ويشير الباحثون إلى أن بعض الدراسات الطبية، وفي مجتمعات عالمية مختلفة، لاحظت أن نسبة «الإصابة» بتدني ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© تطال أكثر من 40 في المائة من النساء في وقت ما من مراحل العمر.
ولكن هذه النسبة تنخفض إلى ما بين 5 إلى 15 في المائة إذا أردنا فقط احتساب النسوة اللائي يعانين من هذه المشكلة طوال الوقت في حياتهن.
خلاف حول التعريف
وإزاء تفاوت التوقعات من الأزواج، أو من الزوجات أنفسهن حول ما يمكن أن يصنف بأنه مستوى طبيعي ومستوى منخفض في جانب ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© لدى المرأة، فإن من الصعب وضع حد فاصل في ما بين ما هو طبيعي وما هو خلاف ذلك.
ويضيف هؤلاء الأطباء القول: «لا يزال الباحثون الطبيون مختلفين حول ما هو المقدار الطبيعي وما هو المتدني، في مستوى ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© لدى المرأة. كما أنهم مختلفون أيضا حول أفضل وسيلة لقياس ذلك، وبالتالي تقييم مستواه لدى المرأة».
وبالتحديد صرحوا بأن النساء الطبيعيات بصفة تامة، يتفاوتن بشكل كبير في رغباتهن في ممارسة العملية الجنسية، كما يتفاوتن بشكل واضح في رأيهن بما هو كاف لجهة ممارسة العملية تلك.
وإذا كانت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© تود ممارسة العملية مرات أقل، أو أكثر، من تلك التي يريدها زوجها، فإنه ليس بالضرورة أن يكون أحدهما خارج النطاق الطبيعي لما هو للمثيلين لهم في العمر أو الظروف.
هذا على الرغم من أن هذا التباين في الرغبات في ما بين الزوجين قد يؤدي إلى اضطراب في نوعية ومستوى العلاقة فيما بينهما، وقد لا يؤدي إلى ذلك على الإطلاق. ذلك أنه، وكما يقولون، قد تضعف ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© لدى أحد الزوجين بينما تزيد قوة العلاقة فيما بينهما.
وأنه بالإضافة إلى هذا، فإنه لا يوجد «رقم» محدد لما هو طبيعي في عدد ممارسة العملية ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© خلال الأسبوع أو الشهر، ولذا فإن «رقم» عدد مرات ممارسة تلك العملية خلال الأسبوع الواحد ليس بالضرورة مقياسا جيدا لتقييم مدى رغبة ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في ممارستها.
والنساء يتفاوتن بشكل واضح في هذا الجانب.
وذكّروا بأن ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© قد تتحاشى التجاوب مع الزوج في ممارسة العملية ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© للعديد من الأسباب التي لا علاقة لها البتة بمستوى ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© لديها.
ولعل من أبسطها الإجهاد النفسي، أو التعب البدني، أو عدم الثقة بالنفس في جاذبية مظهر جسمها أو شخصيتها، أو تدني مستوى المودة والألفة مع زوجها، أو غير ذلك.
وبقراءة هذه العبارات لأطباء «مايو كلينك»، يبقى السؤال: إذا ما هو بالضبط تعريف مصطلح تدني ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© لدى المرأة؟
وللإجابة، يقول هؤلاء الباحثون: «بالمصطلح الطبي، يكون لدى ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© (اضطراب تدني ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© الجنسية) hypoactive .ual desire disorder حينما يستمر أو يتكرر فقدان الاهتمام لديها بممارسة العملية الجنسية، بما يؤدي إلى إصابتها بالحزن والتكدر الشخصي personal distress».
ومع هذا، كما يقولون، فإن وجود هذا الأمر لدى ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© لا يعني تلقائيا ضرورة توجهها إلى طلب المعالجة الطبية، بخلاف ما لو حصل تغير أدى إلى الوصول إلى هذه الحالة بعد أن لم تكن لديها الأمور كذلك في السابق.
وهذا الاستدراك الطبي مهم، لأن حصول «تغيير» غير طبيعي قد يعكس وجود أحد الأمراض العضوية لدى المرأة، والتي أحد مظاهرها تدني ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© الجنسية، مثل اضطرابات الغدد الهرمونية والآثار الجانبية لبعض أنواع الأدوية وغيرها.
وللتوضيح، ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© لدى ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© مرتبطة بمجموعة معقدة من التفاعلات بين عدة عناصر تتعلق بالألفة والمودة مع الزوج، ومستوى الصحة البدنية والنفسية، إضافة إلى تنامي الخبرة في عيش الحياة مع الزوج والتعامل معه.
وعليه، فإن هناك أسبابا متعددة لاضطراب تدني مستوى ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© الجنسية. ومنها:
أولا/ ط£ط³ط¨ط§ط¨ عضوية:
هناك طيف واسع من الأمراض، ومن الاضطرابات الوظيفية بالجسم، ومن الآثار الجانبية للأدوية، التي قد تتسبب في المشكلة، مثل:
ـ اضطرابات جنسية: كالألم أثناء الجماع dyspareunia، وعدم القدرة على الوصول إلى مرحلة ذروة التهييج الجنسي anorgasmia.
ـ أمراض عضوية: مثل التهابات المفاصل، السرطان، مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض شرايين القلب، أمراض الجهاز العصبي، العقم.
ـ آثار جانبية للأدوية: مثل أدوية معالجة الاكتئاب، أو أدوية معالجة الأرق، أو ارتفاع ضغط الدم، أو العلاج الكيميائي للأمراض السرطانية، أو حتى أدوية معالجة نزلات البرد وحالات الحساسية.
ـ العمليات الجراحية السابقة: وتشير المصادر الطبية إلى أن ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© التي خضعت في السابق لأي نوع من العمليات الجراحية في الثدي أو الأعضاء التناسلية، سواء كانت عمليات علاجية أو تجميلية، هي عرضة للمعاناة من تدني الثقة في جاذبية الجسم، وبالتالي ربما للمعاناة من تدني ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© الجنسية.
ـ الإجهاد والتعب البدني: وهو من أهم ط£ط³ط¨ط§ط¨ حصول هذه المشكلة الجنسية، والأسباب تتعدد هنا، مثل فقر الدم أو سوء التغذية أو الخضوع لبرامج حمية صارمة لإنقاص الوزن أو غيرها، إضافة إلى أعباء رعاية الأسرة وتدبير شؤون المنزل والقيام بواجباته الزوجية والاجتماعية والأسرية.
ثانيا/ ط£ط³ط¨ط§ط¨ هرمونية:
التغيرات التي تطال معدلات نسبة الهرمونات الأنثوية بالذات، قد تكون سببا في المشكلة لدى بعض النساء. وفي ما قبل بلوغ مرحلة انقطاع الدورة الشهرية، تضطرب نسبة الهرمونات الأنثوية، وكذلك بكل تأكيد في مرحلة ما بعد بلوغ انقطاع الدورة تلك.
وهرمون «أستروجين» Estrogen الأنثوي يساعد على حفظ مستوى جيد من الصحة لأنسجة المهبل، إضافة إلى ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© في ممارسة العملية الجنسية.
وفي ما قبل وبعد بلوغ سن اليأس Menopause، يتدنى مستوى هذا الهرمون في جسم المرأة، ما يؤدي إلى تدني ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© وإلى جفاف المهبل وضمور فيه، ما يؤدي إلى صعوبات في ممارسة العملية ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© بطريقة مريحة ومرغبة في تكرارها.
والشيء نفسه يحصل في تلك المرحلة مع هرمون «تستوستيرون» testosterone، المسؤول عن جزء من نشاط ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© لدى المرأة، على الرغم من أنه في الأصل هرمون للذكورة لدى الرجال.
ولكن هذا التدني في ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© الجنسية، والمصاحب لبلوغ سن اليأس وما بعده من سنوات العمر، لا يصيب بالضرورة جميع النساء، بل بعضهن. وبالإمكان التغلب طبيا على تلك التغيرات الهرمونية إذا ما أثرت بشكل واضح على مستوى ونوعية ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© الجنسية.
وفي مراحل الحمل والرضاعة، تحصل أيضا تغيرات هرمونية، قد تكون عاملا في تدني ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© تلك لدى المرأة.
إضافة إلى عوامل أخرى في تلك الحالات، مثل التغيرات في شكل الجسم ومستوى جاذبيته أجزائه الخارجية.
ثالثا/ ط£ط³ط¨ط§ط¨ نفسية أو عاطفية:
وهنا عدة حالات نفسية، قد تمر بكثير من النساء، لها دور مهم ولا يلتفت إليه كثير من الأزواج والزوجات في تدني ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© لدى المرأة، مثل القلق من أشياء عدة، بعضها لا يخطر على بال البعض.
والاكتئاب، الذي تتعدد أسبابه ومثيرات ظهوره لدى المرأة. وكذلك التوتر النفسي جراء عوامل اجتماعية أو أسرية أو مادية أو وظيفية، لدى الزوج أو لدى الزوجة نفسها.
ومما قد لا تصرح به المرأة، وله تأثير بالغ على ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© لديها، مستوى الثقة في النفس بجاذبية جسمها للفت رغبة الزوج فيها.
أو وجود تدني الثقة بالنفس self ـ esteem لدى ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في الأصل، أي فيما لا علاقة له بجاذبية الجسم.
والنساء في العموم، ترتبط لديهن الممارسة ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© بالقرب العاطفي وحميمية العلاقة بالزوج، ولذا، فإن وجود مشكلات في هذه الجوانب هو عامل مؤثر بشكل بالغ في مستوى الرغبة.
وحينما تعلق بعض المشكلات من دون حل في ما بين الزوجين، أو يستمر ضعف التواصل في ما بينهما، أو تنشأ هواجس الغيرة والشكوك وتدني الثقة، فإن ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© قد تضعف لدى المرأة.
أساليب علاجية متعددة الأوجه للتعامل مع ظ…ط´ظƒظ„ط© تدني ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© لدى ط§ظ„ظ…ط±ط£ط©
اضطراب تدني ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© لدى الزوجة، شيء صعب على ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© وزوجها وزواجها. ومن الطبيعي والمتوقع، أن تشعر ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© بالإحباط والحزن حينما لا تتمكن من أن تكون في هذا الجانب كما تتمنى، أو كما يتوقع منها زوجها أن تكون، أو كما كانت معه في السابق.
وفي الوقت نفسه، قد يشعر الزوج بأن الزوجة ترفضه أو لا تنسجم معه، ما يزيد المشكلة تعقيدا بسبب نوعية رد الفعل الذي سيبديه الزوج.
وبالتالي، نتيجة لشعورها ولشعور زوجها، ستزداد المشكلة تفاقما في جانب ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© لديها، أي ستتحول المشكلة من ظ…ط´ظƒظ„ط© بسيطة في تركيبها، إلى ظ…ط´ظƒظ„ط© معقدة متعددة الأطراف والمسببات.
وإلى اليوم، وعلى الرغم من كل الدعايات التجارية، لا يوجد دواء يؤدي إلى زيادة ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© لدى المرأة.
ولكن غالبية النساء اللاتي يعانين من هذه المشكلة، يستفدن من أسلوب متعدد التوجهات للتغلب عليها.
وبداية التعامل العلاجي مع المشكلة هو تذكر أن من الطبيعي أن يتفاوت مستوى ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© في الأوقات المختلفة.
وهذا التفاوت أمر طبيعي في العلاقة الزوجية المعرضة لتأثير عوامل متجاذبة في ما بين الزوجين ومعيشتهم للحياة اليومية والظروف المحيطة بها والمؤثرة عليها.
والعنصر الثاني، هو تقليل التركيز على المشكلة، وعلى ممارسة العملية الجنسية، كي لا تزداد الأمور تعقيدا.
وبالمقابل، التركيز على تنمية قوة العلاقة العاطفية مع الزوج، وممارسة عدة أشكال من الأنشطة الحياتية الصحية للجانب العاطفي والجانب النفسي والجانب البدني.
وكلما زادت قوة الشعور بالثقة والاعتزاز بالنفس وبالزوج وبالعلاقة معه، أصبح حينها من الممكن معالجة المشكلة.
وبإيجاد حلول عملية وواقعية للمشكلات أو الضغوط التي تتعرض لها المرأة، كالمشكلات المادية أو الوظيفية أو الاجتماعية أو الأسرية، يقل مستوى التوتر والقلق والاكتئاب.
وبتنمية الشعور بالاعتزاز بالنفس وبقدراتها، يزداد مستوى السعادة النفسية.
وبتخصيص وقت يومي لممارسة الرياضة البدنية، تتحسن الحالة النفسية لجهة رفع مستوى المزاج العام، وتنشأ تغيرات واقعية في مظهر وجاذبية جسم المرأة، ما قد يرفع من مستوى الرغبة.
وهناك تمارين رياضية خاصة لتقوية عضلات الحوض، وتحديدا تمارين «كيجل» Kegel exercises، تؤدي إلى زيادة الشعور بالتفاعلات العضلية خلال العملية الجنسية.
وبالتواصل السليم فيما بين الزوجين، والعمل بشكل واضح وصادق في حل المشكلات العالقة، يمكن أن ترتفع قوة العلاقة فيما بينهما.
وهو ما يسمح بمزيد من الصراحة والجرأة عليها في الحديث فيما بينهما حول جانب اللقاء الجنسي في العلاقة الزوجية بينهما، وبالتالي وضع حلول عملية وواقعية لمشكلة تدني ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© لديها.
وإذا ما كانت هناك حالات مرضية، أو أن المشكلة ناجمة عن آثار جانبية محتملة لأحد الأدوية، فإن من الممكن بالتواصل مع الطبيب وضع حلول تخفف من تأثيراتها على ط§ظ„ط±ط؛ط¨ط© لديها.
كما أن هناك مجالا ضيقا، لكن يمكن الاستفادة منه، لاستخدام الهرمونات ط§ظ„ط¬ظ†ط³ظٹط© لمعالجة المشكلة، وتحت الإشراف الطبي في تشخيص الحاجة ومتابعة الجدوى والتأثيرات المرجوة ..