كنانة الله أوفت على خطر … ثم استقرت وزال الخوف والخطر
وكم توالت على أبوابها أمم … ومصر باقية والشمس والقمر
يافتية النيل هذا النيل مستمع … ومصر ناظرة والشوق منتظر
البؤس لابد الشعب يأكل قلبه … والمجد والإثراء للأغراب
الشعب معصوب الجفون , مقسم … كالشاة بين الذئب والقصَاب
والحق مقطوع اللسان مكبل … والظلم يمرح مذهب الجلباب
هذا قليل من حياة مرة … في دولة الأنصاب والأزلام
قل لمن أنكروا مفاخر قومي … مثل ما أنكروا مآثر ولدي
هل وقفتم بقمة الهرم … الأكبر يوماً فرأيتم بعض جهدي
فاستبينوا قصد السبيل وجدوا … فالمعالي مخطوبة للمجد
أجل إن ذا يوم لمن يفتدي مصرا … فمصر هي المحراب والجنة الكبرى
حلفنا نولي وجهنا شطر حبها … وننفد فيه الصبر والجهد والعمرا
نبث بها روح الحياة قوية … ونقتل فيها الضنك والذل والفقرا
من رائعة مصر تتحدث عن نفسها :
أنا تاج العلا في مفرق الشرق … ودراته فرائد عقدي
أنا إن قدر الإله مماتي لاترى … الشرق يرفع الرأس بعدي
بلغت دولة علي وجارت … ثم زالت وتلك عقبى التعدي
يامصر كم حنت إليك قلوب … وكم ارتوى من راحتيك حبيب
يامصر يا أم الجميع ضممتهم … فتلامست في راحتيك جنوب
كم دق ناقوس وصاح مؤذن … وارتاح في حضن الهلال صليب
إذا الشعب يوماً أراد الحياة … فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي … ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة … تبخر في جوها واندثر
ألا أيها الظالم المستبد … حبيب الفناء عدو الحياة
سخرت بأناة شعب ضعيف … وكفك مخصوبة من دماه