أختي في الله…
اسمحى لى ان اهديك بعض الكلمات، نابعة من القلب و أسأل الله أن تصل لقلبِك، و لم يدفعني لكتابة هذه الكلمات، إلاّ خوفي عليكِ يا أختي.
نعم أختي في الله و إن كنت لا تعرفينني و لكني أختك في الله، و أغار عليك و الله يشهد بهذا، أغار عليك من عيونٍ لا ترحم… أغار عليك من هوانك على نفسك… أغار على انتمائك للإسلام… لهذا الدين العظيم… هل قرأت يا أختي هذه الآية ؟ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ َالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (البروج:10) أما أنا فلقد قرأتها مراراً و تكراراً، و كنت أمر عليها مرور الكرام، إلى أن قرأت شرح لبعض معانيها، سبحان الله ما أغفلنا…
أن تكوني عاصية لله، كمن يكذب أو يغش…شئ و أن تتعدى معصيتك لربك إلى غيرك من عباد الله شئ اخر!!!!!!!!
فهذا أمر لا يُسكت عنه
إنك يا أختي عندما تسيرين في الشارع بثياب كاشفة لعورتك، أو الأصح أن نقول شبه ثياب،
وكما قال حبيبنا المصطفى "نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات،" أي أنهن مرتديات ثياب ورغم ذلك فهنّ عاريات، ما أروع هذا التصوير !!!
عندما تسيرين هكذا في الشارع فإنك لا تكوني وحدك العاصية لله وإنما تجعلين العشرات يعصون الله ، بنظرة حرام ألقوها على جسدك.
نعم.. لا تستهيني، فالأمر يبدأ بنظرة، خاصة وأن الشباب في أيامنا هذه عاجزون عن الزواج و يعانون من ضيق، الله وحده يعلم بهم، وتأتين أنت و تزيدين عليهم ما هم فيه،
ونقول بعدها عندما يحدث ما لا يُحمد عقباه، ما لهم يعزفون عن الزواج …اين رجولتهم … اين الرجل الذى يستطيع ان يتحمل مسئولية اسرة ….. اين الذى يغار على زوجته…….
ما بال الرجال…
ماذا أصابهم…؟؟؟
إنه سهمك يا أختي الذي أصابهم… سهم مسموم…..بل سهام…..سهام متبرجة
و الآن أريد أن أخبرك بشيء، و لا تحسبيني أكبّر الموضوع و أهوّله فهو كبير و خطير فعلاً،
هل تعلمين يا أختي أن كل من رآك من هؤلاء الشباب يأخذ سيئة لنظرة الحرام تلك ، و الأخطر من هذا أنك يا أختي أخذتِ سيئة عن كل عين رأتك واشتهتك… و لكِ أن تتخيلي كَمّ الذنوب التي هبطت عليك بمجرّد سيرك في الشارع مكشوفة الرأس متزيّنة متبرّجة…
أما علمت: أن الحياء شطر الإيمان،
و أن الحياء خيرٌ كله،
و أن الحياء إذا كان في أمر زانه، وأنه إذا نُزع منه شانه؟!!..
كيف تسمحين لنفسك أن تكشفي عن عوراتك فيراها كل ناظر من بَرٍّ وفاجر؟!!..
قد تقولين…..ولماذا البس الحجاب….الست جميلة؟ ……..
بلي اختاه …..
ولكن إن أرخص أنواع الحلوى هي التي تُعرض مكشوفة يعفُّ عليها الذباب.. و أغلى أنواع الحلوى هي المغلفة و المحفوظة بعيداً عن الغبار و الحشرات، و لا يراها أو يمسها إلا من يملك ثمنها ويعرف قيمتها!!..
هل هانت عليك نفسك فعرضتِ جسدك على كل من هبّ و دبّ كما كانت تعرض الجواري في سوق النخاسة؟!!.
أين حياؤك؟!!.. أين اعتزازك بنفسك؟!!.. أين كبرياؤك؟!!.. أين عقلك وتمييزك؟!!.. هل خدعتك كلمات الإعجاب ؟! أم هل غرّتك نظرات الاشتهاء ؟!!..
أما علمتِ أن كل شيء إلى زوال، و أن الجمال هِبة من الله تبارك و تعالى إلى حين ، وأن ما عند الله خير و أبقى؟!!..
هل فضلت نظرة الإعجاب من الرجال على نظرة الرضا من الخالق جلّ وعَلا؟!
أختي…
أنا لا أريد أن أجعلك تقنتين من رحمة الله…
فرحمته وسعت كل شيء.
فتوبي إليه و أنيبي إليه، و أبشري بأنه سبحانه و تعالى سيبدل سيئاتك حسنات، إن عدت إليه، و لجأتِ لبابه، فبعزّته و جلاله لن يردّك خائبة.
فعودي إليه وأسرعي يا أختي… و التزمي بشرع الله و أمره، وارتدي حجابك الذي أمرك به الله، وكفاك فخراً وعزةًّ بارتدائك هذا الحجاب.
هنيئاً لك يا أختاه…
انك عندما تسيرين بالشارع يعلم الناس أنك مسلمة، خاصة في مجتمعنا المتعدد،
حيث لا تُعرف المسلمة من غيرها، فأنت بهذا الحجاب تكونين داعية لله حتى دون أن تتكلمي ولو كلمة واحدة.
و في الختام أسأل الله أن يهدي نساء المسلمين الى ما يحب ويرضى،
سبحانك اللهم و بحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك و أتوب إليك.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..