«فاشلة لم تستطع المحافظة على بيتها»
أو «مسكينة طعنت في السن ولم تعد ترضي زوجها»
أو «عنيدة هرب منها زوجها الى أخرى»
أو «تستحق ما جرى لها، لو كانت تملك المقومات اللازمة لما نظر زوجها الى امرأة أخرى»..
هذه بعض من التعليقات، التي تصدر غالبا عن فئة من النساء، اللواتي يعتبرن ان الرجل الذي يقدم على زواج ثان، انما يفعل ذلك لعلة في زوجته، او لتقصير منها كونها لم تتمكن من تحصين مؤسسة الزواج بالحكمة والسترة والبراعة والحيلة والخضوع، وغير ذلك من الوسائل الانثوية المفترض توفرها في «الزوجة الصالحة»، وفق المفهوم التقليدي. في المقابل نادرا ما تتناول الملاحظات الرجل، كأن المجتمع يسلم بانسياقه الى اشباع غرائزه وعواطفه مهما كان عمره ووضعه العائلي. وقد ينظر البعض اليه على انه ضحية امرأة «شاطرة» عرفت كيف تلعب بعواطفه وتخدعه وتسوقه الى الارتباط بها،
.
يقول استاذ علم الاجتماع، الدكتور عبدو قاعي:«ردة الفعل القاسية التي تصدرها امرأة، انما هي ناتجة عن خوف ضمني من الرجل، لذا تلجأ الى اسقاط هذا الخوف على حالة غيرها من النساء، وكأنها تحذر نفسها من الوقوع في المصيبة نفسها. والنساء قاسيات على انفسهن بشكل عام نتيجة تحكم المجتمع الذكوري في مصائرهن، لذا ما ان تشعر المرأة بتقدمها في السن حتى ينتابها الضعف وتسارع الى عمليات التجميل ومحاولات ترميم ما افسده الدهر».
استاذة علم الاجتماع، الدكتورة دولت خنافر، تعود بالمشكلة الى التنشئة في المجتمع العربي. فالرجل يربى على انه صاحب السلطة والسيادة والكلمة الاخيرة، في حين تربى الفتاة على انها الجميلة والمهذبة واللطيفة لتعجب الرجل الذي يبقى الفاعل وتبقى التابعة له، وتقول: «من هنا نلاحظ ان هدف الفتاة العربية في الحياة يبقى الزواج والاحتفاظ بالزوج،
مهما تعلمت وتثقفت وانخرطت في ميدان العمل وعرفت النجاح الاجتماعي، لأن الصورة التي رسمها لها الآخرون ترسخت في عقلها. وتعتبر المرأة التي لا تتزوج، فاشلة لم تعجب أحدا من الرجال، والمتزوجة يجب أن تحتفظ بزوجها بالوسائل الانثوية المتاحة وعبر أساليب مسرحية، إذا اقتضى الامر. فهي تؤدي دور المتفانية والمريضة احيانا، وتستخدم الخداع والرياء أحيانا أخرى، كما تحاسب نفسها بقسوة وتظلم غيرها من النساء، لأن اولويتها هي الحصول على رجل والاحتفاظ به، وبالتالي تأتي ردة فعلها على امرأة لم تستطع تحقيق هذه الاهداف وكأنها طالعة من تراكمات هذا الواقع الذي يتحكم بها ويعطيها جواز مرورها الاجتماعي».
ويعتبر قاعي أن «السبب الثاني لقسوة المرأة على بنات جنسها، يعود الى طبيعتها العاطفية مقارنة بطبيعة الرجل العقلانية، لذا لا تتحكم كثيرا في ردات فعلها، فتتسرع وتعطي ما هو موجود في ذاتها. وغالبا ما تقودها الغيرة التي تطبع العاطفة لديها».
ويشير الى «ترابط عقدة الرجل المتحكمة بالمرأة مع غريزتها الدفاعية. فهي تغار من كل امرأة سعيدة
في هذا الاطار. فالمرأة تسامح الرجل الذي يخون وتتساهل مع طباع شريكها الشرسة واحيانا سوء معاملته، لكنها لا تسامح المرأة التي تخون او حتى تطالب بحقها من العدل اذا اسيئت معاملتها. حتى انها تحاسب امرأة تعرضت الى الاعتداء وكأنها هي التي شجعت الرجل عبر سلوكها وتصرفاتها، والا لما بادر الرجل الى مضايقتها».
: «نلاحظ ان المرأة تحمل دائما في داخلها خوفا من خسارة زوجها على يد امرأة أخرى. فكل امرأة هي غريمتها وإن كانت صديقتها.
يســـــــــــــــــــــلموو دلــع على هذا الموضوع الرائع