بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته – أخي المسلم :
أحدثكم اليوم عن ط§ظ„ط؛ظٹط¨ط© و كيف ينشطها ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† لما لها من ضرر كبير على المجتمع و على الفرد .
اعلم أخي المسلم أن القليل هم الذين ينجون من ط§ظ„ط؛ظٹط¨ط© فكن منهم و لن تكون منهم إلا إذا علمت أبواب ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† في ذلك .
الغيبة مضرة على الفرد و المجتمع , تضر بالفرد و تنزله منازل لا تليق به , فالكلام على الإنسان في ظهره لا يكون إلا من الجبناء أو الحاقدين أو المستهترين , و هذه الصفات لا تزيد الإنسان إلا ظلاماً و سواداً , و المجتمع يتأذى من ط§ظ„ط؛ظٹط¨ط© فتتفكك عراه و تضيع المحبة بين أفراده .
و إليك بعض حيل ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† في جعلك تغتاب الناس :
– يحاول ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† جاهداً أن يعزف على وتر الشيء الغالي عندك , فالكرامة و المال و الأهل … هي من الأشياء العزيزة الغالية على الإنسان و كم يتسرع الإنسان عند دفاعه عن تلك الأشياء الغالية فيقع في ط§ظ„ط؛ظٹط¨ط© .
– يذكرك بتقصير فلان و فلان معك و بهفواتهم و يحاول تأجيج نار الكراهية و الحقد في قلبك لأتفه الأسباب لعلمه أن قرارات الغاضب أو الحاقد لا تكون دقيقة و بالتالي يسهل خداعه و إيهامه بظلم الناس له و من ثم غيبتهم .
إن الحاقد أو المبغض يكاد لا يرى أمامه و لا يسمع إلا كلام ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† و هكذا يبدأ لسانه بكلام ط§ظ„ط؛ظٹط¨ط© فعليك أخي المسلم أن تتجنب الوقوع في مصيدة ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† الخبيث و ما يبثه في نفسك من الحقد و البغض على فلان و فلان و تذكر أجر الله العظيم لمن يعفو عن الناس .
تذكر أن كظم الغيظ مطلوب لفوائده العظيمة على الفرد و المجتمع , إذاً عليك أن لا تغضب و عليك أن تسيطر على عقلك و لا تنس أن اللسان سهل الفلتان و خاصة في لحظات الغضب و عليك أن تتعلم كيف تعقله و تسيطر عليه .
و ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† لعنه الله تعالى يحب أن يؤجج نار الغضب في نفسك بحجة أنك قد أُهِنت و الغاضب يتكلم بكلام خاطىء كثير و منه ط§ظ„ط؛ظٹط¨ط© إلا من رحم الله عزوجل لذلك كما ذكرنا عليك أن تكظم غيظك و هذا الكظم للغيظ من أشق الأمور على النفس و من أعظم الجهاد و الأجر على ذلك كبير فاكظم غيظك أخي المسلم.
و لا تنس أخي المسلم أن ط§ظ„ط؛ظٹط¨ط© هي سلاح الإنسان الضعيف أو الجبان , يتكلم خلف الآخرين و لا يواجههم بنقيصتهم و هي سلاح الإنسان الضعيف الذي لا يستطيع أن يكظم غيظه و حقده و بغضه فكن يا أخي مسلماً قوياً مع العلم أن مواجهة الآخرين بنقائصهم يجب أن تكون منضبطة بالضوابط الشرعية.
– يُحبب إليك ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† تصغير الآخرين و ذلك بذكر نقائصهم و عيوبهم خلف ظهورهم كي لا ترى نفسك أدنى منهم و كي لا يراك الآخرين أدنى منهم و كي تبقى كرامتك محفوظة .
يوسوس ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† إليك :
– أن كرامتك قد أهينت نتيجة مشكلة وقعت بينك و بين شخص آخر و يبدأ بِحَثِّك بالتحدث عنه بما يكره و خلف ظهره أي تغتابه , و يستمر بتذكيرك بذلك ليغيظك أكثر فأكثر و تزداد في غيبته , و الحل لتجنب ط§ظ„ط؛ظٹط¨ط© أن تتذكر أن سوء التفاهم بين الناس أمر كثير الوقوع مما يسبب شعور أحد الفريقين بالغبن و الإهانة فإن كنت أنت المغبون فعليك تذكر ما يأمرك به الشرع في تلك اللحظة من صبر و استرجاع و استفتاء و عرض قضيتك على من يستطيع حل مشكلتك .
– أنك أُُصِبت بالغبن من جراء معاملة ما في دائرة ما و هكذا يستعمل أحد أسلحته التي ذكرت (غضب , حقد , بغض) كي تغتاب من تظن أنه غبنك و الحل أن تستفتي و تسأل من بالأمر عليماً و صادقاً و أميناً فإن أفتوك بأنك غُبنت فعليك بمواجهة الشخص الذي غبنك حسب الأصول الشرعية أو أن تعفو عنه و أجر العافين عن الناس عظيم .
– يحبب إليك الضحك و يذكرك بفوائده و كيف أن عليك تحصيله باستمرار و أن تتجنب شبح الكآبة و معلوم أن المحاولات المتكررة و المستمرة للضحك توقع الإنسان في ط§ظ„ط؛ظٹط¨ط© و السخرية من الناس .
– يوسوس لك ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† بالفوائد التي تعود على الإنسان ذي الروح المرحة من مكانة إجتماعية و كيف عليه الحفاظ عليها بشتى الطرق و منها ذكر عيوب الناس .
– ينشط لديك شهوة الكلام حتى تدمن عليها و تكثر منها من دون أن يكون للكلام أي حاجة أو ضرورة و من ثم تقع في الأخطاء الواحد تلو الآخر و من ذلك ط§ظ„ط؛ظٹط¨ط© .
– يمنعك من تعلم ما يجوز لك من ذكر الآخرين خلف ظهورهم و ذلك بحجج واهية , منها أن ليس لديك وقت لذلك و أن عليك تحصيل المال لبيتك و عائلتك .
– يحبب إليك مجالس غير الصالحين و يبغض إليك مجالس الصالحين .
–
أمثلة على ط§ظ„ط؛ظٹط¨ط© :
– فلان أنفه طويل أو ذقنه قبيحة أو أنه قصير القامة….
– لباس فلان ليس على الموضة .
– انظر إلى فلان إنه لا يعرف شيئاً عن الموضوع الفلاني .
– أرأيت كم هو بخيل ذلك الشخص .
– إن ضحكة فلان مضحكة .
– ذلك الشخص سمين مثل كذا .
– كم هو غليظ صديقك .
– لِمَ لم يزرك فلان في مرضك , من يظن نفسه , لابد من أن يدفع ثمن تجاهلك , لابد من الإنتقام منه , اذكر عيوبه أمام فلان حتى تنال منه كما تناساك .
– سارع بذكر عيوب هذا المتسول حتى لا يقولوا عنك أنك بخيل و لا تتصدق .
اعلم أن ط§ظ„ط؛ظٹط¨ط© هي سلاح قوي في يد ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† يلجأ إليه ليوحي لك بأنك تستطيع الإنتقام به ممن لا تحب و لكن اعلم أن ط§ظ„ط؛ظٹط¨ط© سلاح الضعفاء و المقهورين أي أن الإنسان القوي لا يلجأ له و يستحيي من فعله و بما أن الإنسان معرض على أن يمر بظرف الضعف و القهر فمن هنا كان لابد لك من الإنتباه من ط§ظ„ط؛ظٹط¨ط© في ظروف كهذه .
الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق2011
ودي واحترامي
بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك , رزقك الله رضوانه و جنانه و غفر ذنبك بإحسانه .