تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » حتى على الموت لا اخلو من الحسد

حتى على الموت لا اخلو من الحسد

نَالَتْ على يَدِها ما لَم تَنَلْهُ يَدِي
نقشاً على معصمٍ أَوْهَتْ به جَلَدِي

كَأَنهُ طُرْقُ نَمْــلٍ فيِ أَنَامِلِهَا
أَوْ رَوْضَةٌ رَصعَتْهَا السحْبُ بِالْبَرَدِ

خَافَتْ عَلَى يَدِهَا مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِهَا
فَأَلْبَسَتْ زَنْدَهَا دِرْعًــا مِنَ الزرَدِ

إِنْسيةٌ لَوْ رَأَتْهَا الشمْسُ مَا طَلَعَت
مِنْ بَعْدِ رُؤْيَتِهَا يَوْمًــا عَلَى أَحَدِ

سَأَلْتُهَا الْوَصْلَ قَالَتْ أَنْتَ تَعْرِفُنَا
مَنْ رَامَ مِنا وِصَالاً مَاتَ بِالْكَمَدِ

فَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا فِي الْحُبِ مَاتَ جَويً
مِنَ الْغَرَامِ فَلَـمْ يُبْدِ وَلَمْ يُعِدٍ

فَقُلْتُ أسْتَغْفِرُ الرحْمنَ مِنْ زَلَلٍ
إِن الْمُحِب قَتيِلُ الصبْرِ والْجَلَدِ

قَدْ خَلفَتْنِي طَرِيحاً. وَهْيَ قَائِلَةً
تَأَملُوا كَيْفَ فِعْلُ الظبْيِ بالأَسَدِ

قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنيِ وَمَضَى
بِاللّهِ صِفْهُ وَلاَ تَنْقُصْ وَلاَ تَزِدِ

فَقَالَ خَلفْتُهُ لَوْ مَاتَ مِنْ ظَمَأٍ
وَقُلْتُ قِفْ عَنْ وُرُودِ الَمْاءِ لَمْ يَرِدِ

قَالَتْ صَدَقْتَ الْوَفَا فِي الْحُبّ شِيمَتُه
يَا بَرْدَ ذَاكَ الذِي قَالَتْ عَلَى كَبِدِي

وَاسْتَرْجَعَتْ سَأَلَتْ عَنّي فَقِيل لَهَاَ
مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ دَقتْ يَداً بيَدِ

وَاْستَمْطَرَت لُؤلؤًا منْ نَرْجِس وَسَقَت
وَرْدًا وَعَضتْ عَلَى الْعُنابِ بِالْبرَدِ

هُمْ يَحْسُدُونِي عَلَى مَوْتِي فَوَا أَسَفِي
حَتى عَلَى الْمَوْتِ لاَ أَخْلُو مِنَ الْحَسَدِ

الخليفه الاموي
يزيد بن معاوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.