يُعْتبر القرآن والآثار العظيمة التى أحْدَثها أهم وأعظم كتاب شهِدَهُ تاريخ البشرية ، وتأتى هذه الشهادة من كتاب ومؤرخين من الغرب ، ومن كل مكان فى العالم ، وعن أثر القرآن بتحَدَّث الفيلسوف جوستاف لوبون فيقول :"إن الشرق بفضل القرآن يعيش فى طمأنينة وسلام ، وقد بلغت شعوبه درجة ظاهرة من السلام الهادئ الذى هو عنوان كل سعادة على خِلاف ما نشاهدُه من إنقسامات وخلافات شوحياة صاخبة ومدمرة ، لقد تمتعت شعوب الشرق بما خسرْناه من التماسك والسلام والقيم والأخلاق والتقاليد فبقيت هذه الشعوب محافظة على هذا الصراط القويم بفضل الإسلام الذى أقامه القرآن "
ثم يقول " إن القرآن يبعث فى النفوس أسهل العقائد وأبعدها عن التقيد بالمراسم والطقوس وأكثرها تحررا ًمن الوثنية والكهنوتية ، وقد كان له الفضل فى رفع المستوى الأخلاقى والثقافى لأعداد لاتحصى من البشر ، وهو الذى أقام للمسلمين قواعد نظامهم الإجتماعى ، وبعث فى نفوسهم العزة والكرامة ، وحثهم فى نفس الوقت على التوسُّع بنشر تعاليمه بين الشعوب فحققوا من الفتوحات ما لم يشهده العلم من قبل .
ويذكر وول ديورانت أن القرآن عرَّف الدين الإسلامى وحدَّدَه تحْدِيدا ًلايجد المسيحى ولا اليهودى الصحيح العقيدة ما يمنعه من قبوله فيقول ..وقوله قول الحق سبحانه وتعالى :"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حُبِّه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وفى الّرِِّقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأساء والضَّراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون "البقرة177
أما عن ذيوع القرآن وإنتشاره بين الناس فيذكرلوبون :" أن القرآن لم ينتشر بالسيف بل انتشر بالدعوة وحدها، وبالدعوة وحدها إعتنقته الشعوب وحدها "
قال الفيلسوف الإشتراكى المعاصرروجيه جارودى :" لايمكن تفسير سُرْعة التوسع العربى وتشعُّبه بالقوة الحربية ذلك أن العرب المسلمين لم يكونوا فى كل معاركهم الأكثر عددا أو عدة ولكن العامل الحاسم لهذا النصر ، هو أن الفاتح العربى كان يجلب معه – إلى عالم مُسْتعبَد مقهور مقطع الأوصال – أشكالا ًراقية من التنظيم الإقتصادى والعقائدى والإجتماعى ، تستند إلى قانون كتاب مُقدَّس ، إن الفاتح العربى ، أضاف إلى العالم سُمُوًّاأخلاقيا يدور حول السَّماحة وسموا عقليا يدور حول روح نقدية فى مواجهة التعصُّب الإستبدادى الذى شاع فى العالم ."
ويذكر هوتنجر الذى أعد قائمة طويلة بالأخلاق الكريمة والآداب الحميدة التى حضَّ عليها القرآن ثم يُعَلق صاحب القائمة على ما حوته: " إنها تحتوى على ما يمكن أن يُؤمَر به إنسان من التحلى بمكارم الأخلاق والآبتعاد عن الآثام "
قال جوستاف لوبون :"…وقد إستطاع مجمد أن يبدع مَثلا عاليا ًللشعوب العربية التى عهد لها بالمثل العليا ، وفى ذلك الإبداع تتجلى عظمة محمد ، ولم يلبث الإسلام أن منح الشعوب التى خضعت لسلطانه مصالح مشتركة وآمالا مشتركة ، موجها بذلك جهودها نحو غرض واحد مع أنها كانت ذات مصالح مُختلفة قبل ذلك ؛ وهذا الغرض هو عبادة الله والعمل بأوامره لتحقيق الحياة الفاضلة والمثل الأعلى من كل أمر "
ألا يصور هذا مما وعد به القرآن من إخراج الناس من ط§ظ„ط¸ظ„ظ…ط§طھ إلى النور