في ظل مجتمع يدعي المطالبة بالحرية والحفاظ عليها ويسعي جاهدا لرفع شعارات صون حقوق المرآة ورعايتها تجده يُحكِم الرباط لخنق المرآة وحرمانها من أهم حق لها ألاوهو صون العرض والرعاية التي لا تتحقق للمرآة إلا في ظل الزواج الذي شرعه الله !!!
وإذا نظرت للمجتمع حولنا تجده يستسيغ أشياء فيقبلها ولا يستسيغ أشياء أخري فيرفضها معرضا عن الشرع في ذلك . وذلك تحقيقا لقوله صلي الله عليه وسلم
"إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ".
و إذا نظرنا للنسوة اللاتي بلا زوج فهن إما لم تتزوج قط وإما مات عنها زوجها وإما طلقت ولكل منهن نظرة ممن حولنا وإن كانت أقربهن للشفقة تلك التي لم تتزوج ، وإن المتوفي عنها زوجها أحسن حالا في نظر مجتمعنا من المطلقة بإعتبار أن ما ألت إليه خارج عن رغبتها وقد ينظر إليها ط§ظ„ظ…ط¬طھظ…ط¹ بعين الشفقة حيناو يقسو عليها أحيانا من ناحية أخري ، إذ يحكم عليها بالحداد الدائم علي الزوج ولا يعطيها فرصتها في التعبير عن رغبتها الفطرية في الإرتباط برجل آخر تعيش معه آمنه مطمئنة خاصة إذا كانت ترغب في ذلك ، هذا مهما كانت ، صغيرة أم كبيرة
وإذا رضي أحد لها الزواج فلتتزوج أخاً لزوجها الذي مات أو قريبأ بالدرجة الأولي منه وإلا لايسمح لها أحد بإدخال رجل غريب بيت ابنهم (حسبما يرون ) وكثيرا من الأحيان يري ط§ظ„ظ…ط¬طھظ…ط¹ أن زواج المتوفي عنها زوجها أمرا محرما عليها وتستحق العقاب بالحرمان من اولادها أوحقها مما يدفع بعضهن إلي اللجوء إلي طرق غير مشروعة لإشباع رغبتها ويظهر أثر ذلك في تصريح وتلميح كثيرات في رغبتهن في الزواج ولو في السر فمن النساء من تعرض نفسها صراحة علي الرجل وتقدم له التسهيلات مقابل زواجه منها فهي تريد زوجا والكثيرات من النسوة يخفين هذه الرغبة حياءً ولوعرض عليهن الأمر لقبلنه
و قد يعتقد البعض أن المرآة المتوفي عنها زوجها شؤم بموت زوجها وبالتالي يخاف الكثير من القرب منها .
رضي الله عن أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم فقد تزوجت أسماء بنت عميس جعفرفلما مات تزوجها أبو بكر، فلما مات تزوجها علي رضي الله عنه فإن علي لم يحاربها ولم ينكر عليها وهي كانت زوجة اخيه
وأما المطلقة فينظر لها ط§ظ„ظ…ط¬طھظ…ط¹ بإعتبارها فعلت جرماً وعاراً لا يمحي ولا ينسي وهي صعبة التكيف مع الرجال ولن تصلح لتأسيس أسرة !!!!!مرة اخري !!!
هذا بالإضافة لبعد القريبات والصديقات عن المطلقة والمتوفي عنها زوجها خوفا من أن تخطف زوجها بالزواج منه أو تخطف قلبه بالإعجاب بها
من ناحية أخري هذه النظرة الخاطئة للمجتمع كانت سببا في ترسيخ معاني خاطئة في قلوب الكثير من الرجال تجاه المطلقة أوالمتوفي عنها زوجها فلا نري إلا قليلا منهم يقبل علي الزواج من المطلقة أوالمتوفي عنها زوجها فإن الكثير من الرجال تأبي نفسه وتأنف أن يتزوج امرآة دخل بها غيره ثم مات عنها أو طلقها ، حتي ان بعضهم قد غالي في وصف المطلقة أو المتوفي عنها زوجها فأطلق عليهن " الموقوذة والمتردية "ويردد ذلك كثير من الرجال علي سبيل التهكم والسخرية ناسيا أو متناسيا أن هذه المرآة قد تكون زوجته أو أخته أو ابنته يوما ما وأن من هو أشرف منه تزوج الأرملة والمطلقة
تُري هل هذا الموقف هو أمر من الله في هؤلاء النسوة أم سنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم فيهن ؟
أم موقف زينه الشيطان ودعمته عادات وتقاليد نشأت من هوي النفس ؟ !
ولماذا يستنكر ط§ظ„ظ…ط¬طھظ…ط¹ تعبير المرآة عن رغبتها إذا أرادت صون نفسها بطريق شرعي ؟؟؟
وقد شرع الله لها أحكاما في ذلك !
أن ط§ظ„ظ…ط¬طھظ…ط¹ الذي يتمثل في الأهل والأقارب والأصحاب يعتقدون أن الزواج الثاني للمرآة نوعا من عدم الحياء والمرآة التي تقدم عليه لا تستطيع السيطرة علي رغباتها وهذا العمل سيكون عارا علي أهلها واولادها
من ناحية أخري يرون أن الزواج الثاني للمرآة سيكون فاشلا لامحالة أو نوعا من العذاب لأنه :
1 – إما أن يكون هذا الزواج من الذي " يعدد الزوجات وهو لايستطيع مواجهة أعباء هذا الزواج والتغلب علي مشاكله وحينئذ ستكون عواقبة مؤلمة خاصة للزوجة الثانية التي هي محل نظر من ط§ظ„ظ…ط¬طھظ…ط¹ كله ويعتقد ط§ظ„ظ…ط¬طھظ…ط¹ أن هذا الزواج لن يستمر طويلا لأنه في الغالب بغير رضى الأولى ولن يهدأ لها بال إلا بإنهائه أو بغير علمها فيكون الزوج في غاية الخوف والرهبة من علمها وبالتالي يؤثر ذلك في تعامله مع الأخري مما يسبب مشاكل تجعل عمر هذا الزواج قصيرا ومن ناحية اخري فالزوجة الثانية في ظل هذه الأوضاع تعيش جو من الخوف والقلق النفسي اللذين يكدران لحظاتها خشية وقوع المحذور هذا ويري كثيرا من الأزواج أن الزواج الثاني يسهل التضحية به أما الأول فلا .
ومن هنا الحرص علي بقاء البيت الثاني يبدو ضعيفا خاصة إن لم يكن أثمر أطفالا ..
كل هذه الأسباب وغيرها مما نراه تجعل ط§ظ„ظ…ط¬طھظ…ط¹ يخاف من تلك التجربة وتصبح هذه التي مات زوجها أوطلقت وتكون في حاجة للزواج تري نفسها ضعيفة ولا يحق لها الإختيار
2- أو تتزوج رجلا كبير السن مريض لأجل خدمته وتوفير المسكن والمأكل وصون نفسها من كلام الناس فقط دون أن تكون راغبة في ذلك
3 – أوتتزوج شابا لم يسبق له الزواج إما لأنها ذات مال أوجمال لايقاوم ويكون صاحب الفضل عليها لأنه تزوج موقوذة أو متردية وبذهاب المال أوالجمال يذهب ( والدافع لذلك لأنها قد توفر المسكن أواثاث البيت أو تشارك في المعيشة إن لم تتحملها كلها ) أحيانا تخاف المتوفي عنها زوجهاالزواج مرة أخري حرصا علي أولادها ومشاعرهم خشية ألا يكون لهم ابا آخر يسيئ معاملتهم أو يمل منهم ويعتبرهم عبء وكذلك المطلقة
4- أو يرغب فيها الرجل ولا يستطيع الزواج منها
في كثير من الأحيان قد يري الرجل أن هذه المطلقة أو المتوفى عنها زوجها من المناسب أن يتزوجها لحاجته لها كأن تكون صاحبة فضل ودين وعبادة أو لحاجتها له ولكن الخوف من المشاكل والمواجه الحادة للأهل تجعله يتردد كثيرا وكثيرا وينتهي الأمر بأن يظل الشعورداخله مجرد تمني لشئ محال .
وكثيرا ما تخاف المتوفي عنها زوجها من الزواج مرة أخري حتي لاتوصف بالنسيان للزوج المتوفي أوعدم مراعاة العشرة التي كانت بينهما أوالحرمان من أولادها بفقد الحضانة لهم أو الحرمان من التركة فإن لم تكن مؤمنة تخاف الله فهي تستسلم لهوي النفس وتقع في مخالفات شرعية تتحمل عاقبتها هي وأولادها ..
وبالتالي تعرض المرآة عن الزواج أو أن الزواج يعرض عنها وهذه النظرة بالطبع تؤدي لزيادة نسبة الأرامل والمطلقات