قصور القلب: حالة مرضية تحدث عندما لايستطيع ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ أن يضخ الدم على نحو كاف إلى أنسجة الجسم المختلفة كي تقوم بالأعمال الاستقلابية المطلوبة منها، ويحدث عادة عندما يكون هناك خلل في تقلص العضلة القلبية. ويلجأ الجسم البشري إلى آليات متعددة للمعاوضة عن قصور القلب، منها زيادة سرعة ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ وتغيير شكله (تضخم ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ أو توسعه أو كلاهما معاً، وهذا ما يدعى بإعادة التشكيل remodeling). ولكن كثيراً من آليات المعاوضة هذه تزيد العبء على ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ فيزداد ضعف قدرته على التقلص والاسترخاء، وتشتد أعراض قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ سوءاً.
إن قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ هو من الاضطرابات المرضية الشائعة نسبياً، إذ تشير الإحصائيات الأمريكية إلى وجود ما يقارب خمسة ملايين شخص في الولايات المتحدة مصابين بقصور قلب، وأن أكثر من نصف مليون حالة جديدة تُشخص كل عام، وتزداد نسبة الإصابة بقصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ مع تقدم السن. وعلى الرغم من تراجع نسبة الإصابة بكثير من الأمراض القلبية الوعائية، بسبب التقدم العلمي، إلا أن حدوث قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ وانتشاره استمرا بالازدياد وقد يكون لزيادة متوسط العمر ولتحسن نسبة البقياsurvival عند المصابين بأمراض الشرايين الإكليلية دور في ذلك.
هناك أشكال مختلفة لقصورات ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ يمكن جمعها وفق المجموعات الآتية:
ماهو قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ -ط§ط³ط¨ط§ط¨ظ‡ وكيفية
1ـ قوس الأبهر
2ـ الشريان الرئوي
3ـ الوريد الرئوي
4ـ الشريان الإكليلي الأيسر
5ـ البطين الأيسر
6ـ قمة القلب
7ـ الثلم الأمامي بين البطينين
8ـ البطين الأيمن 9ـ
الوريد الأجوف السفلي
10ـ الشريان الإكليلي الأيمن
11ـ الأذين الأيمن
12ـ الوريد الأجوف العلوي
منظر أمامي للقلب
ـ قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الأيمن وقصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الأيسر: وينجم الأول عن عدم قدرة البطين الأيمن على ضخ الدم الوريدي على نحو كاف إلى الدوران الرئوي، وهذا يؤدي إلى انحباس السوائل في الجسم وظهور الوذمات. أما قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الأيسر فينجم عن عدم قدرة ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ على ضخ الدم ضخاً كافياً إلى الدوران الجهازي، مما يسبب انحباس السوائل في الرئتين.
ـ قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الاحتقاني: وفيه تتراكم السوائل في الرئتين وفي أنسجة البدن لعدم قدرة ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ على ضخ تلك السوائل.
ـ قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الأمامي وقصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الخلفي : وينجم الأول عن عجز ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ عن ضخ الدم بما يكفي لتلبية الحاجات الاستقلابية للجسم في أثناء الجهد وحتى في أثناء الراحة. أما في قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الخلفي فإن ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ لا يكون قادراً على ضخ الدم على نحو كافٍ إلا إذا كانت ضغوط الامتلاءللبطينات مرتفعة على نحو غير طبيعي.
ـ قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الانقباضي وقصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الانبساطي : وينجم الأول عن نقص قدرة العضلة القلبية على دفع الدم إلى الدوران. في حين ينجم قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الانبساطي عن اضطراب في امتلاء البطينات. وقصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الانقباضي هو الشكل التقليدي والأكثر شيوعاً من قصورات القلب، إلا أن قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الانبساطي لايقل أهمية عنه وينجم عن نقص قدرة ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ على التمدد والاسترخاء كي تستوعب الدم الوارد إليه. قد يكون هذا الاضطراب عابراً كما في نقص التروية القلبية الحاد، أو دائماً كما في بعض اعتلالات العضلة القلبية . تنجم المظاهر السريرية الرئيسة في قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الانقباضي عن نقص النتاج القلبي وما يتلو ذلك من احتباس الملح والسوائل في البدن (قصور قلب أمامي)، في حين تنجم المظاهر السريرية لقصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الانبساطي عن ازدياد الضغط اللازم لامتلاء البطينات وارتفاع الضغط الوريدي، مما يؤدي إلى احتقان بالرئتين وإلى احتقان جهازي (قصور قلب خلفي). يشاهد قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الانقباضي مثلاً عند مرضى احتشاء العضلة القلبية الواسع وفي الانصمام الرئوي، في حين يشاهد قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الانبساطي عند مرضى اعتلال العضلة القلبية الضخامي أو الحاصر . وقد أظهرت الدراسات أن انتشار قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الانبساطي أكثر مما كان يُعتقد، ويُصادف بكثرة عند النساء المسنات المصابات بارتفاع الضغط الشرياني. وكذلك فإن كلا النوعين من قصورات ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ كثيراً ما يجتمعان عند المريض الواحد، ولعل قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الناجم عن الداء الإكليلي المزمن هو مثال على تشارك هذين النوعين من قصورات القلب.
ـ قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الحاد وقصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ المزمن: ويحدث الأول عندما لايكون هناك وقت كاف للقلب لاستخدام آليات المعاوضة، كما يشاهد مثلاً عند شخص طبيعي أصيب فجاءة باحتشاء عضلة قلبية واسع أو بتسرعات شديدة في ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ أو بتمزق مفاجئ بأحد الصمامات القلبية نتيجة التهاب شغاف، مما يسبب نقصاً شديداً بالنتاج القلبي مع ما يرافق ذلك من أعراض تالية لنقص ارتواء أعضاء الجسم المختلفة، كما يمكن أن يسبب احتقاناً بالجملة الوريدية خلف البطين المصاب. أما في قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ المزمن فتحدث الإصابة المرضية تدريجياً، مما يتيح للقلب الزمن الكافي لاستخدام آليات المعاوضة كتفعيل الجملة العصبية الهرمونية، مما يجعل ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ قادراً نسبياً على تحمل نقص النتاج القلبي بصعوبة أقل.
ـ قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ منخفض النتاج وقصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ عالي النتاج: والأول هو النوع الغالب في معظم الأمراض القلبية الوعائية كالداء الإكليلي وارتفاع الضغط الشرياني واعتلال العضلة القلبية والآفات القلبية الولادية والإصابات القلبية الصمامية. أما قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ العالي النتاج فيشاهد في مجموعة من الحالات المرضية التي يكون فيها نتاج ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ مرتفعاً كما في فرط نشاط الدرق وفقر الدم. ويتميز قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ المنخفض النتاج بحدوث تقبض وعائي جهازي يؤدي إلى حدوث شحوب وبرودة وأحياناً زرقة بالأطراف، في حين يتميز قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ العالي النتاج بكون الأطراف دافئة ومتوهجة.
أسباب قصورات القلب:
ـ الداء الإكليلي: هو السبب الأكثر شيوعاً لقصور القلب، وينجم عن تصلب الشرايين الإكليلية وتضيقها وانسدادها مع ما يتلو ذلك من نقص ارتواء العضلة القلبية وافتقارها إلى الأكسجين. ومن أهم الأسباب المؤدية إلى تصلب الشرايين الإكليلية ارتفاع كولسترول الدم وارتفاع الضغط الشرياني والداء السكري والتدخين.
ـ ارتفاع الضغط الشرياني: وهو أيضاً من الأسباب الشائعة، ويؤلف عائقاً بوجه البطين الأيسر يمنعه من تفريغ الدم على نحو مريح، مما يؤدي مع الزمن إلى ضخامة البطين الأيسر ونقص مطاوعته، ومن ثم ضعفه وظهور أعراض قصور القلب.
ـ اعتلال العضلة القلبية: وله أسباب وأنواع مختلفة، فقد يكون وراثياً أو تالياً لالتهاب عضلة قلبية فيروسي أو بتأثير مواد سامة كالإفراط في شرب الكحول، وكثيراً ما يدعى اعتلال العضلة القلبية مجهول السبب وذلك لعدم التأكد من سبب حدوثه.
ـ داء ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الصمامي: وينجم عن سوء عمل واحد أو أكثر من صمامات القلب، إما بسبب ولادي أو بسبب مكتسب كالإصابة بالحمى الرثوية[ر]أو بسبب تنكسي.
ـ أمراض ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الولادية: ويمكن أن تؤدي إلى قصور قلب بعد وقت قصير من الولادة أو أنها تبقى لاعرضية لسنوات عديدة قبل أن تتظاهر بقصور قلب.
ـ وأخيراً هناك عوامل مهيئة لظهور أعراض قصور القلب. إذ إن المريض المصاب بقصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ قد يكون معاوضاً ولا عرضياً حتى إذا ما أصيب بأحد هذه العوامل تظهر لديه أعراض قصور القلب. ومن هذه العوامل: الحمية الغنية بملح الطعام، والإفراط في تناول الكحول، وتناول المخدرات مثل الكوكائين, وتناول أدوية لها تأثير مضعف لعضلة القلب، وفقر الدم، وحدوث احتشاء عضلة قلبية حاد أو خناق صدر غير مستقر، وحدوث اضطراب في نظم ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ كالرجفان الأذيني، وحدوث خمج شديد وخاصة خمج رئوي، وحدوث صمات رئوية، والتعرض لجهد فيزيائي شديد أو لأزمة عاطفية شديدة، والتعرض لطقس شديد الحرارة وعالي الرطوبة.
أعراض قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨
أهمها وأكثرها مشاهدة:
ـ ضيق النفس: هو العرض الرئيس في قصور القلب، وفيه يشكو المريض من صعوبة بالتنفس في أثناء الجهد ثم تزداد لتصبح في أثناء الراحة، كما يزداد ضيق النفس بالاضطجاع ويخف بالجلوس مما يضطر المريض إلى زيادة الوسادات التي ينام عليها، كما يعاني بعض المرضى نوباً من ضيق النفس الليلي، يستيقظ فيها المريض فجأة على شعور بالاختناق، ويرافق ضيق النفس عادة سعال ناجم عن الاحتقان الرئوي.
ـ التعب: يعاني مرضى قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ نقص النشاط الفيزيائي، وهو عرض شائع في قصور القلب، ويُعزى إلى نقص الأكسجين الوارد إلى أعضاء الجسم المختلفة.
ـ وذمة الكاحلين أو الساقين: وتنجم عن قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ الأيمن لعدم قدرته على ضخ الدم الوريدي إلى الرئتين، مما يسبب تراكم السوائل ضمن الأوردة ومن ثم خروجها من داخل الأوردة وتراكمها في الأنسجة، كما أن نقص ارتواء الكليتين الناجم عن نقص النتاج القلبي يسبب نقص قدرتهما على طرح السوائل من البدن مما ينجم عنه احتباسها في الأنسجة.
ومن الأعراض الأخرى التي يمكن أن يشكو منها مريض قصور القلب: نقص الشهية ويعزى إلى تراكم السوائل في الجهاز الهضمي مع ما يرافق ذلك من شعور بالامتلاء، وزيادة الوزن بسبب تراكم السوائل، وفي الحالات المتقدمة يحدث نقص بالوزن وحالة دنف cachexia، ويزداد التبول ليلاً، ويمكن أن تشاهد أعراض عصبية مثل اضطراب الذاكرة والصداع والأرق والأحلام المزعجة.
ويتم تشخيص قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ بالاعتماد على الأعراض والعلامات السريرية، إضافة إلى إجراء استقصاءات أخرى مثل تصوير الصدر الشعاعي وتصوير ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ بالأمواج فوق الصوت وأحياناً إجراء قثطرة قلبية.
أما معالجة قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ فما زالت دون المستوى المطلوب على الرغم من التقدم العلمي الكبير، فما زالت نسبة الوفيات عند هؤلاء المرضى مرتفعة إذ يموت نحو نصفهم في مدة خمس سنوات من تشخيص المرض. ويجب أن توجه المعالجة إلى الأسباب المحدثة (كإصلاح الإصابات القلبية الصمامية والإصابات الإكليلية بالمداخلات الجراحية المناسبة) وإلى الأسباب المهيئة لظهور هذا المرض، إضافة إلى محاولة إزالة الأعراض المزعجة التي يشكو منها المريض، مثل ضيق النفس وسرعة التعب ونقص النشاط وانحباس السوائل في الجسم، ينصح هؤلاء المرضى باتباع حمية ناقصة الملح وإيقاف التدخين وتجنب شرب الكحول وإنقاص الوزن في حالة البدانة، أما الأدوية المستخدمة في علاج قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ فتشمل المقويات القلبية مثل الديجوكسين والمدرات البولية والموسعات الوعائية، وفي الحالات الشديدة يتم قبول المريض في المستشفى ويُعطى الأدوية في الوريد، وفي الحالات التي لا تستجيب لهذه العلاجات يمكن استخدام بعض الأجهزة المساعدة لتقوية العضلة القلبية، مثل مضخة البالون داخل الأبهر والأجهزة المساعدة للبطين الأيسر وصانع خطى للبطينين وغيرها. وأخيراً كثيراً ما تخفق هذه الوسائل جميعها، فيبقى الملاذ الأخير لمرضى قصور ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨ عملية زرع قلب مع ما تتضمنه هذه العملية من عقبات ومضاعفات.
معلومات قيمة