الإسراف في أي شيء خطر ، وبالنسبة للأطفال الإسراف في شرب المياه الغازية أكبر خطر على صحتهم .. أولا : سيتعرضون لأرق في نومهم ، ثانياً : ستميل أجسادهم للبدانة ، ثالثاً : سيفاجأون بنقص معادن وأملاح مهمة تعرضهم للأمراض ، وهناك رابعا وخامسا تؤكده الدكتورة سونيا صالح المراسي أستاذة التغذية وعلوم الأطعمة بكلية الاقتصاد المنزلي – جامعة حلوان ، وكشفت أن نسبة كبيرة من المراهقين يتناولون يوميا نحو 800 ملجم من مادة الكافيين عن طريق شرب المياه الغازية في حين أن النسبة المسموح بها يوميا من تلك المادة لا تتجاوز 65 ملجم ، الأمر الذي يؤدي إلى معاناة هؤلاء الأطفال من اضطرابات في النوم والإصابة بالأرق كما قد يتعرضون إلى نوبات من النعاس أثناء النهار .
وأشارت إلى أن العادات الغذائية قد تغيرت للأسوأ في منطقتنا العربية نتيجة للثقافة الاستهلاكية التي صدرها لنا الغرب فأصبح الكثير منا لا يأكل وجبته الغذائية أياً كانت إلا ويصاحبها شرب المياه الغازية !
وإلى جانب الأرق واضطرابات النوم فإن مادة الصودا الموجودة بالمياه الغازية هي المسئول الأول عن ظاهرة بدانة الأطفال في العالم كله وهي ظاهرة غير صحية تعرضهم للأمراض المزمنة .
وأكدت أن الأطفال في مرحلة النمو في أشد الحاجة إلى العناصر الغذائية المختلفة خاصة الفيتامينات والمعادن ، والأطفال الذين يبالغون في شرب الصودا هم أكثر عرضة من غيرهم لنقص الفيتامينات والمعادن خصوصاً فيتامين ( أ ) ، والمغنسيوم والكالسيوم .
وانتقدت خبيرة التغذية وعلوم الأطعمة ندرة اللبن ومنتجاته في غذاء ووجبات الأطفال ، موضحة أن هناك فرق شاسع بين مشروب الصودا ومشروب اللبن ، فلو ألقينا نظرة متفحصة على مشروبات الصودا لوجدنا أنها تتكون من السكر وغاز الكربون ومواد ملونة ومعطرات ومواد حمضية ، أي أن جميع مكوناتها لا قيمة صحية لها على الإطلاق ، أما اللبن فهو عنوان الصحة والعافية ، إذ يوفر للطفل حاجته من المعادن والفيتامينات مثل الكالسيوم والمغنسيوم وفيتامين ( أ ) ، وفيتامين ( ب9 ) ، و ( ب12 ) ، إضافة إلى عناصر مغذية أخرى لها أهميتها بالنسبة لصحته .
وهذا ربما يفسر لنا زيادة نسبة حدوث الكسور بين الأطفال الذين يكثرون من شرب الصودا ، وذلك نتيجة إحلالها مكان اللبن الحليب الذي يحمل الكالسيوم اللازم لبناء العظام الصلبة والمتينة القادرة على مواجهة الزمن .
وحذرت الدكتورة سونيا المراسي من أن عادة شرب المياه الغازية بجميع أنواعها قد تقضي على عادة أخرى حسنة وصحية هي " شرب الماء " ، فالأولى لا تستطيع في أي حال من الأحوال أن تحل بديلاً عن الثاني ، حيث يؤكد الأطباء دائماً أن الماء يجعل لزوجة الدم على أفضل ما يرام ، أما مشروبات الصودا فهي على النقيض تماما إذ ترفع من لزوجة الدم ، وهذا ما يفتح الباب أمام تكون الجلطات المسئولة عن الأزمات القلبية والدماغية فيما بعد .
مشكوووووووووورة
بارك الله فيك