تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » حقوق الجار في الآسلام

حقوق الجار في الآسلام


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من هو اليتيم؟!!!
وما حقوقه على المسلمين ؟؟!

اليتيم :

هو من فقد أبويه أو أحدهما و هو صغير دون سن البلوغ .

والإسلام دين شامل أعطى كل إنسان حقه اللائق به بما يناسب حاله في حال الضعف والقوة والشباب والهرم ، و نظراً لما يتركه اليتم من أثر نفسي واجتماعي في حق يجعله يشعر بالضعف والمسكنة حفظ الإسلام لليتيم حقه و رفع من شأنه .

و أمر برعايته و حفظه .

و رتب على ذلك الأجر والثواب العظيم ، فكان سبباً من أسباب دخول الجنة .

كما قال الرسول ( ص ) : " أنا و كافلاليتيم في الجنة كهاتين ، و أشار بالسبابة والوسطى " .

فكفالة اليتيم من أفضل القرب و أعظمها أجراً .

و من هنا حث الإسلام على رعايته و معاملته بالحسنى ، ليعيش حياة كريمة ، و يكون له دوره الفاعل في المجتمع ، و نهى عن احتقاره أو إهانته كما قال تعالى : [ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ] .

و هذا توجيه إلهي لحق اليتيم كيلا يشعر بالنقص والدونية عن غيره من أفراد المجتمع ، فينعكس أثر ذلك على أخلاقه و سلوكه . و من تتبع كتاب الله ـ عزَّ و جلَّ ـ و ما ورد فيه من الآيات الدالة على رعاية اليتيم و حفظ حقه في الحياة وجد أن كلمة ( يتيم ) وردت في كتاب الله في ( 32 ) آية كلها تحث على حفظ اليتيم و رعاية شؤونه و حفظ ماله .

و يمكن إجمال حق اليتيم في الإسلام في ( درء المفاسد عنه و جلب المصالح له ) ، و قد قرن الله تعالى في كتابه الإحسان لليتيم بالإحسان للوالدين و ذي القربى في آية واحدة في سورة البقرة و هي الآية ( 83 ) قال تعالى :

" وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ".
و جاء النهي عن قهر اليتيم كما في في سورة ( الضحى ) قال تعالى :

"أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى …"آية6

" فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ………."آية 9

. قال ابن كثير في تفسيره ( فلا تقهر اليتيم أي : لا تذله و تنهره و تهنه ، و لكن أحسن إليه بلطف و كن له كالأب الرحيم ) .

و منحقوق الأيتام في الإسلام :

حفظ أموالهم ، والحذر من أكلها بالباطل فذلك من أكبر الكبائر كما جاء في قول الله تعالى : [ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ] . و قوله تعالى : [ وَ لاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ] . و قد عد الرسول ( ص ) أكل مال اليتيم من السبع الموبقات . و نظراً لعظم حق اليتيم في الإسلام فإن الولاية عليه لا تكون إلا في حق من يجد في نفسه القدرة على القيام بحقه ، فقد أرشد النبي ( ص ) أبا ذر رضي الله عنه بقوله : " يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً ، و إني أحب لك ما أحب لنفسي ، لا تأمرن على اثنين و لا تولين مال يتيم" .

و من رعاية الإسلام لأموال اليتامى الحث على استثمارها و تنميتها ، فقد روى أبو داود في سننه في باب الزكاة قول النبي ( ص ) : " من ولي مال يتيم فليتجر به ، و لا يتركه حتى تأكله الصدقة " .

فعلى كل مسلم ولي مال يتيم أن يتق الله فيه و يعمل على تنميته والمتاجرة به ، و هذا من الإحسان إليه .

و كفالة اليتيم عمل من أعمال البر ، فخير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم و في الحديث : " من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله و صام نهاره … " .

و من الآثار الحميدة لرعاية الأيتام صلاح القلوب و شفاؤها من الأسقام فقد روي أن رجلاً شكا إلى النبي ( ص ) قسوة في قلبه فقال له : " امسح رأس يتيم و أطعم المساكين " .

كما أن كفالة اليتيم في الإسلام مما عليه العمل زمن الصحابة رضي الله عنهم و كل للتنافس في عمل الخير كما حصل لأبي بكر الصديق ، و رافع بن خديج و نعيم بن هزال ، و قدامة بن مضعون ، و أبي سعيد الخدري . رضي الله عنهم أجمعين .

و كل حق كفله الإسلام للإنسان فهو حق لليتيم كحق الحياة ، و حق النسب ، و حق الرضاعة ، و حق النفقة ، و حق الولاية على النفس والمال . و ذلك بتأديبه و تربيته و توجيهه ، و إرشاده ، و حفظ ماله حتى يبلغ و يتبين رشده ، و يصبح قادراً على الاعتماد على نفسه و رعاية شؤونه .

و ولي اليتيم مسؤول أمام الله ـ عزَّ و جلَّ ـ عن هذه الرعاية لقول النبي ( ص ) : " كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته " والله سائل يوم القيامة كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع.

و حفظ اليتيم و كفالته أمانة ، و قد أمر الله بحفظ الأمانة والقيام بحقها تجاه أصحابها كما قال تعالى : [ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ] .

واليتيم أحق بالرعاية والحفظ من غيره ، فإذا كان الإسلام قد حفظ للإنسان حقوقه كاملة فذلك في حق اليتيم آكد لضعفه و حاجته . و رعاية اليتيم تستحق الرحمة والعطف والشفقة . و ذلك من أخلاق المسلمين ففي الحديث " ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا " و قدوتنا في ذلك محمد ( ص ) فكان عليه الصلاة والسلام يحب المساكين ، و يمسح على رؤوسهم و يلاطفهم في الحديث ، و يقضي حاجتهم و يواسيهم ، و كذلك كان صحابته من بعده ، بل ذلك من التواضع الذي حث الإسلام عليه و رغب فيه ، كيف لا .

و كافل اليتيم رفيق المصطفى ( ص ) في الجنة .

واليتيم طفل اليوم و رجل المستقبل

جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك اللهم امين

ودي واحترامي

بارك الله فيك ووفقك
أتركك برعاية الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.