فبعد الخطبة و موافقتها تمت الإجراءات لعقد القران.و هنا كانت الطامة العظمى بانتظاره. إبان ظهور نتائج التحاليل الضرورية و المطلوبة للزواج اخبره الطبيب بأنه مصاب بداء فقدان المناعة المسمى ب(السيدا).
أمسك موسى نفسه و الدموع تنهمر من عينيه ،و الحرقة تعصر فؤاده الجريح من الفاجعة.و قال للطبيب:أمتأكد يا دكتور أني مريض بالسيدا ذلك المرض الخطير الذي يصيب الفرد ذكرا أو انثى بواسطة فيروس، و ليس له علاج؟
– ردعليه الطبيب: أجل.
-قال موسى: إذن انا معرض للموت في أية لحظة أليس كذلك؟
– أجابه الطبيب: نعم يا ولدي معرض للموت لأنك فقدت المناعة أي مقاومتك الأمراض الناتجة عن الجراثيم و المكروبات و الفيروسات.ولكن وقت موتك لا يعلمه إلا خالقك.تسلح يا ولدي بالصبر.و تعايش مع مرضك.
– سأل موسى الطبيب قائلا: كيف أصبت به يا دكتور؟
رد عليه الطبيب:ربما عن طريق الدم الملوث.
– كيف ذلك يا دكتور؟
-الطبيب الم تحقن بحقنة غير معقمة يوما من الأيام؟
رد موسى بدون تردد: لا.
– ألم تشاطر أحدا في شفرة الحلاقة؟
-بسرعة رد عليه:لا.
– أضاف الطبيب: إذن أصبت به عبر الاتصال الجنسي.ألم تمارس الجنس قط؟
– رد موسى مطاطأ الرأس:مرارا و تكرارا.و لكني يا دكتور أشعر جد عادي.
– عاقبه الطبيب قائلا:لأن المرض ما يزال في مرحلته الأولى.ففي هذه المرحلة يكون المصاب عاديا لا تبرزه عليه أي علامة لعدة سنين(5إلى8 سنوات).
– أتعقبه مراحل أخرى يا دكتور؟سأل موسى متعجبا.
-أجابه الطبيب: نعم هناك المرحلة الثانية .ففيها تظهر أعراض كالتعب،و ارتفاع الحرارة،و تضخم الغدد اللمفية.
وفي المرحلة الثالثة وهي المرحلة الأخيرة: تصاب أعضاء الجسم بالتهابات جرثومية تؤدي إلى مرض الرئة، و الإسهال،كما تصيب الدماغ و العين. فيكون الموت.
-قال موسى متحسرا: كان علي أن أحمي نفسي، كان علي أن أحمي نفسي ولا أزني.
-رد عليه الطبيب متأسفا: كان عليك أن تحمي نفسك بعدم قيامك بالاتصال الجنسي إلا مع التي ستكون زوجتك و يربطكما الإخلاص المتبادل.و كان عليك أن تستعمل العازل الطبيب حينما لم تردعك الشريعة الإسلامية.وما عليك الآن يا ولدي سوى الصبر والتعايش مع مرضك.والله في عونك.
خرج موسى من العيادة يجر ذيل الخيبة والحسرة على شبابه وما ينتظره من الألم.متمتما: هذا ما ط¬ظ†ظٹطھظ‡ لنفسي.
بقلم رحاب الوطن
-أرجومن الباري تعالى أن يبعد عني وعنكم كل مكروه.و أن نطبق تعاليمنا الدينية حتى لا نقع في المحظور.كما حدث لأخونا موسى.
– أرجو ان تنال قصتي هذه رضاكم.وان تأ خذوا منها العبر.
– وأنا في انتظار ردودكم.ودمتم سالمين.