قـــــــــصه قراته من احد المنتديات فعجبتنى وحبيت انقلها لكم
كعادتها تقوم كل يوم قبل الجميع وتنجز أعمالها الصباحية.. قامت بتجهيز مائدة الإفطار الجميع حضر وتحلَّق حول المائدة.. ألقى الأب التحية كذلك الأم والأبناء .. وكانت ترد بدورها بأدب وصوت هادئ وجميل…
اخذ الأخوان يتجاذبان الحديث حتى تطور وصار عراكاً كلامياً كل منهما يريد اخذ السيارة بعد المدرسة لغرض ما.. اقتربت منهما وهي تحمل إبريق الشاي..
اعمل قرعة ما رأيكما؟ ثم ذهبت .. والجميع يرمقها بعين حانية.. كيف وهي الأخت الكبرى..
وعد.. الطيبة المبتسمة صاحبة الوجه الطفولي والعينين الواسعتين.. والقلب الحنون الذي تجد عندها ما تريد. أنها الأم الثانية.. جمعت كل شيء .. فالجميع ذهب لعمله حتى والدتها المعلمة ذهبت إلى مدرستها..
فكّرت ماذا تعمل للغداء وبسرعة مذهلة أعدت كل شيء وجعلته منوعاً ومفيداً .. وبعد القيلولة جاء وقت الشاي وما أجملة ! صحيح انه لا يجتمع عليه إلا هي ووالديها.. أما البنات فواحدة منهن مسترخية على سريرها والأخرى ترتب ملابسها.. والصغرى تستغل هذا الوقت لاسيما انه يوم الأربعاء في شيء حرمت منه وهو اللعب ب(البلاي ستيشن)..وفي المساء طرحت المنافسة حول حفلة يوم الخميس.. احتدم النقاش فالجميع يريد الذهاب فهو زواج (لا يُفوّت) كان هذا تعبير الأخوات.. القصر مميز.. والبطاقات خاصة.. وهناك عبارة تزعج البعض أن لم يكن الجميع.. هو عدم اصطحاب الأطفال..
أما وعد فهي هادئة تنظر للجميع بنظرات مبتسمة على حركات أختها الصغرى التي تندب حظها لأنها لا تستطيع الذهاب.. جاء صوت وعد رصيناً وهادئاً جعل الجميع ينصت:
ما رأيك يا ميسم؟ البسي حذاءً عالياً وعباءتي.. فستكونين امرأة لن يجرؤ حارس القصر على طردك. فرحت ميسم لهذه الفكرة التي أطربتها وطارت بها.. فهي لم تناقش أحداً بل ذهبت مسرعة إلى غرفتها لاختيار ما يلزم..
قالت الأم: وأنت يا وعد؟
سأجلس مع أخوتي الصغار.. لكن أريد منك أن تذهبي فأنتي لم تحضري حفلة منذ مدة.. لا تهتمي يا أمي.. فانا لا يوجد لدي ملابس مناسبة.. لا يهم أن ما في السوق يناسب مقاسك واختاري ما تريدين.. أرجوك يا أمي دعيني فانا ليس لدي رغبة صدٌّقيني.. أنا مصممة.. الم تقولي يجب أن يكون هناك تعاون.. سأجلس مع الصغار أما أنت فاذهبي.. أثناء الحوار كانت الأخوات يتهربن من نظرات الأم الحارقة.. انه النظام والعدل يا وعد.. أليس هذا قولك؟ .. لكن قولي هذا لا يشملك.. سامحيني ربما المرة القادمة.. هكذا أنت..عنيدة..
وبعد انقضاء الحفلة دخل الأهل يجرون أنفسهم جراً والأخوات يسردن قصة الحفلة حتى غابت أصواتهن في غرفهن.. اقترب الأبوان من باب غرفة وعد.. حدثت الأم نفسها هل القي نظرة ولكن ربما أزعجهنّ فلأدعهن في أمان الله..لم تلق الأم نظرة على وعد التي كانت مسندة ظهرها إلى الجدار ممسكة بالقرآن وتصلي.. أخواها الصغيران التوأم يغطان في نوم عميق.. تركوها تنعم بأعظم لقاء ليلي مع ربها تناجيه تارة وتقرأ تارة وتسجد تارة أخرى..
أتى الصباح مشرقاً فواحاً، هذا ما قالته وعد لإخوتها وهي توقظهم من النوم انه يوم الجمعة.. دائماً تحدثهم عن فضل هذا اليوم وانه خير يوم طلعت فيه الشمس.. كل من في البيت يشعر بالحياء من وعد وينهض احتراماً لها.. ولا توقظ أختها ميسم إلا وهي تداعبها من تحت الغطاء بحركات مضحكة.. دائمة الذكر وخاصة في هذا اليوم.. تردد الصلاة على النبي وتذكّرهم بان من صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها عشراً.. بعد الإفطار أخذت تردد عليهم.. قدم بدنة يا معاذ.. اتق الله وأنت يا صلاح ألا تسبق هذه المرة..
انقضت الصلاة وعاد الجميع.. كانت لميس تحكي لوعد حكاية الحفلة.. العروض كانت جميلة وكذا العروس.. وكان فستانها غريباً.. انه على شكل فراشة.. إنها جداً رائعة.. رددت ميسم أما أنا فأعجبتني الزهور التي كانت تحملها.. كبيرة وطويلة وعلى عجلات صغيرة تجرها على الأرض بطول فستانها.. لم ترد وعد بشيء وإنما اكتفت بابتسامة وقول الحمد لله.. المهم هل قرأتم سورة الكهف.. من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أُضيء له من النور ما بين الجمعتين..
أخواتها ينظرن بتعجب وانبهار.. وعد هل تعلمين أن وجهك اليوم يشع نوراً ما شاء الله وكأن الشمس تدور حوله.. صحيح يا بنات.. الجميع يجبن بالإيجاب.. فرحت وعد بهذا الإطراء ثم قاموا بمساعدتها في إعداد الغداء.. الجميع دخلوا غرفهم للقيلولة.. امسك الأب بيد وعد وقال لها: أما آن الأوان لإكمال المشوار الذي قطعته.. أبي هل تعلم أن صديقاتي صعدن إلى مراتب أعلى في التعليم لا أستطيع العودة.. فعدم إكمالي الدراسة كان سبباً في إسعاد عائلتي بمساعدة أمي وإخوتي في الدراسة واهم شيء أني أصبحت احفظ الكثير من القرآن بذهابي إلى دور التحفيظ.. وأنا سعيدة بذلك.. ومسح الأب على شعرها الأسود المجعد وطبع قبلة على رأسها الصغير..
أما هي فذهبت إلى مكانها المحبب غرفة صغيرة في الملحق خالية من أدوات اللهو.. استيقظ الجميع واخذوا يبحثون عن وعد.. وعد لم تعد الشاي كعادتها.. ولم توقظهم لصلاة العصر.. ندى ما الذي حدث.. قالت ميسم أنا اعرف مكانها(الملحق).. وعند وصولهم وقفوا ينظرون.. كانت جالسة متكئة بيدها على الأريكة محتضنة مصحفها.. ابتسامة صغيرة تعلوا محياها الأسمر.. وقفوا طويلاً ينتظرون ولكنها لم تستيقض..عن الاسره
يسلموووووووووووو على المشاركة
كل التحايااااااااااااااا لشخصك
================================================