موضوع الكرامة بين الزوجين من الموضوعات الخلافية بين المتزوجين ولكل شريكين خصوصية ينفردان بها مهما تشابهت الحالات والمشكلات وهذا ما يجعل المواقف والأفعال وردود الأفعال تختلف من تجربة إلى أخرى ومن شريك إلى آخر فما تتسامح معه هذه
الزوجة على أنه نزوة عابرة قد يكون بالنسبة لزوجة ثانية خطأ فظيعا عقابه الطلاق وإذا كانت كرامة الرجل من المقدسات التي لا يمكن مسها أو النيل منها وهذا ما تحجم عنه المرأة صونا لنفسها وللرجل وأي تجرؤ عليها من قبل الزوجة في قضايا شرف أو غيرها محسوم النتائج سلفا وعقابه الطلاق أو القتل فإن كرامة المرأة أكثر عرضة للهدر والانتهاك من الرجل حامي هذه الكرامة واحتمالات التسامح والمغفرة هي السائدة عموما في مجتمعنا للحفاظ على مؤسسة الزواج
والسؤال ما هو مفهوم الكرامة بين المتزوجين الماضين في حياة مشتركة تختلط فيها المشاعر والأحاسيس ولا تخلو من الخلافات والمشاحنات التي تتجاوز حدود الكرامة أحيانا? وما هو الفعل الشنيع الذي يقدم عليه الزواج وفيه جرح لكرامة الزوجة سواء هضمت الإهانة أم لم تهضمها?
أشعر بالإهانة
ترى هيفاء أن جرح الكرامة يتأتى من السلوك السلبي العلني للزوج وأفظعه الخيانة أو الزواج الثاني فهذان الفعلان يعتبران جرحا علنيا لكرامة المرأة ولا يسمح لها بالتساهل أو التسامح فيهما ومن هنا تبدأ العلاقة بين الزوجين بالتدهور فالثقة والكرامة شرطان أساسيان لنجاح الزواج وإلا فالطلاق أفضل
وقد عاشت هيفاء شعور الإهانة مع افتضاحها لأمر زوجها الذي اكتشفت خيانته وتصف معاناتها بحرقة «كيف لا أشعر بالإهانة والمذلة عندما أتأكد من خيانة زوجي ووجود امرأة أخرى في حياته وتفكيره? لقد أساء إلى شعوري وكرامتي وإنسانيتي ولم يترك لي مجالا للتسامح والتجاهل لقد حاولت التحلي بالصبر للحفاظ على البيت والأطفال لكنني لم أستطع تقبل الوضع الجديد فحزمت حقيبتي وعدت إلى بيت أهلي وبدلا من أن يسعى إلى إصلاح الأمور وإعادتي إلى البيت راح يفاوضني على شروط الطلاق والنفقة وحضانة الأطفال» ولا تبدي هيفاء أي ندم على طلاقها
إهانات علنية
أما فاتن متزوجة منذ عشر سنوات وما زالت تعاني جرحا كبيرا وح. عميقا ولكنها عاجزة عن الثأر لكرامتها تقول: منذ بداية زواجنا كان زوجي يعالج غضبه وتوتره بالإهانة والشتم والضرب سواء أكان السبب متعلقا بي أو بغيري أو بعمله ووجدت نفسي ملزمة بالصبر والتحمل كما توصينا الأمهات والجدات لكي لا يخرج الخلاف إلى العلن ونحن في بداية زواجنا وكانت الوالدة تردد على مسامعي نصيحة بين المرأة وزوجها لا وجود للكرامة بمعنى أنه لا يجدر بي كزوجة صالحة أن أخرّب بيتي بحجة أن زوجي يسيء معاملتي ويضربني وكانت أمي تقول: ما دام أحد لا يعلم بما يدور بينكما أو كيف هي معاملة زوجك لك فهذه أسرار خاصة جدا فصدقت أمي وحافظت على أسرار علاقتي بزوجي وضربه ليولكنني أنا نفسي أشعر بالإهانة والمرارة لأنني سمحت له بالتطاول عليّ ولم أصن كرامتي أمامه كما يجب والإساءة واقعة سواء أكانت سرية أم علنية وأنا أكابدها
وتتابع فاتن: إذا تنازلت الزوجة أمام الرجل فهذا يعني أن حياتها ستستمر على هذا المنوال تنازلات وتضحيات وأحيانا بلا ثمن يستحق هذه التضحية حتى أن أطفالها تتغير نظرتهم إليها ولا يبالون بها لأنها في نظرهم كانت ضعيفة لا تجيد الدفاع عن نفسها وحقوقها وتمنت فاتن لو أن الكرامة واحدة والصدق واحد وكذلك الاحترام والوفاء لا أن تنطبق هذه القيم على المرأة ولا تنطبق على الرجل وفي هذا تمييز ودونية تمارس ضد المرأة
لا كرامة بين الزوجين
تؤيد سعاد مقولة أن «لا كرامة بين المتزوجين» فهي متزوجة منذ سنوات طويلة تراوحت فيها علاقتها بزوجها بين الخصام والوئام ولكنها تستند دائما إلى المرونة والتسامح وتبرر سعاد رأيها بالقول: عندما تتزوج المرأة يصبح الزوج هو الذي يصون كرامتها ويحميها وكرامتها من كرامته ولا تخلو الحياة اليومية من بعض المشاحنات والمصادمات وأحيانا أخطاء أو هفوات عابرة يقدم عليها الزوج بفعل التوتر والضغوط ومسؤوليات الزواج والبيت والأطفال ولا يعقل أن تستنفر المرأة لكل صغيرة وكبيرة أو تتصرف أمام كل خلاف وكأنه إساءة لها وجرح لكرامتها وبالتالي تصعد الموقف وتطلب الطلاق وفي هذه الحالة قد يتسرع الرجل بالموافقة لأن كرامته لا تسمح له بالعيش مع زوجة لا تريد البقاء معه فهل يحل الطلاق المشكلة أو يعقدها?
الحب والتسامح
أما نوال فهي تعتقد أن هناك حالات كثيرة تجرح فيها كرامة المرأة ومع ذلك تمضي في الزواج حفاظا على بيتها وأطفالها خصوصا إذا لم يكن ذنب الزوج فظيعا من النوع الذي لا يغتفر وإذا كان الحب متوافرا بينهما فالحب يقوى العلاقة الزوجية ويحميها في الأوقات العصيبة
وفي حال تعرض الزوجة للإهانة تقول نوال: أن طيبة الزوجة وتفهمها لا يعني التساهل ولعق الإهانة ولا بد لها في الوقت المناسب من التعبير عن سخطها ورفضها وإذا كانت في الفترة الأولى من الزواج فأمامها فرصة حقيقية لتكريس أسس صحيحة مبنية على الاحترام المتبادل بينها وبين الزوج فيتحاشى مستقبلا ما يسيء إليها أو يجرح كرامتها بعد أن اختبر رفضها وعدم تسامحها وهي بذلك تكرس طريقة واضحة في التعامل معه حتى وإن كان الزوج غاضبا أو متوترا فهذا لا يعطيه الحق باستباحتها والتطاول عليها
وأخيرا
الكل يعرف ويلاحظ أن المرأة دائما هي الطرف الأضعف المستباح ومن واجبها التحمل و المسايرة حفاظا على الأسرة وكأن شعور المرأة بالكرامة يمكن التحكم به حسب الظروف . و للأسف معظم النساء في مجتمعنا اعتادوا على هذه الفكرة و اعتبروها قانونا من قوانين الحياة ,رغم أن الجميع يعلم وعبر التاريخ أن شعور المرأة بالكرامة و احترام الذات إنما ينعكس على أسرتها و أطفالها و أن فاقد الشيء لا يعطيه .
لكن من وجهة نظري الكرامه ضروريه لستمرارية الحياة الزوجيه ..لكلا الطرفين..اذا تنازلت المراه عن كرامتها فهي اذلت نفسها ليست المشكله في الكرامه
ولكن تكمن المشكله في تعريفنا لمصطلح الكرامه…انا برأي الكرامه هي لا تحتاج الى ان تدافعي عن نفسك بالسباب والشتم ورتفاع الصوت مع الزوج فقط احترمي ذاتك صدقيني سيحترمك زوجك ويقدرك وتصبحين معززه مكرمه عنده هذا طبعا اذا كان انسان سوي ..اتمنى اكون اوصلت الفكره تقبلي خالص امتناني
ينقل للقسم المنآسب