ارتداؤك الملابس الفاضحة أمام الفتيات والأطفال الذين تربوا على الحياء وستر أنفسهم, تمزيق لحيائهم, صدمة في قدواتهم, وقد تحملين أوزار هدم بنيانهم الإيماني المتمثل في الحياء فهو شعبة من الإيمان, ومن تهدم بيتا هي في عرف الناس مجرمة, فكيف بمن تهدم البنيان الإيماني وتقتل الحياء في القلوب إنها والله أعظم جرما, قال تعالى " إنا من المجرمين منتقمون "
تذكري أن هناك عيونا صغيرة تراقبك, فلا تخدشي حياء الصغيرات… وأحترمي وجود الكبيرات…واحتشمي لتكوني من المؤمنات…. فالتعري لباس السفيهات.
أن البقرة هي التي تمشي بأثدائها مكشوفة أمام الناس…والبهائم لا تحتاج لملابس تسترها, لأن الموضوع "عادي" عندها, فهي تسير هكذا أمام الجميع, تنظر إليهم ,وينظرون إليها دون أن يعني ذلك لها شيئا لأنها بهيمة….
وحاشاك ياطيبة أن تنزلي إلى مرتبة البهائم وقد كرمك الله أسمعي قال تعالى" ولقد كرمنا بنى ءادم وحملنهم في البر والبحر ورزقنهم من الطيبات وفضلنهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا "
ولم يذكر سبحانه في الآية أنه كرم البهائم, بل ذكرك أنتي (بني آدم) فلما نلتي شرف التكريم,ورفعك الله به على المخلوقات ارتفعي لتكوني أهلا لهذه المنزلة,ارتفعي كما رفعك الله, ولاتنزلي للأسفل, بل تميزي بشخصيتك القوية المؤمنة واعتزي بما لديك من حياء ودين …
قال ابن القيم رحمه الله : "خلق الحياء من أفضل الأخلاق, بل هو خاصة الأنسانية, فمن لا حياء فيه ليس معه من الأنسانية الا اللحم والدم وصورتها الظاهرة, كما أنه ليس معه من الخير شيء, ولولا هذا الخلق لم تدم الأمانة,ولا تحرى الرجل الجميل فآثره والقبيح فتجنبه,ولا ستر له عورة ولا امتنع عن فاحشة"
أخيتي هناك من يغار منك ويحسدك على ط§ظ„طھظƒط±ظٹظ… من الله ويخطط من أجل سحب قدميك إلى الهاوية التي سقط فيها, لعلك أن تخسري هذا ط§ظ„طھظƒط±ظٹظ… وتجاوريه في جهنم كما يشتهي,قال تعالى حكاية عن إبليس نعوذ بالله منه " قال أرءيتك هذا الذي كرمت علىّ لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا **قال اذهب فمن تبعك منهم فأن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا** واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا** إن عبادى ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا"
( لعل أشد الوعود إغراء الوعد بالعفو والمغفرة بعد الذنب والخطيئة, وهي الثغرة التي يدخل منها الشيطان على كثير من القلوب التي يعز عليه غزوها من ناحية المجاهرة بالمعصية والمكابرة,فيتلطف حينئذ إلى تلك النفوس المتحرجة, ويزين لها الخطيئة وهو يلوح لها بسعة الرحمة الألهية وشمول العفو والمغرة!)
(وكفى بربك وكيلا)
(يعصم وينصر ويبطل كيد الشيطان)
لقد ناداك الله يابنة آدم من بين المخلوقات فاستجيبي لندائه,ألا تعرفين هذه الآية:" يابنى ءادم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ءايات الله لعلهم يذكرون "
يخبرنا الله أنه أعطانا ووهبنا لباسا لنستر عوراتنا به
و السوأة : هي ما يسوء الإنسان ظهوره.
لاحظي أختي أن ( هناك تلازم بين شرع الله اللباس لستر العورات و الزينة,وبين التقوى…كلاهما لباس, هذا يسترعورات القلب ويزينه وذاك يستر عورات الجسم ويزينه,وهما متلازمان.
فعن شعور التقوى لله والحياء منه ينبثق الشعور باستقباح عري الجسد والحياء منه ومن لا يستحي من الله ولا يتقيه لا يهمه أن يتعرى وأن يدعو إلى العري…العري من الحياء والتقوى والعري من اللباس وكشف السوأة.
" لعلهم يذكرون"
والله يذكر بني آدم بنعمته عليهم في تشريع اللباس والستر,صيانة لإنسانيتهم من أن تتدهور إلى عرف البهائم )
لباس التقوى الحياء…. يتقي الله فيواري عورته
فذاك لباس التقوى "ابن كثير"
ودمتي بود غاليتي