تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مفاهيم خاطئة في التملك

مفاهيم خاطئة في التملك

  • بواسطة
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي المسلم : ربما تعاني من كآبة أو ضيق في الصدر لأنك لا تملك أياً مما يلي :
جمالاً معيناً (أي أن تكون على درجة معينة من الجمال) أو
نوعاً من الثياب أو
أثاثاً منزلياً (سريراً أو خزانة أو …) أو
هاتفاً عادياً أو نقالاً أو
كمبيوتراً أو
مبلغاً من المال أو
رصيداً في البنك أو
زوجة أو
أطفالاً أو
بيتاً واسعاً جميلاً و سيارة فاخرة أو
عملاً ذا مواصفات معينة أو
والداً كما تحب و ترضى
أو انتماء لعرق أو بلد أو
أن تدرس في جامعة أو معهد أو ………..
و ربما تظن أن امتلاكك لهذا الشيء أو لتلك الأشياء أمر لابد منه و لا نقاش فيه و بالتالي فإن كل يوم يمر عليك من دون أن يتحقق مرادك يجعلك تعاني و تعيش في كرب شديد و ربما سببت للآخرين أذيات مختلفة فهل مفهومك في هذا صحيح ؟
أخي المسلم : هل سألت نفسك إن كنت على حق أم لا ؟
و هل سألت نفسك لِمَ يجب أن تمتلك ذاك الشيء أو تلك الأشياء , هل لأن والدك أو قريبك أو جارك يمتلكه ؟
و هل سألت نفسك من الذي يقرر في هذا الكون من يمتلك كذا و من يمتلك كذا ؟
و هل سألت نفسك إن كنت أديت ما عليك قبل أن تطلب ما تطلب أم أنك تظن أن عملك القليل الذي تقوم به كاف لتحصيل كل ما تريد ؟
و هل سألت نفسك ما فائدة تضييع وقتك في النحيب على ما ليس لديك و كم ستتمتع به في حال حصلت عليه ؟
و هل سألت نفسك لِمَ تعلق سعادتك فيما لا تملك و لا تسعد نفسك بما لديك من نِعَم بدل ذلك ؟
و هل سألت نفسك كذلك لِمَ تمتلك أشياء لا يمتلكها الكثيرون ؟
و هل سألت نفسك إن كانت نفسك عليمة بعواقب أمرك و تأكدت من أن امتلاكك لهذا الشيء أو تلك الأشياء سيفيدك حتماً أم أنك لا تبالي إلا بملء البطون و إشباع الشهوات ؟
و هل سألت نفسك إن كان لديك الوقت لاكتساب كل ما تريد و التمتع به و الحفاظ عليه أبد الآبدين , أم أن متعتك تتمثل في اكتسابه فقط ؟
و هل سألت نفسك إن كان أحد قد حاز على كل شيء قبلك و في نفس الوقت وجد لنفسه الوقت الكافي للتمتع به ؟
هل أجبت على كل هذه الأسئلة و غيرها قبل أن تتضايق من عدم حصولك على مرادك ؟
أخي المسلم : تطلب لنفسك شيئاً و ربما أشياء و تعتبرها من بديهيات الأمور و ان الحياة لا تحلو إلا بها و تنسى أن الدنيا هي دار العمل و الجد و النشاط و ليست هي الجنة المرجوة و تنسى أن الطالب المجتهد يقضي سنين في الدراسة ليحصل بعدها على شهادته التي يريد و تنسى أنك طالب في هذه الدنيا لتحصيل الجنة و ربما المراتب العليا فيها و ليس لإشباع شهواتك كلها و تنسى أن البلاء من الله عزوجل شيء لابد منه مهما تغيرت صورته و شكله و أنه جل جلاله هو الذي يقرر من يحصل على كذا و من يحصل على كذا , يعطيك أشياء و يحرمها آخرين و يمنعك أشياء و يعطيها آخرين , فلا تشترط لنفسك ما يجب أن يكون عندك بل اعمل على ذلك بما يرضي الله عزوجل فإن أعطاك فله الحمد و الفضل و المنة و إن منعك فله الفضل و الحمد و المنة أيضاً لأن عطاءه عطاء و منعه عطاء و عش مع ما لديك من النّعَم و احمد الله عزوجل عليها فكم من شخص يتمنى ما عندك من نِعَمٍ , هاك عاجز يتمنى أن يكون لديه قدمين مثل قدميك و ذاك أعمى يتمنى أن يكون لديه عينين مثل عينيك و هذا الفقير يتمنى أن يكون لديه غرفة من غرف بيتك الذي لا يعجبك و كم من يتيم يتمنى أن يكون لديه والد مثل والدك الذي تعقه و كم من جاهل غني يتمنى شهادتك الدنيوية التي لا تقيم لها و.ً بدل ماله الذي لديه و كم من ضال يتمنى تقواك التي تبخسها حقها و كم من حَسَن الخِلقة سيء الخُلُق يتمنى أخلاقك الجميلة التي غفلت عنها و كم و كم ….
تذكر يا أخي أن العمر أقصر من أن تكسب فيه كل ما تريد و في نفس الوقت أن تتنعم بما حصلت عليه و أنك لا تدري إن أتتك نعمة هل ستأخذ بيدك للجنان أم أنك ستهوي بها للجحيم و هل ستكون سبباً في سعادتك الدنيوية أم أنها ستحمل لك هموماً لا طاقة لك بها و تذكر أيضاً أن في الحياة نِعَماً كثيرة لا تحتاج منك إلا إلى تحصيلها كالعلم و الخُلُق الحسن و التأمل و الحكمة و العبادة و معاشرة الناس بما يرضي الله عزوجل و السعي على اليتيم و الفقير و الأرملة و المسكين و ذكر الله عزوجل و قضاء حوائج الناس .
و تذكر أيضاً أن نِعَم الدنيا زائلة بائدة و لن تستطيع الحفاظ عليها مهما عملت و أن نعيم الدنيا أشبه بالحلم , حلاله حساب و حرامه عقاب و أن الفَطِن الفطن من تزود ليوم لا يوم بعده فإما إلى جنة لا نهاية للذائذها و إما إلى نار تعيس زائرها .
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) البقرة
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) التكاثر
الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق2011

جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك اللهم امين

ودي واحترامي

بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك , جعلك الله إماماً في الخير و الهدى و التقى و كتبك في عليين .

جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك اللهم امين

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولؤة ليبيا خليجية
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك اللهم امين

بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك , رزقك الله رضوانه و جنانه و غفر ذنبك بإحسانه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.