الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله أجمعين ، وعلى آله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه واستن بسنته إلى يوم الدين ، أما بعد :
هذه بعض أحكام باب المياه .
فائدة معرفة أحكام المياه :
أن المكلف إذا أراد أن يصلي فإنه يجب عليه أن يبحث أول ما يبحث عن الماء الذي يتوضأ به ، فهنا يرد السؤال : هل يجوز للمكلف أن يتوضأ بكل ماء ؟! أم هناك ماء حدده الشرع وجعل لا يتحقق صحة الصلاة إلا بهذا الماء ؟نعم هناك ماء واحد الذي يرفع الحدث الأكبر والأصغر وهو الماء الطهور .
ثانياً : الأصل في المياه أن الماء طهوراً باقي على أصل خلقته التي خلقه الله-عز وجل- عليها .
والدليل على ذلك : { وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً } فوصف الله-عز وجل- الماء النازل من السماء بكونه طهوراً .
مثل : ماء السيل ، ماء الأنهار ، ماء البحار … ونحوها .
ثم بعد ذلك المياه تنقسم إلى قسمين على الصحيح :
القسم الأول : الماء الطهور : وهو الماء الباقي على أصل خلقته التي خلقه الله-عز وجل- عليها .
وحكمه : الطاهر في نفسه المطهر لغيره .
ويتفرع من الماء الطهور الماء الطاهر : وهو الماء الذي تغير عن أصل خلقته التي خلقها الله-عز وجل- بطاهر .
وحكمه : الطاهر في نفسه الغير مطهر لغيره .
مثل : ماء الباقلاء ، ماء الورد ، ماء الزعفران .. إلخ .
القسم الثاني : الماء النجس : وهو الماء سلب الطهورية وتغير عن أصل خلقته التي خلقه الله-عز وجل- بنجس .
حكمه : غير طاهر في نفسه وغير مطهر لغيره .
مثل : يوجد عندك سطل ووقعت نجاسة فغيرت الماء برائحه أو طعمه أو لونه فإنه يعتبر نجس .
هذا تقسيم المياه ، أي ماء على وجه الأرض لا يخرج عن هذه الأقسام .
مسائل عصرية :
** حكم الوضوء بماء المسابح التي يوضع فيها الكلور ؟ماء المسبح الذي وضع فيها الكلور يعتبر طاهر تغير عن أصل خلقته بطاهر فلا يصح منه الوضوء .
** ما حكم ما يخرج من صنبور الماء في شدة الحر من الصديد الأصفر هل يأخذ حكم الماء الطاهر ؟لا إنما هذا بفعل الحرارة لكن لو انتظر قليلاً حتى يعود إلى حالته فهو أفضل لكن إن توضأ فوضوءه صحيح .
** ما حكم ما يفعله بعض الناس من وضع بعض جالون الماء في البيت مدة شهر أو شهرين حتى عندما ينقطع الماء يستخدم هل يجوز وهل التغير يؤثر ؟إذا جلس فترة وبقي على حاله فهو الماء الآجن الذي بقي فترة طويلة ثم يستخدمه الإنسان فقد ثبت عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه توضأ بالماء الآجن .
ونلقاكم في ط§ظ„طظ„ظ‚ط© الثانية من الدورة