حب الرجل لذاته وأنانيته، وقوفه الدائم أمام المرآة، وتكراره لكلمة «أنا»! حين يصبح الامتلاك والاستحواذ همه الأوحد! ودائمًا يرى نفسه الأفضل والأجمل.. الأذكى.. ومن حوله في المرتبة الأدنى.. و..و..! كلها أسباب تؤدي إلى مشاكل كثيرة خاصة على مستوى العلاقات الزوجية، حيث اتضح أن 45 % من أسباب الطلاق ترجع إلى طباع ط§ظ„ط²ظˆط¬ الأناني وأسلوب معاملته السلبي مع الزوجة والأبناء وكل من حوله.. عن هذه النوعية من الشخصيات، والزوج الأناني -بالتحديد- وأهم ملامحه واحتياجاته، قرأنا دراسات مُدعمة بنظريات نفسية أكاديمية، وأفاض الخبراء عن سبل المعالجة والترويض
يبدو أن الأنانية وحب ط§ظ„ط²ظˆط¬ الشديد لنفسه صفات لا تظهر معالمها إلا بعد سنوات معايشة طويلة؛ حيث تمر سنوات الزواج الأولى حلوة.. رومانسية.. يتغاضى فيها الطرفان عن عيوبهما، لتجد الزوجة نفسها فجأة وكأنها تدور في فُلك زوجها.. ما يريد وما يرغب، أن يكون الأول والأخير في حياتها، أن يمارس تسلطه، ويظهر بمظهر القوي الجبار، وهي سمات الرجولة في نظره، وأن يسخّر كل شيء لنفسه، ويستبد بكل شيء لشخصه ومصلحته… معتقدًا في النهاية أنه عملة نادرة، وعلى الزوجة الحفاظ عليها، يضاف إلى هذا إحساسه بذاته كرجل شرقي
45 % حالة طلاق.. لماذا؟
إذا ابتعدنا عن تأثير سمات الشخصية الأنانية عامة على من حولها، واقتربنا منها كمشكلة تتكرر على لسان بعض الزوجات: «زوجي أناني، نرجسي، لا يرى إلا نفسه»، تكشف منى المنيلاوي، الباحثة النفسية بمركز الأسرة، أن طباع هذا ط§ظ„ط²ظˆط¬ تتضح في اهتمامه بذاته بصورة مبالغ فيها، والسعي لتحقيق رغباته، مع عدم مبالاة بمشاعر الآخرين وتجاهل مشكلاتهم، فالزوج الأناني، يريد أن يستحوذ على كل شيء لنفسه، وإن أعطى فهو يربط عطاءه بقضاء مصلحة له أو لحبه في الظهور
تعلّق منى: «هذا ما جاء في دراستي عن ط§ظ„ط²ظˆط¬ الأناني.. طباعه، وتأثيره، ومشكلاته التي تمثل 45 % من أسباب الطلاق
على أطراف أصابعه
ترجع الباحثة المنيلاوي هذه الطباع السلبية الأنانية إلى قلب الرجل الذي يُشبه الطفل.. يكبر جسمه ولا تكبر روحانيات قلبه، فهو يرغب في أن يمسك كل الدنيا بين أصابعه؛علاقة مالك بما يملك
ونقطة ثانية تحذرنا منها؛ وهي تأثير التسامح أو التساهل المفرط من جانب الوالدين في أسلوب تربيتهما للأبناء، وما يعني ذلك من تجنيبهم العيش في تجاوب عائلي، وإشراكهم في الخبرات الحياتية الإيجابية التي تعتمد على الأخذ والعطاء.. مما يعيق نضجهم الانفعالي
نظرة إلى المرآة
في ضوء النظريات النفسية الأكاديمية التي تسرد لنا مؤشرات وعلامات الشخصية الأنانية النرجسية جاء:«الأنانية هي المرادف الحقيقي للشخصية النرجسية؛ التي تقف أمام المرآة لفترات زمنية طويلة، وهى الشخصية التي تكرر كلمة «أنا» في حديثها، ولا تستبدلها بـ «نحن» كتعبير عن كونه زوجًا أو رب أسرة، وهو الإنسان الذي لا يسمح لأحد بانتقاده، ودائمًا ما يردد أرغب وأريد
ويضيف الوصف الأكاديمي: «إن هذه الشخصية تحكمها الرغبة في امتلاك ما حولها، الاستحواذ على حب واهتمام الناس بأي شكل، ومهما كانت الوسيلة، ودائمًا ما ترى نفسها الأفضل والأحسن والأجمل والأذكى… ومن حولها، حتى زوجته وأولاده، هم الأقل والأدنى
جرح القلوب
من سمات هذا ط§ظ„ط²ظˆط¬ الأناني- كما يرى الباحث النفسي أحمد المرسي، أنه يتجاهل مشكلات زوجته ولا ينصت لطلباتها الخاصة، في الوقت الذي يتحدث عن أموره الشخصية باستفاضة، باحثًا عن راحته وتحقيق رغباته! وقد يكون بخيلاً أحيانًا، رغم رغبته في امتلاك كل شيء، أما الصفة الأسوأ فهي أنه دائم التفتيش عن العيوب… سواء في زوجته، أقربائه، جيرانه، زملائه محاولاً تشويه سيرتهم وصورتهم؛ بالحديث عن سلبياتهم وعيوبهم
خطوات لترويضه! 10
لأن الزوجة هي المتضررة الأولى من طباع هذا ط§ظ„ط²ظˆط¬ الأناني، يرى الباحثون أن عليها استخدام ذكائها والاستنجاد برصيد حبها لترويض طباع زوجها، للتعايش معه… والخطوات وضعتها لنا الدكتورة ليلى عبد الشافي، الباحثة الاجتماعية في المركز القومي للبحوث الاجتماعية
اكسبي ودّ زوجك؛ حتى يمكنك تقديم النصيحة له بدون أدنى حساسية، فالأناني دائمًا ما يرى نفسه الأجدر والأحق، وعلى الناس من حوله أن يخضعوا له ويتباروا في إرضائه وخدمته
اصبري عليه من منطلق أنك شخصية وزوجة إيجابية؛ تحاول تقديم الفائدة لمن حولها، عكس الشخص الأناني الذي يستبيح لنفسه استغلال الناس وتسخيرهم، وإنكار حقوقهم، وما يستحقون من احترام ومجاملة.
اذكري أمامه مميزات بعض الأقارب والزميلات، وكيف يحترمهم الجميع ويثق بهم، ووضحي له بطريقة غير مباشرة عيب
تفخيم الذات، والتفتيش عن العيوب
تعاملي مع زوجك برفق، وحاولي ترويض قلبه على الحب، وألغي من قاموسه ضمير «أنا»، واجعليه يعبر بضمير الجمع «نحن»؛ ليعيش مفهوم الأسرة ويحسه بداخله، ووضحي له أثر سلوكه الأناني في علاقته بالآخرين، وسر ابتعاد أصدقائه عنه.. بطريقة غير جارحة
تناقشي معه بصورة غير مباشرة عن أهمية التعاون والمشاركة في نجاح الإنسان، وأن الأخذ والعطاء أساس العلاقات الإنسانية والاجتماعية، وأن سعادة من حولك سوف تنعكس عليك
أسمعيه المديح وكلمات الإعجاب، وتحملي نقده الساخر لك؛ فالزوج الأناني المحب لذاته يستفزه التجاهل، ويخنقه النقد، وهو يرفض التوجيه… أيضًا
اتركيه يقول الكلمة الأولى والأخيرة دون مناقشة واعتراض، واتركي له القيادة؛ حتى لا يغضب ويرفع صوته ويلقي باللوم عليك
لا تتوقعي منه امتنانًا أو أجرًا، وزامليه ولا تصادقيه، عالجيه ولا تعاقبيه، وجهيه برفق ولا تتحدي غروره، وامتدحي مناطق القوة في شخصيته؛ حتى لا يصيب علاقتكما الإحباط
كوني حازمة إذا تخطى الحدود اللائقة في كلامه وتعامله معك، ولا تكسري المرآة التي يرى نفسه فيها
تفهّمي أن زوجك تُسيطر عليه فكرة أنه يمتلكك لمجرد أنك زوجته! وأنك تتحولين إلى امرأة آلية وظيفتها الاهتمام بالزوج والبيت والأبناء، متناسيًا مشاعرك، ومن هنا يأتي دور الزوجة الذكية، المحبة لبيتها وزوجها… والتي تعتز بأمومة مشاعرها