تطلع لها فى صمت
و بكل غضب الدنيا انطلقت يده لتصفع وجهها بعنف لم يعهده في نفسه….. نظر لها بكل جمود و حزن و احتقار
و لم يشعر الا بالفراغ …. فراغ موحش توقفت خلاله عقارب الزمن عن الدوران
كانما قد توقف قلبه عن النبض…. لم يقوى على صفعها ثانية …. لم يقوى على رؤية
دموعها المنهمرة فى استعطاف….
التفت بكل آلامه و اوجاعه و رحل …..دون كلمة
رحل بعيدا عنها …و عن سطوتها عليه ….
هربا منها و من قلبه الذى تركه بين يديها ….. جريحا…… محطما…..
رحل بعيدا عنها و هو يعلم انها الآن تتمنى ان تبتلعها الارض لتحميها من عيون الناس التى كالت لها نظرات تملؤها الدهشة و الاستنكار
و كان على يقين ان للارض نفس الامنيه …ان تبتلعها………..لا لتحميها و لكن لتعذبها في اعماق الجحيم..!!
اندفع فى طريقه بآلامه التى تمزقه بشده …. راوده شعور بان الطريق طويل هذة المرة
كان نفس الطريق … كانت نفس الوجوه ….و نفس المبانى …
و لكن شيئا ما قد تغير…..
جعل المسافه تبدو اضعاف المعتاد ….
هذا التغيير شوش افكاره…. و احس انه فقد ما لا سبيل لاسترجاعه ابدا..!!
دق على باب بيته دقات سريعه متوالية … منافسا سرعة دقات قلبه
انفتح الباب و اندفع للداخل دون كلمة … دون ان يلتفت لاحد …
كاد ان يتعثر في سيره …دخل غرفته و صفق الباب خلفه فى عنف….
اسند ظهره للباب لاهثا كليث جريح اعماه الغضب و الهبته رائحة الدماء
اراد ان يحطم اي شئ بل كل شئ حوله….. لكنه لم يقدر
تقدم من فراشه و القى نفسه عليه في تهالك و قد تملكته رغبة عارمة بالبكاء
احساس قاتل ..غامض…ظل يسبح داخله
وجوه كثيرة مرت امام عينيه …. لم يتمكن من تمييزها
ضم نفسه فى قوة محاولا ان يسيطر على هذا الاحساس بالوحدة و الغربه
تناهى الى مسامعه صوت…بدا كانه ياتى من اعماق بئر سحيق..
كان صوت الجرس…. ففتح عيناه بهدوء….
كانت الصور لاتزال تجري امامه و تفرض نفسها عليه في ضراوة …
دق احدهم على باب حجرته دقات خفيفة متتاليه …. لكنه لم يرد …
فُتح الباب .. و دلف الى الحجرة شاب اقترب منه فى حذر
قائلا "هل انت نائم؟"
لم يرد اكتفى بهز راسه نفيا…
نظر اليه الشاب فى اسى و جلس الى جواره …..
نظر الى عينيه المحمرتين… الممتلئتان بدموع ترفض الخروج
ساله "ما الذى حدث اليوم بالنادى؟؟!!"
بقى فى صمته دون كلمة …
فساله من جديد "لماذا تصرفت بهذة القسوة …و امام الجميع؟!….. لماذا؟؟!!"
طال الصمت بينهما
شعر الشاب ان صديقه مجروح …..
فقال" ان لم تكن تود الحديث الآن سانصرف و ستجدنى امامك ط¹ظ†ط¯ظ…ط§ تحتاجنى … فى اى وقت لا تتردد ."
قال ذلك و اتجه للباب و امسك بمقبضه و فتحه ….
لكن صديقه قال بصوت مختنق "لقد رايتها…"
تسمرت يدي الآخر على مقبض الباب و اكمل الصديق حديثه"رايتها معه…… بين يديه"
اغلق الباب و التفت لصديقه الذى اردف قائلا"رايتها تلقي بحبى لها تحت قدميه"
اقترب منه ليرى دموعه تنزل بغزارة على وجنتيه و ساله فى دهشة
" رايتها بنفسك ؟؟!!…زوجتك؟؟!!…اين؟!…. و كيف؟!….. و مع من ؟"
جلس و هو يقول "لا اود ان اتذكر …. اود ان اخرج ذلك المشهد من ذاكرتى
اريد ان انسى….ما رايت …. ما سمعت…. ما شعرت به…
ان انسى……كيف تسمرت قدماى!….. كيف وقفت هناك دون حراك!!
وقفت حتى انتهوا من كل شئ…!!"
نظر الى عينى صديقه المذهولتين و اكمل و الدموع تحرق خديه
" اريد ان انسى انى رايت كل شئ ……و لم اقدر على عمل اي شئ..!!"
عجز لسان الشاب عن الكلام …. نظر الى صديق عمره الذى كان يبكي كطفل صغير …
يبكى بنشيج يمزق اقسى القلوب و اعتاها …
يتبع
" لا اعرف ماذا اقول … و كيف اختلق لها الاعذار …انا مصدوم …. لا اصدق..!!
لكنى اشعر بك و اعرف مقدار المك….."
قاطعه فى عنف" لا تقل لى انك تشعر بى …. كيف تشعر بي و بقلبي المطعون كيف
تحس بالنيران المشتعله فى صدري ؟!
هل ستجد لعذابي إجابة شافية ؟؟هل تعلم ما أصعب أن تنام بجوار شخص هو بغيرك مفتون… وقلبهمع غيرك مشغول؟؟
وأنا الذى كنت اعتقد أن صمتها تفكيرا فى حبى..!!و انتظارا لينابيع عشقى..!!
وأن انشغالها هو في إسعادى!!.."
اشار لنفسه و دموعه تنهمر و اردف متسائلا:
هل تعرف معنى ان تستيقظ يوماًعلى كابوس ملعون بأنها معك جسداً مسلوب الروح؟؟!!"
نظر صديقه اليه بالم شديد " صدقنى اشعر بك و بنارك اكثر مما تتخيل…"
قاطعه مرة ثانية بكل غضب " كيف و انت لم تذق شعورى و لم تعرفه ؟! و انت مع انسانة
شريفه لا تعرف الخيانه ابدا…. اعرفها لانها اختى ربيتها بيداي اعرفها لانها مثلى …
لن تشعر بشعورى ابدا مع زوجتك … حبك الاول……حبيبتك الوحيدة المخلصة.."
كان ينظر اليه باشفاق صمت و شرد ببصره بعيدا
و قال فى بابتسامه باهته:
" معك حق ،زوجتى هى المراة التى غيرت مجرى حياتى ….. هى التي اعادت لقلبى
بهجته … هى قصة حبى التى اعيش ايامها بسعاده الآن
انها حبى الاخير ….. لكنها ليست حبى الاول"
هز راسه مؤكدا
"… ليست حبى الاول..!!"
نظر صديقه اليه فى دهشة انسته المه للحظة….و حاول ان يقول شيئا
لكن الآخر تابع"انها حبى الكبير الذى يساعدنى على اجتياز الرحلة … رحلة الحياة …. لكنها لم تتمكن من محو آثار ذلك الحب القديم …حبى الخالد …. الحب الذى سبب لى اكبر جرح بحياتى … الجرح الذى قسمنى نصفين …. لازال احدهما تائها منى رغم مرور كل تلك السنين..!!"
يتبع
"هل تعرضت انت ايضا للخيانه؟؟!!"
ابتسم فى الم " ليست قصتى معها قصة خيانة بالمعنى المتعارف عليه… مثل ما حدث معك … انها خيانة قلب .. خيانة حب …. صدمة عمر…. "
"اول مرة تتحدث عنها … كيف عرفتها… و كيف خانتك؟"
" عرفتها صدفه …. لقاء لم يكن بالحسبان …. القت بخيوطها حولى … حاولت لفت انتباهى بكل وسيلة ممكنه …. و نجحت… لفتت انتباهى و تمكنت من قلبى
اعطيتها اياه بطيب خاطر …بملء ارادتى …
كانت معى ….دوما حولى تمطرنى بعطفها و حنانها الذى لم اقابل له مثيل…
احببتها حبا كادت معه روحى ان تفارقنى لتحلق بعيدا فى سماء العشق و الغرام"
صمت و اخذ يتطلع الى كفيه فى الم
نظر اليه صديقه بصمت يقطر منه الحزن و التساؤل..
اما هو عادت الى شفتيه ابتسامته الباهته الخاليه من اي تعبير و قال فى هدوء
"بدات تصرفاتها معى تختلف …. و بدات الاحظ عليها افعال كان قلبى يامرنى بتجاهلها…
حتى اكتشفت الحقيقة …. "
صمت و نظر الى صديقه بعيون تملؤها الدموع"انها لم تحبنى يوما..!! اننى كنت بالنسبة
لها مجرد لعبه …نوع جديد لم تقابله …. وجدت غيري … وانتهى دورى فى حياتها..!!
كثيرا ما كان طيفها يعبث بخيالى حتى كدت اصاب بالجنون..!!
امضى الليالى
….احادثها و اعاتبها…. واسالها…..
لماذا حدث ذلك؟!! ……
..بعد ان امتلا قلبى بحبك…
بعدما صار اسمك يجرى في عروقى بدلا من دمائى….
بعدما وهبت حياتى لك ……. وحدك….. دون سواك"
نظر اليه صديقه باسى …" و لم تنساها رغم كل ذلك؟!"
هز راسه مبتسما محاولا كبت دموعه قائلا:
"بعد كل ذلك لازال حبها نبضا لقلبي….
يتبع
بعد ان جعلت حياتى طريقا تدوسه باقدامها…. و جعلتنى خاتما باصبعها
صدمتنى ….. و اكتشفت حقيقتها
و لازل حبها مخلدا بقلبى … لم تتمكن الايام من انتزاعه…
احساس غريب يسيطر على …
هو حنينى لها رغم ما حدث
قال صديقه في حزن شديد
" لم اكن اعلم…..لم .."
قاطعه صديقه كانه لم يسمعه
توقفت عن سرد القصة منذ زمن بعيد ….لم يفهم احد ابدا انه حب كبير عاش و لازال
بداخلى
فانا من احس…. و احب…… و تالم
أصبحت رجل اختلطت فيه مشاعر الغضب والألم
اعانى من قلب مكسور ….مجروح…. وجرحه أعمق من أن يهون…
مشكلتي أني أحببتها رغم تناقضاتها رغم صعوبة أفكارهاوغموضها..
احببتها و تعلقت بها اكتر من تعلقى باى فتاة اخرى..لكنها هى من خانتنى…هى من
ابكتنى…هى من عبثت بى….. و برجولتى..!!"
قال صديقه و هو يتسائل " لماذا يحدث لنا ذلك …؟!الاننا طيبيون ؟!
لماذا هى …لماذا زوجتى من بين كل نساء الارض تكون هى من تخون؟!
لماذا طعنت من احبها و اخلص لها وحدها بخنجر مسموم….؟؟ !!"
نظر الى صديقه متسائلا"هل اخطات ؟!… هل العيب منى؟!!"
انتظر اجابة لكنه تطلع له في صمت فاردف قائلا
" حتى وان كنت قد اخطات الم اكن استحق ان تشرح لى تقصيرى بدلا عن خيانتى؟
ان تقومنى …. ان تطلب منى تعديل طباعى قبل ان تخون؟…. لماذا… لماذا؟!"
توقف فجاة عن الكلام كانما تذكر شيئا…و قال:
"لماذا لم اثار لنفسي؟؟! كيف تركتها تنجو بفعلتها ؟!"
نهض من مكانه و انطلق نحو الخزانه …. اخذ يعبث بالادراج و يبحث داخلها ..
حتى اخرج مطواة صغيرة ….. نظر اليها بغضب شديد قائلا:
" اتعلم ما هذة ؟!… انها هديتها الاخيرة لى مطواة ذهبية مرصعه بحروف اسمى
اهدتها لي في ذكرى زفافنا …. اهدتها لي مع امنية بان نبقى سويا للابد….. و انا صدقتها"
فتح المطواة و تطلع الى نصلها اللامع " و الآن ساعيدها اليها و اثار لرجولتى.."
هب صديقه واقفا تطلع اليه بخوف " ماذا ستفعل؟!"
اجابه بصوت اجش غاضب " ساقتلها …. ساطعن قلبها كما طعنتنى سانتقم لى و لك و
لكل رجل ابكته امراه…"
صاح به صديقه " توقف عن هذا الجنون ….. لا تتسبب فى ضياع مستقبلك ….
ستكون . مع سبق الاصرار و الترصد …. ستضيع حياتك …. من اجل من لا تستحق"
لكنه لم يسمعه اتجه الى الى الباب بغضب ممسكا بالمطواة … و وقف صديقه بوجهه
و امسك بذراعه ليوقفه اخذا يتدافعان و يتعاركان …. بكل انفعال و اصرار
و انطلقت صرخة مدوية و تفجرت الدماء فى المكان و سقطت المطواة من يده
اما الآخر امسك ذراعه النازف بالم …
الذى لاحظ آيات الفزع البادية على وجهه قال محاولا ان يطمئنه…
" انا بخير … لا تقلق…. اهدا….."
بكى في حرقه معتذرا عن تهوره و غضبه ….
اخذ يضمد جرحه ….
و قال له صديقه " هذا الجرح رغم عمقه سياخذ وقته و سيشفى …. صحيح انه سيترك
ندبه لن يزيلها الزمن و لن يشفيها طبيب …. لكنه لن يقتلنى ….. سيجعلنى آخذ حذرى مستقبلا و لن يقتلنى "
نظر اليه الشاب في اسف شديد…" فهمت …للاسف فهمت..!!…سامحنى"
نظر اليه صديقه بعينيه الدامعتين قائلا " بل سامح نفسك فكلا الخطاين قدر … ليس لك
ذنب فيهما…!!"
هز راسه ماسحا دموعه التى لم تتوقف عن الانهمار
"نعم قدر ……نصيب …. يا رب الهمنى الصبر و القوة يا رب.."
تمت
أن يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الكارثة
الخيانه الخيانه الخيانه الخيانه
مدخل….
ليتك تموت اليوم وارتاح انا منك
ويرتاح قلبن بالخيانه طعنته
ليتك تموت وبلون الاسود اكفنك
واطوي معك صفحة عذابن رسمته
نيران لم تكن هذه الا بعض من العبارات والصور التي تمثل الخيانه
لكل انسان قلب وكل قلب له انسان يمتلكه
ولاكن لماذا حين نبحث عن الحب لا نجده في وقتنا الحالي
لماذا نخون ونحن بحاجه للحب العفيف الصادق
كل انسان محتاج للحب فالحب هو اروع صفه للقلب الصادق
فالحب بمعناه الحقيقي لايمتلكه اين كان
قليل منا من يمتلك القلب الصادق
رائع هذا القلب يعدد نبضاته يعطي الحب
وبعدد نبظاته يعطي الكره
لماذا لا نجعل هذا القلب لا ينبض الا الحب
شكراً لك على هذي القصه
نقبلي مروري ولك كل احتراو وتقدير