طيلة اللقاء لاحظت الفتاة أن صديقها لم يكن على ما يرام و كلما سألته أنكر ذلك قائلا أنه أسعد الناس لأنه معها .. كان قليل الكلام كثير النظر في وجهها و من خجلها كانت تسأله لماذا تحلق في هكذا و في كل مرة كان يجيبها أنه يريد أن يطبع صورتها في قلبه و ابتسامتها في روحه حتى تبقى للأبد معه ..و في ذاكرته
قلة كلامه الغير عادية جعلتها تتحدث الى صديقه أكثر من التحدث اليه و معا هذا لم يبدي أي انزعاج على غير العادة أيضا بل أبدى سعادة بالنظر اليهما و هما يتحدثان و يضحكان حتى أنه كلما رأى أن حديثهما أوشك على الانتهاء يجد لهما موضوع اخر مكتفيا بالنظر الى صديقته مبتسما دون أن يظهر ما تخفيه تلك الابتسامة الصامتة
كانت كلما حاولت التكلم معه أو التقرب اليه أبعدها بطريقته علما منه أن هذا يؤلمها الا أنه المه أكثر … في منتصف الطريق استند الى جذع شجرة .. جلست هي أمامه فطلب منها أن تنظر اليه .. أن تضع عينيها في عينيه و هنا قال لها " أحبك" كانت هذه أول مرة يقولها لها مباشرة لكنها و للأسف اخر مرة أيضا بقي ينظر اليها املا أن يسمع نفس الكلمة تخرج من فمها و اذا بها تقول " أحبك" أتسمع " أحبببك" كان هذا ما كان يريد سماعه ابتسم في وجهها ابتسامة أسعد انسان في هذا الكون و تنفس تنفس السعداء مرتاحا ثم هنا أخبرها أنه لن يتمكن من مواصلة السير ..تحجج بألم في جسمه كانت تريد أن تبقى معه لكنه طلب منها أن تواصل السير مع صديقه كان الأمر الذي لم تكن تتخيل حدوثه لأنه كان يغار عليها الى حد ط§ظ„ط¬ظ†ظˆظ† نظرت اليه نظرة تعجب ..نظرة المته بشدة لكنه أبى أن يريها الجرح الذي أحدتثه هذه النظرة في قلبه بل أراد أن يترك صورة جميله له في مخيلتها طلب منها أن تبتسم و أمسك يدها و وضعها في يد صديقه و طلب منهما أن يواصلا السير و الاستمتاع بذلك اليوم أما هو فقال أنه سوف يرتاح و انه سيكون في انتظارهما …. ذهبت الفتاة معه لكنها كانت تلتفت الى الوراء كل لحظة لرؤية صديقها الذي كان يبتسم في وجهها و كله ألم و حزن لا يحتمل مشيرا اليها بيديه يطلب منها أن تنظر الى أمامها و تواصل السير الى الامام دون الالتفات الى الوراء مجددا واصلت الفتاة عملا بأمر صديقها و كلها حيرة
في ذلك الحين كان هو يتأملها من بعيد كان يرى في صديقه الشخص الذي لم و لن يتمكن أن يكون و يرى فيهما القصة التي لن يتمكن من أن يكون بطلها بعد الان بل و الحلم الذي حلماه معا و الذي لن يتمنك من أن يجعله حقيقة فقد كان يأمل أن يكون صديقه في مقام المسؤولية ليجعل من حلم الفتاة حقيقة حتى و لو في غيابه هنا امتلأ قلبه حزنا و شوقا و فاضت عيناه دمعا على هذا القدر الذي قال كلمته القاسية في حق اثنين أحبا بعضهما الى حد الجنون
لقد علم هذا العاشق أنه لن يعيش أكثر من 24 ساعة ففضل أن يقضيها برفقة حبيبته .. كان يقلل من الكلام رغم شوقه اليها لأنه أراد أن يعودها على غيابه و غياب كلماته أراد أن يتركها مع صديقه قهو أكثر شخص يثق فيه .. كانت اخر كلمة أخبرها بها و اخر كلمة سمعها منها كلمة "أحبك" حتى تبقى ذكرى لا تزول … رغم كل ما الألم الا أنه حافظ على ابتسامته حتى يترك لها صورة أخيرة جميلة .. لم يرد أن يراها حزينة و لو لاخر مرة كان يحدق في وجهها لأنه أراد أن يأخد صورتها معه حتى بعد مماته و مهما نظر فلن يتمكن من ذلك لهذا لم يتوقف عن النظر
لقد كان شخص أحب بجنون و أراد أن يعيش حبه الى اخر لحظة من حياته
و الأكثر اثارة أنه أراد أن يرى حياته من بعده كيف ستكون لأن تلك الفتاة كانت كل حياته فأرد أن يرى كيف ستكون من بعده فطلب منها الذهاب و السير قدما دون الالتفات الى الوراء أرادها أن تفرح أرادها أن تعيش فان هي عاشت فكأنه عاش
الى كل شخص أحب بجنون … الى كل من امن أن الحب كفاح لا يموت ..الى كل من قال كلمته كلمة ‘ أحبك’ و تحدى القدر