في خضم تغيرات ذا الزمان، ودلف السنين والأيام؛ وتبدل العصر على الدوام؛
تُطالعنا تقنيات ونتاجات؛ ومن تلكم النتاجات: التلفاز؛
كيف تُرانا نستخدم ذا الجهاز؟!
هل بات مِضياعاً؛ لثمين الأوقات؟!
ومُنسياً أمر " الغض من البصر "، وترك المحرمات؟!
أتُرانا أوشكنا؛ أو كدنا أن نصل لمرحلة؛ يصدق فيها قول :
أنس بن مالك؛ رضي الله تعالى عنه:
" إنكم لتعلمون أعمالا هي في أعينكم أدق من الشعر،
كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات"؟!
إخوتي في الله؛ أُدرج هاهنا؛ هذي الفتوى؛ لعلي وإخواني؛ أن نفيد منها:
ما حكم ظ…ط´ط§ظ‡ط¯ط© هذه ط§ظ„ظ…ظ†ط§ط¸ط± في التلفاز؟!
السؤال:
ما حكم ظ…ط´ط§ظ‡ط¯ط© التلفزيون على وجه العموم .
وما حكم ظ…ط´ط§ظ‡ط¯ط© الرجال للمذيعات مثلاً في الأخبار ومشاهدة النساء للرجال .
ارجو أن توضح الضوابط في ظ…ط´ط§ظ‡ط¯ط© التلفزيون خصوصا إني سمعت أن ظ…ط´ط§ظ‡ط¯ط© المرأة
في التلفزيون ليس كمشاهدتها على ارض الواقع .
وبارك الله فيكم .
الجواب:
أما القنوات الفضائية ففي كثير منها تروج تجارة الشهوات بل والشُّبهات أحياناً !
وتُتاجر بعض القنوات بالغرائز !
وهذا واقع ومُشاهد .
والحكم للأعمّ الأغلب والغالب على المحطات الفضائية
أن الشرّ فيها أكثر من الخير ، والفجور فيها أكثر من البرّ
وأقل الأحوال ما يُعرض فيها من سفاسف الأمور أكثر من معالي الأمور وأشرافها
وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : إن الله يُحب معالي الأمور وأشرافها ، ويكره سفسافها .
( رواه الطبراني في الكبير والأوسط ، وصححه الألباني )
وأستثني من تلك المحطّات ما عُرف منها بنشر الخير والحرص على الفضيلة .
وأما نظر الرجال إلى النساء الأجنبيات
فلا يجوز سواء كان ذلك مُباشرة أو كان عن طريق الصور سواء الثابتة أو المتحركة
فالصور الثابتة كتلك الصور التي تكون في المجلاّت
والمتحركة كتلك الصور التي تُعرض عبر الشاشات
ولم يُستثنى من نظر الرجال إلى النساء إلى الضرورة ، لشدة افتتان الرجال بالنساء .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء "
( رواه مسلم ).
وقال عليه الصلاة والسلام : " ما تركت بعدي فتنة هي أضرّ على الرجال من النساء "
( رواه البخاري ومسلم )
وأما من أجاز النظر إلى الصور فقد غلِط ،
وليس معه دليل شرعي يُفرّق به الصور والواقع .
وقد تكلّم ابن القيم رحمه الله عن خطورة التعلّق بالصور ، حتى ذكر أنها تصل بصاحبها إلى حدّ الشرك بالله عز وجل .
وكم من شخص زهد في زوجته لما افتتن بما يراه عبر الشاشات ، مع ما تتعرّض له تلك الممثلات
والمذيعات إلى مساحيق تجميل وعمل مكياج لو وُضع على عجوز شوهاء لظهرت في صورة شابة حسنة الوجه !
هكذا يصل عشق الصور والنظر إلى النساء بصاحبه .
نعوذ بالله من انتكاس الفطرة!
………………………………….
الشيخ: عبدالرحمن بن عبدالله السّحيم؛ حفظه الله تعالى ورعاه،
وثبّته، ونفع به الإسلام والمسلمين.
اللهم؛
أصلح شباب ونساء المُسلمين، وفقههم في الدين، واكفهم؛
بحلالك عن حرامك، وبطاعتك؛ عن معصيتك، وبفضلك؛ عمّن سواك.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله؛ إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
حدود نظر المرأة إلى الرجال
السؤال:
هل يجوز للمرأة أن تشاهد الرجل؟!
سألت إحدى الأخوات السؤال التالي :
إنّ من الناس من يقول: لا يجوز للمرأة أن تشاهد الرجل؛ حتى لو كان شيخاً!
وحجتهم في هذا قوله تعالى: " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" ؛
فهل كلامهم صحيح ؟
وبارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب:
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكم بورك
في المسألة تفصيل
إذا كان النظر لشهوة وريبة مُنعت منه المرأة بل يحرم عليها ، وأُمِـرت بغضِّ بصرها؛
لقوله تعالى: " وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ "
فغض البصر سبب وسبيل لحفظ الفرج.
وأما إذا كان مُجرّد نظر من غير ريبة ولا شهوة ، فإنه لا يحرم،
ولكن لا يجوز للمرأة أن تتمادى فيه خشية أن يجرّ إلى محذور !
ويدلّ على هذا فعله صلى الله عليه على آله وسلم وإقراره.
روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:
رأيتُ النبَّي صلى الله عليه على آله وسلم يُسترني بِرِدِائِه، وأنا أنظر إلى الحبشةَ
يلعبون في المسجد حتى أكونَ أنا الذي أسأم، فاقدروا قَدْرَ الجاريةِ الحديثةِ السنِّ الحريصةِ على اللهو .
وبوّب عليه الإمام البخاري رحمه الله تعالى بـ : باب نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم من غير ريبة .
وقالت عائشة رضي الله عنها: وكان يومَ عيدٍ يلعبُ السودانُ بالدَّرَقِ والحِرابِ،
فإما سألت النبي صلى الله عليه على آله وسلم وإما قال: تشتهين تنظرين ؟
فقلت: نعم، فأقامني وراءه خـدِّي على خَـدِّهِ، وهو يقول: دونكم يا بني أرْفِدَة .
حتى إذا مللت قال: حسبك ؟ قلت : نعم ؛ قال : فاذهبي
(متفق عليه .)
وفي رواية قال لها : أتحبِّين أن تنظري إليهم ؟
( رواه النسائي في الكبرى ، وقال ابن حجر : إسناده صحيح ).
قال الإمام النووي : وأما نظر المرأة إلى وجه الرجل الأجنبي ، فإن كان بشهوة فحرام بالاتفاق ،
وإن كان بغير شهوة ولا مخافة فتنة ففي جوازه وجهان لأصحابنا .
انتهى .
ولو كان يحرم على المرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب لأُمِـرَ الرجال بالاحتجاب عن النساء !
ولو كانت المرأة لا يجوز لها أن تنظر إلى الرجال بحال ما مكّن النبي صلى الله عليه على آله وسلم عائشة من ذلك،
أو كان يُنبِّـه على ذلك .
بخلاف الرجل فإنه لا يجوز له أن ينظر إلى المرأة الأجنبية عنه، من أجل ذلك أمر الله نساء المؤمنين بالحجاب.
وأمر الله المؤمنين بغضِّ أبصارهم .
وأمر النبي صلى الله عليه على آله وسلم بعدم اتباع النظرة النظرة، فقال لعليّ رضي الله عنه:
يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة .
( رواه أحمد وأبو داود .)
ولما سُئل عن نظر الفجاءة قال لمن سأله: " اصرف بصرك " كما في صحيح مسلم .
والله أعلم .
الشيخ: عبدالرحمن بن عبدالله السّحيم؛ حفظه الله تعالى ورعاه، وثبّته، ونفع به الإسلام والمسلمين.
اللهم؛
استرنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله؛ إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
[img]http://wgd55.******.com/yarab.gif[/img]
مشكوره اختي على طلتج الحلوه وتعطيرج للصفحه
جزاكي الله 1000 خير