لقد تأثرت موازنات عدد من الدول العربية إيجاباً بفعل ارتفاع أسعار النفط في الأعوام الأخيرة ، ومن المهم تخصيص جزء من هذه العوائد الوفيرة لتطوير الطاقات الفردية , وتأهيل الشباب وتدريبهم على المشاركة الفاعلة في التحولات التكنولوجية والاقتصادية والإدارية الحديثة ، وهذا لن يتحقق ما لم يقبل الشباب على اكتساب المعارف والعلوم الضرورية ، حتى لو تجشموا في سبيل ذلك مشاق السفر والاغتراب. إن الابتعاث ، في هذا السياق ، فرصة رائعة لتطوير قدرات شباب الأمة , ورفع مستواهم العلمي , وزيادة خبراتهم العملية. لقد أنفقت دول عربية كثيرة خصوصاً الخليجية منها أموالاً طائلة على بناء بنية تحتية ضخمة , فأصبحت لدينا مدن جامعية ومدن طبية ضخمة , ومن المهم أن تركز الجهود الآن على الاهتمام بتنمية الكوادر البشرية وتطويرها , فلا قيمة لجامعة أنفقت البلايين على بنائها وتهيئتها ما لم يوجد فيها أساتذة متميزون من أبناء الوطن، ولا قيمة لمدينة طبية مجهزة بكل شيء باستثناء الأطباء المؤهلين.