تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الرؤى والأحلام

الرؤى والأحلام

الرؤى والأحلام


فضيلة الشيخ


عبد الملك القاسم

خليجية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فإن النفس [ ] البشرية تشتاق وتتطلع إلى معرفة ما يحدث لها في مستقبلها من تغيرات وأحوال. ولما كان أمر الغيب وما يكون في أيامه ولياليه مما استأثر الله تعالى بعلمه وحجبه عن خلقه، قال تعالى: }وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ{(سورة الأنعام: 59).
وقال تعالى: }وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ{(سورة هود: 123)

وقد انساق بعض الناس إلى التطلع إلى معرفة الغيب عن طريق: السحرة والكهان، والعرافين، والرمالين، والمنجمين، وقراءة الفنجان، ومتابعة الأبراج، وغيرها، فضلوا وأضلوا بما أقدموا عليه من أمر محرم، قال صلى الله عليه وسلم: (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمّد صلى الله عليه وسلم) رواه أبو داود. وقال صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرافا أو كاهنا فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمّد صلى الله عليه وسلم) رواه أحمد والبيهقي. وروى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي [ ] صلى الله عليه وسلم عن النبي [ ] صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى عرَّافا فسأله عن شيء فصدَّقه، لم تقبل له صلاة أربعين يوما).
هذا مع أن هؤلاء السحرة والكهان لا يعلمون الغيب بنص كتاب الله عزّ وجلّ ولكنهم يزينون للناس الباطل.
أما أهل الإيمان [ ] فقد جعل الله لهم رؤى صادقة تُبشّرهم بالخير وتنذرهم عن الشر.
ومما يُبشر به العبد بعد عمله الصالح الرؤيا الصالحة يراها العبد أو تُرى له.
كما أخبر بذلك النبي [ ] عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، قال صلى الله عليه وسلم: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة) رواه البخاري.

وما يراه النائم على ثلاثة أنواع: رؤى ومفردها "رؤيا" وهي من الله تعالى وهي أصدق ما يرى النائم في نومه، وتتميز هذه الرؤيا بوضوح رموزها وسهولة تعبيرها.
والقسم الثاني: فيما يراه النائم وهو الأحلام ومفردها "حلم" وهي من تلاعب الشيطان [ ] بالإنسان خاصة إن كان نائما على غير طهارة أو نام دون أن يذكر الله [ ] تعالى.
أما القسم الثالث: مما يرى النائم فهي بعض الصور والمواقف التي غلب على فكر الإنسان حال يقظته كأمنية يتمناها وكذلك ما ينتج عن الإكثار من الطعام وامتلاء المعدة وما يحدث من ضيق التنفس وغيرها.

عن عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي [ ] صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان [ ] ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءً من النبوة) رواه ابن ماجة.
والغالب أن ط§ظ„ط±ط¤ظ‰ في الخير والحلم في غيره وهذا التفرق مقتبس من قول النبي [ ] صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان) رواه البخاري.

متابعة القراءة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.