تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » نظرات فى القرآن

نظرات فى القرآن

نظرات فى القرآن
القرآن كتاب لايستطاع عزله عن الحياة أبدا . وهل نزل إلا ليخطـِّئ أو يُصوِّب من أفكارها ؟ وإلا ليمحو أو يثبت من أحوالها ؟ .
إنه كتاب الحياة المفعمة بالحركة المتجددة على الدهر ، ولكنها الحياة القائمة على الحق المطلق ، الدَّارجة على الصراط المستقيم .
وربما حلا لبعض الفلاسفة والمفكرين أن يغلقوا على أنفسهم الأبواب ، ثم يرسلون من نوافذهم ظ†ط¸ط±ط§طھ شاردة أو صائبة إلى الأفق البعيد .. لكننا نحن العلماء المسلمين ما نستطيع إيصاد الأبواب بين كتابنا الأعظم وبين العالم المائج بالخير والشر ، كيف ؟ ووظيفة كتابنا أن يتوسط الميدان ليقيم العدالة ويأذن بمرور مواكبها ، وليقمع الجهالة ويحبس زبانيتها فى نطاق يرد كيدهم … ؟؟ .
ومن هنا تكاتف سادة الغرب ، وتجار الإستعمار على محاربة ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† بالحيلة والقوة معا . ألست ترى اللصوص إذا أرادو سرقة بيت اجتهدوا فى تحطيم مصابيحه أوقطع تيار النور عنها ، حتى إذا عم الظلام وسرت الفوضى ، اشتغلوا بالسلب والنهب وهم آمنون . إن ذلك ما فعله الغرب وهو يمد يده الآثمة لسرقة العالم الإسلامى .
لقد ركز هجومه على ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† نفسه ليأتى على الجزء الباقى من استضاءة المسلمين به ، حتى أقاموا حجابا كثيفا بين الأمة المصابة وبين قرآنها ، خلا له الجو ففعل ما يشاء .
ولنعترف بأن الغارة التى شنها علينا الجنس الأبيض الهابط من الشمال قد حققت بعض أهدافها ، وأنها أفلحت فى خلق طوائف غريبة عن ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† وثقافته ، كما أفلحت فى توهين الحفظة ، وتحقير شأنهم ، وإذلال جانبهم فى دنيا الناس . بيد أن الجهاد كرٌ وفرٌ ، وما تنسحب عنه من أماكن قد تسترجعه بطول السير ومواصلة العمل " وتلك الآيام نداولها بين الناس "
إن سياسة تحفيظ ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† بحاجة ماسة إلى مراجعة ، كيَّما تحقق الغاية النبيلة منها . فنحن نريد بقاء التواتر الذى وصل إلينا حتى يصل كذلك إلى الأجيال التى تخلفنا . ولكننا لانريد كذلك ألا تلتف حول ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† هذه الجماهير المتأكـِّله به ، النازلة عن خلقه ، المنحرفة عن طريقه ، التى تستوعب أحرفه تجويدا وترتيلا ، ولاتعى من وصاياه شيئا يرفع رأسها أو يزكى نفسها ….!!!.
إننا نريد إشاعة الثقافة الإسلامية المنبعثة من هذا الكتاب العزيز ، وتفقيه العامة والخاصة فى روحه وشرائعه ومقاصده وآدابه ؛ نريد أن تعرف الأمة المنزلة السامية للوحى الإلهى الذى اختصَّت به ، والواجب الكبير الذى يفرضه عليها .. وأجدنى هنا مسوقا إلى أمر ذى بال ، إن تكليف ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† أن يخلق من الطفولة العقلية رجولة ناضجة ، والنقص فى المواد الإنسانية الأولى للتكوين الصحيح شئ يعز على العلاج .
ونحن نكلف الدين شططا حين ننتظر من كتابه الكريم أن يصنع المستحيل والمشكلة ليست فيما يصنعه الدين بذوى العاهات العقلية والروحية ؛ إنما المشكلة ما تكون حال الدين إذا حمله أولئك المصابون التعساء ؟
كيف يعرضونه مستقيما هاديا وهو يخرج من أنفسهم كما يخرج الشعاع من زجاج محدَّب لا تكاد تبصر على ضوئه شيئا ؟؟ .
إن الله عز وجل يقول لنبيه : ( وكذلك نصرف الآيات ـ وليقولوا دَرَسْت ولنـُبـَيـِّنه لقوم يعلمون ) .
بيد أن قيادة الحياة إلى الله لا تستمد رجالها من هؤلاء وأولئك ، إن قمة الكمال الإنسانى النابت فى ربوع القوة والنور والحركة والعزم والقرآن الكريم يجئ إلى البشر أجمعين ليبنى قواهم على الحق ، ولينشئ عواطفهم على الخير ، وليجعل التعاون والبر والتقوى ، الصلة الفذة لمجتمعهم ، والغاية الكبرى من تواصل عمرانهم .
إن كثيرا من المسلمين جعلوا ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† على هامش حياتهم ، وتركوا حفظه ودرسه للمنقطعين والمصابين وهم بذلك يخونون الله ورسوله ، ويخونون أنفسهم . وإبعاد ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† عن الحياة العامة ليكون نغما للمرتزقة بأصواتهم ، أو شارة للفاشلين فى دنياهم نذير شؤم يتهددنا بأوخم العواقب ..
إننا نريد أن يكون ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† ضياء لآفاق حياتنا كلها ، كما يستضئ العالم بالشمس فى رائعة النهار .. !!
قراءة فى كتاب : ( ظ†ط¸ط±ط§طھ فى ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† ) للإمام محمد الغزالى رحمه الله .

خليجية

شكرا لك حبيبتى دانة الرفاع .
تعطرت صفحتى بمرورك الكريم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.