تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الشورى وأهميتها في الاسلام

الشورى وأهميتها في الاسلام

الشورى واهميتها في الاسلام
من التقاليد العربية في مجال الحكم والسياسة أنهم كانوا ينزعون الى الشوري
في الحكم فقد كان في الدول اليمنية الجنوبية وفي القبائل العدنانية الشمالية مجالس للشورى .
وكانت القبائل المتحضرة المستقرة أكثر تنظيما من غيرها من القبائل المرتحلة .
وقد ظهر ذلك جليا في قريش حيث كانت دار الندوة بمكة أرقى مجالس القبائل العدنانية الشمالية ، كانوا يجتمعون بها كلما دعت الحاجة لذلك ، وكانوا يتشاورون في عقد الألوية وإبرام الأحلاف السياسية رغم كون حكمهم أدبيا أكثر منه تنفيذيا .
وبظهور الإسلام كانت الشورى نظام إسلامي يستمد جذوره من مبادئ الإسلام وقيمه ومفاهيمه لا من قيم الجاهلية والعصبية .
وقد حض الإسلام على ط§ظ„ط´ظˆط±ظ‰ في ديار المسلمين وخاطب القران الكريم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشاورة اصحابه رضوان الله عليهم بقوله تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) آل عمران 159
كما جعل الامر بين المسلمين شورى بقوله تعالى ( وأمرهم شورى بينهم ) ط§ظ„ط´ظˆط±ظ‰ 38
ومما لاشك فيه ان نظام ط§ظ„ط´ظˆط±ظ‰ في الإسلام هو أحد المبادئ الراقية جدا التي تقوم عليها الحياة السياسية في المجتمع الإسلامي وهو نظام مرتبته عالية جدا لان الله سبحانه وتعالى أمر بها .
ونستطيع تعريف ط§ظ„ط´ظˆط±ظ‰ : أنها استطلاع الرأي من ذوي الخبرة للوصول إلى أقرب الأمور للحق ، وهي لا تكون إلا حيث يجهل الحق فإن علم فلا شورى .
وعرفها الأصفهاني بأنها : (( استخراج الرأي لمراجعة البعض للبعض )
وعرفها ابن العربي (بأنها هي : الاجتماع على الرأي ليستشير كل واحد صاحبه ويستخرج ما عنده ) ,
فهي قاعدة من قواعد الحكم ونظام صالح للجماعات الإنسانية .
وقد مارس رسول الله صلى الله عليه وسلم ط§ظ„ط´ظˆط±ظ‰ في كل وقت من أوقات دعوته ففي حديث أبو هريرة بقوله (( لم يكن أحد أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم )) فكان يستشيرهم في الحرب وفي السلم بل وفي خاصة أمره فقد روى عنه في حادثة الإفك قوله عليه السلام : (( أشيروا علي يا معشر المسلمين في قوم أبنوا أهلي ورموهم )) .. واستشار علياً وأسامة بن زيد في فراق عائشة رضي الله عنها ونورد بعض الأمثلة على أخذ الرسول عليه السلام بالشورى ففي موقعة بدر خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم للقاء المشركين وقتالهم وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم يبادرهم إلى الماء حتى جاء أدنى ماء من بدر فنزل به، وكان الحباب بن المنذر عليمًا خبيرًا بأسرار المكان فقال: «يا رسول الله أرأيت هذا المنزل، أمنزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدم أو نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟» فقال له: «بل هو الرأي والحرب والمكيدة»: قال: «يا رسول الله، إن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله، ثم نغور ما وراءه من القلب (أي نردم آبار الماء المتبقية) ثم تبني عليه (أي على بئرنا) حوضًا فنملأه ماء فنشرب ولا يشربون» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد أشرت بالرأي»، وفعل ذلك .
وشاور أصحابه صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بجموع قريش ومن معها وما أجمعوا له من الأمر ، استشار أصحابه ، وقد أشار عليه سلمان الفارسي بحفر الخندق في المنطقة الوحيدة المكشوفة أمام الغزاة ، أما الجهات الأخرى فكانت كالحصن تتشابك فيها الأبنية وأشجار النخيل وتحيطها الحرات التي يصعب على الإبل والمشاة التحرك فيها .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا أنه لا تفرد بالرأي وأن من واجب الحاكم مشاورة من حوله ممن يعتد برأيهم .
والحكم الفردي منذ أمد طويل أهلك الحرث والنسل وفرض في مجتمعاتنا العربية ألوانا من فساد الرأي وانهيار في العلم والأدب
والشورى مشاركة الرجال عقولها واستخلاص الراي الصواب بعد تداول الأمر بينهم وتتيح بذلك لكل فرد في المجتمع أن يكون له دور فاعل في الحياة فلعل رايا صوابا يجنب الامة الكثير من المشاكل .
وانعدام ط§ظ„ط´ظˆط±ظ‰ يخلق لنا فرعونا يحكم واستبدادا لا حل له يؤدي بالناس التهلكة ، وقد بين لنا سبحانه وتعالى عاقبة فرعون وعاقبة استبداده بالرأي قال تعالى في أمر فرعون واستبداده ( قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) فكان نتاج الاستبداد أن جر على قومه العذاب والويل .
ولقد نهضت دولة الخلافة على مبدأ ط§ظ„ط´ظˆط±ظ‰ فقد اقر أبو بكر الصديق رضي الله عنه ذلك بقوله ( إن رأيتم خيرا فأعينوني ، وإن رأيتم شرا فقوموني ) .
والراي الفردي كبير المهارة في التحريف والتزييف وقلب الحقائق ويبرر للحاكم الظالم المستبد كل ما يفعل ، والعالم العربي الآن صورة واضحة نتاج الاستبداد والتفرد بالحكم والرأي
والشوري تلجم الحاكم وترده الي حجمه الطبيعي كلما حاول تجاوز حدوده ولا تدع له مجالا للاستبداد والتفرد بالراي فيرى نفسه فوق الجميع .
والحاكم إنما يكون حكمه بنصوص الشرع والتزام بالدين لا الخروج عليهما .

وقد قبل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب المحاسبة عندما سئل عن ثوبه الذي يساوي في طوله ثوبين من أين أتى به وكان له الحق بثوب واحد .
ولقد رأيت تنازل شارل ديجول عن الحكم عندما لم يختاره الشعب الفرنسي في الانتخابات لا كما يفعل حكامنا من ارتكاب للمجازر والتقتيل بحق شعبه عندما طلب منه الشعب مغادرة الحكم تحت رافضا تحت شعارات فرعون .
وفي ظل حكمهم البائس صور الكتاب المنافقون ان هؤلاء الحكام لا يخطئون ولا يمسون ولا يحق لأحد انتقادهم أو محاسبتهم أو أن يخطئهم ، فهم فوق مستوي النقد والمحاسبة وأن قتلوا ودمروا .
والحكم الفردي بطبعه يكره كل أصحاب الكفايات ويغلق الابواب في وجوههم .
وهو من يحرم الأمة من الانتفاع بمواهب أبنائها فلا هدف له إلا الاستئثار بالمجد وأنه وحده محتكر للعلم والمعرفة .
وبهذا تكون ط§ظ„ط´ظˆط±ظ‰ من أهم الأمور في الإسلام وأعظمها في تسيير شئون المسلمين ورسم سياساتهم .
والشورى مع مبدأ الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي الباب لكبح جماح الحاكم وظبطه وكذلك عزله إذا ذهبت كفاءته .
والويل لأمة يكون الحاكم فيها له شهوة مريض بجنون العظمة أو شهوة مسعورة باقتناء المال .
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي} [سورة النــور 24/55].
محمد خطاب


خليجية

خليجية

جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك اللهم امين

ودي واحترامي

جزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.