو لأول مرة ينسكب.. ولعلها الأخيرة.
بدأتأعد نفسي بدهاء صاحبات يوسف؛ فما أن أشكو له من علة إلا أفكر في أخرى. وهوكالعادة لا يضن عليّ بكلمات الثناء والحب والحنان والتشجيع وبث روح الأملوالسعادة, إنه وإن لم يكن طبيبًا نفسيًا إلا أنه موهوب ذكي لمّاح يعرف ماتريده الأنثى.
الدقائق أصبحت تمتد لساعات, في كل مرة كلماته كانتبمثابة البلسم الذي يشفي الجراح, فأشعر بمنتهى الراحة وأنا أجد من يشاركنيهمومي وآلامي ويمنحني الأمل والتفاؤل, دائمًا يحدثني بحنان وشفقة ويتوجعويتأوه لمعاناتي، ما أعطاني شعور أمان من خلاله أبوح له بإعجابي الذي لايوصف, ولا أجد حرجًا في مغازلته وممازحته بغلاف من التمنع والدلال الذييتفجر في الأنثى وهي تستعرض فتنتها وموهبتها.
انقطعت خدمة الإنترنت ليومين لأسباب فنية, فجن جنوني.. وثارت ثائرتي.. أظلمت الدنيا في عيني..
وعندماعادت الخدمة عادت لي الفرحة.. أسرعت إليه وقد وصلت علاقتي معه ما وصلتإليه.. حاولت أن أتجلّد وأن أعطيه انطباعاً زائفاً أن علاقتنا هذه يجب أنتقف في حدود معينة، وأنا في نفسي أحاول أن أختبر مدى تعلّقه بي.. قال لي: لا أنا ولا أنت يستطيع أن ينكر احتياج كل منا
إلى الآخر، وبدأ يسألني أسئلة حارة أشعرتني بوده وإخلاص نيته.
ودونأن أدري طلبت رقم هاتفه حتى إذا تعثرت الخدمة لا سمح الله أجد طريقًاللتواصل معه.. كيف لا وهو طبيبي الذي يشفي لوعتي وهيامي!! وما هي إلا ساعةوالسماعة المحرمة بين يدي أكاد ألثم مفاتيح اللوحة الجامدة.. لقد تلاشى منداخلي كل وازع!
وتهشم كل التزام كنت أدّعيه وأدعو إليه. بدأتنفسي الأمّارة بالسوء تزيّن لي أفعالي وتدفعني إلى الضلال بحجة أنني أسعىلزواج من أحب بسنة الله ورسوله.
وتوالت الاتصالات عبر الهاتف.. أما آخر اتصال معه فقد امتد لساعات قلت له: هل يمكن لعلاقتنا هذه أن تتوجبزواج؟ فأنت أكثر إنسان أنا أحس معه بالأمان؟! ضحك وقال لي بتهكم: أنا لاأشعر بالأمان.. ولا أخفيك أنني سأتزوج من فتاة أعرفها قبلك. أما أنتفصديقة، وتصلحين أن تكوني عشيقة، عندها جن جنوني وشعرت أنه يحتقرني فقلتله: أنت سافل..
قال: ربما, ولكن العين لا تعلو على الحاجب.. شعرتأنه يذلني أكثر قلت له: أنا أشرف منك ومن… قال لي: أنتِ آخر من يتكلم عنالشرف!! لحظتها وقعت منهارة مغشى عليّ.. وقعت نفسيًا عليها.
وجدت نفسي في المستشفى, وعندما أفقت، أفقت على حقيقة مُرَّة, فقد دخلت الإنترنت داعية, وتركته وأنا لا أصلح إلا عشيقة!!
ماذاجرى؟! لقد اتبعت فقه إبليس اللعين الذي باسم الدعوة أدخلني غرف الضلال, فأهملت تلاوة القرآن وأضعت الصلاة، وأهملت دروسي، وتدنى تحصيلي, وكم كنتواهمة ومخدوعة بالسعادة التي أنالها من حب النت..
إن غرفة المحادثة فتنة.. احذرن منها أخواتي فلا خير يأتي منها مالم تضعي لنفسك حواجز إيمانية تمنعك من الانجراف وراء الملذات.
الكلمة من معنى
ياليت الكل يستفيد منها
ويتعظ وان الشباب مهما
اظهروا معسول كلامهم
فهم كاذبون
شكرا للانتقاء الرائع
والقصةالممتعة رغم حزنها وقساوتها