يواجه بعض الأمهات صعوبة في تقبّل طفلها الصيام، خصوصاً أن حلول شهر رمضان المبارك يتزامن هذا العام مع حرّ الصيف، كما أن غالبية الأطفال معتادة على تناول طعامها على فترات متقاربة وتقبل على الماء والسوائل بكثرة لمكافحة العطش.
وإذ تشرح الاختصاصية في علم النفس والسلوك التربوي أميرة عاطف إبراهيم «أنّ تعويد الطفل على الصيام غاية كل أم، إلا أنّ هذه المهمة باتت أكثر صعوبة أثناء هذا الصيف»، تقدّم نصائح للأمهات لتسهيل هذه المهمّة:
ترى الاختصاصية أميرة عاطف ابراهيم أنّه يجدر بالأمهات تعويد أبنائهن على الصيام بشكل تدريجي، فالطفل الذي يتراوح عمره ما بين 6 و8 سنوات يمكن السماح له بالانقطاع عن الطعام حتى أذان الظهر أو العصر مع شرب الماء، أمّا في السن التي تتراوح بين التاسعة والعاشرة فليس من الضروري أن يصوم الشهر كلّه خصوصاً في ظلّ الحرارة المرتفعة، وإذا أراد أن يفطر في بعض أيام الشهر فلا بأس من ذلك، فهو لم يبلغ سنّ التكليف بعد. وبالطبع، تستشعر الأم إمكانيات طفلها على تحمّل الصيام، ولكن يجدر أخذ رأي الطبيب إذا كان هذا الطفل يعاني فقر الدم أو أيّ مرض مزمن يتطلّب تناول دواء في مواعيد محدّدة، أو إذا كان وزنه أقلّ من الطبيعي، أو إذا شعر بالدوار أو التعب الشديد بصورة مفاجئة.
وفيما يتزامن شهر رمضان هذا العام مع الإجازة الصيفية، يعين النوم الصغير على الصيام، فلا يزعجنّك تأخّره في الاستيقاظ، ولا تحاولي إيقاظه سوى لأداء الصلاة في مواعيدها.
خطوات مفيدة
من جهة أخرى، لا بدّ أن يشعر الصغير أنّ شهر رمضان جميل ومحبّب، وينبغي على الأهل غرس هذا المعنى في نفسه منذ الصغر حتى يستقر في وجدانه عند الكبر. وهذه خطوات مفيدة، في هذا الإطار:
دعي طفلك يشارك أولاد الحيّ في تزيين الشوارع والطرق في هذه المناسبة ما يؤثّر فيه إيجاباً، كما يمكن تزيين المنزل أيضاً حتى يشعر أن هذه المناسبة يحتفى بها.
أحضري لطفلك الهدايا والفوانيس بهدف غرس فكرة أنّ هذا الشهر يصاحبه الخير، فينتظر موعده ويحرص على الصيام.
اشتري للصبي ثوباً جديداً ومصحفاً ومسبحة، وللفتاة عباءة وطرحة صغيرة ومصحفاً، وذلك كي يتهيّأ نفسيّاً للعبادة والصلاة وتلاوة القرآن.
لا تجعلي البرامج التلفزيونية تأخذ جلّ وقت العائلة، بل استعيضي عنها بفتح باب المنافسة بين صغارك من خلال المسابقات التالية: «من يصم أكثر ينل جائزة أكبر» و«من يصلّ التراويح إلى نهايتها له جائزة» و«من يختم القرآن أكثر عددٍ من المرات في رمضان أو يحفظ القرآن وأحاديث الرسول فسيحظى بهدية قيّمة». ودعي هذه المسابقات تشمل أطفال الأقارب والجيران. وبالطبع، ستشغل هذه النشاطات أوقات الصغار، وستغرس في نفوس الأبناء حب رمضان وحب الطاعة.
صحة طفلك في رمضان
ينصح خبراء التغذية بالاهتمام بتغذية الصغير بصورة عامّة، وبشهر رمضان بصورة خاصّة، ويدعون الأهل إلى إبعاد السكريات والطعام الغني بالدهون والمعجنات عنه، مع التركيز على تقديم السوائل إليه. وهذه بعض الإرشادات، في هذا الإطار:
قدّمي لطفلك كميّة كبيرة من الماء وعصير الفاكهة الطازج خلال الفترة الممتدة ما بين الإفطار والسحور، إذ يحتوي العصير على الفيتامينات والمعادن ونسبة قليلة من السكر، وكوباً من الحليب على الأقلّ لسدّ بعض حاجاته إلى الكالسيوم والبروتين.
يجب أن تتضمّن وجبة إفطار الصغير الصائم: التمر والفاكهة المجفّفة لاحتوائها على المعادن والألياف، والحساء الذي يعوّض السوائل والفيتامينات التي خسرها خلال النهار، والسلطة الخضراء، والطبق الرئيس الذي يجب أن يكون غنياً بالبروتين والحديد المتوافرين خصوصاً في اللحوم الحمراء والدجاج والسمك.
من الهام أن يتناول الطفل السحور، فهذه الوجبة تزوّده بالطاقة التي يحتاجها في الساعات الأولى من النهار. ويفضّل أن تشمل الزبادي والبيض والجبن والفول والسلطة الخضراء، بالإضافة إلى ملعقتين من العسل. وتجنّبي تقديم كلّ من المخلّلات والجبن المالح والبسطرمة لأنها تزيد من شعوره بالعطش.
احرصي على تقديم ما يحتاجه طفلك من العناصر الغذائية، كالبروتينات والفيتامينات بكميّات طبيعية خلال 3 وجبات، هي: الإفطار والسحور ووجبة خفيفة بينهما.
لا تقدّمي أطباقاً كثيرة له على مائدة الإفطار حتى لا يصاب بالتخمة، وينتابه شعور بالكسل.
يمكنكِ تقديم الحلويات له بعد 4 ساعات من تناول وجبة الإفطار، ويحبّذ وضع المكسّرات عليها لأنها تحتوي على نسبة عالية من البروتينات والأملاح والفيتامينات.