إذًا النقصانُ في الدين لدى ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© هو الإمساك عن بعض العبادات مثل الصلاة والصوم والطواف بالبيت وقراءة القرآن في أثناء الحيض، ولكن ما النقصان في العقل؟
العقل في اللغة هو الضبط والتثبيت، يقال عقل الناقة أي ثبتها في مكانها، وعِلْميًّا العقلُ هو الآلية التي يتم بها تعامل المخ مع العوامل المحيطة به من الخارج. والكثير يعتقد أن العقل هو المخ، وهذا غير صحيح؛ لأن القرآن الكريم عبر عن العقل بلفظ "القلب" ولم يورد لفظ المخ مطلقا، قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا} [الحج: 46]، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "التقوى ههنا" وأشار إلى صدره أي منطقة القلب.
ويبدو -والله أعلم- أنه توجد علاقة متلازمة بين المخ والقلب لم يتوصل إليها العلم إلى الآن.
إذن نقصان العقل لا يعني نقصان المخ ومن ثم نقصان الذكاء وعدم القدرة على التفكير، وإنما يعنى أن هناك تغليبًا للجانب العاطفي الشخصي على التفكير المنطقي الصحيح لبعض القضايا التي تحيط بالمخ في لحظة معينة، ولعل في غيرة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ما يوضح ذلك عندما دخل عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وبيده طبق طعام أهدته له أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- فرمته السيدة عائشة على الأرض وهى غضبى فقال الرسول متبسما: "غارت أمكم"، فها هي ذي أم المؤمنين تتصرف في لحظة عاطفة جياشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كأي امرأة تغار على زوجها، وهي التي روت للأمة أكثر من ألفي حديث. وهذا ما وجده العلماء في الوقت الحاضر؛ إذ وجد أن مراكز العاطفة لدى ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© أكثر وأسرع نموًّا من الرجل -كما سيأتي- ووجدت فروق تشريحية ووظيفية بين كل من مخ الرجل والمرأة تجعل ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© متفوقة على الرجل في أمور اختصاصها كامرأة (بنتا وزوجه وأما) ويتفوق هو عليها في أمور اختصاصه كرجل (كابن وزوج وأب). دأ الاختلافات التشريحية بين مخ الذكر والأنثى في أثناء تكون الجنين في رحم الأم بعد 18-26 أسبوع من الحمل، ويرجع ذلك إلى أن خصيتي الجنين الذكر تبدآن في إفراز الهرمون الذكري "تستوستيرون" الذي يغير تركيب مخ الذكر عن الأنثى تغييرًا دائما فيتحول إلى "مخ رجولي"، فقد وجد أن إعطاء إناث حيوانات التجارب مادة مضادة لإفراز هذا الهرمون في أثناء الحمل ينتج ذكورًا لا تستجيب لمحفزات يستجيب لها مخ الذكر عادةً، ولكن لا يستجيب لها مخ الأنثى مما يدل على عدم تطور المخ الذكري لفقدان هرمون الذكورة، ووجد مثل هذا التأثير في الإنسان. كما وجد أن عملية ربط القنوات التي تنقل الهرمون الذكري من الخصيتين لمنع ضخ الهرمون (إخصاء) بعد الولادة مباشرة لا يؤثر في تطور المخ الذكري؛ لأن عملية التطور تمت في أثناء الحمل في بطن الأم.
ودي واحترامي