ودعيني سيدتي أفضفض لكي وأتكلم براحتي وبدون تحفظات وأسرد لكي حال الكثيرات من المطلقات والأرامل في مجتمعنا المصري ونظرة الناس لهم ونظرة بعض المجتمعات العربية الأخرى بحكم سفري للخارج وتعاملي معهم من خلال العمل وبعض العلاقات الاجتماعية الأسرية.
أسباب الانفصال
ودعيني أولاً أتكلم عن أسباب الانفصال (وليس الوفاة طبعاً لأن الأرملة ليس لها في الأمر شيئاً إلا إذا كانت هيا قاتلة زوجها وهذا أمر آخر يستحق الدراسة والتحليل أيضاً) وهي عديدة ومتنوعة وشائكة ولا يمكن في تحليل أو أكثر حصرها وسردها للعامة حتى يمكن أن نقول الناس هذا حقيقي ومنطقي أم لا، فكل مطلق ومطلقة لهم أسبابهم المنطقية لإنهاء حياتهم الزوجية التي طالما بها الكثير من الحب والاحتواء والمعاناة الأولية في حصولهم عليها منذ البداية من تجهيزات ومصاريف ورفض وقبول من جهة الأهل …..إلخ.
ولكن هل كل الأسباب تؤدي للطلاق؟ لا أعتقد وأنا أقول هذا وأنا ظ…ط·ظ„ظ‚ط© منذ 6 سنوات بعد انقضاء 4 سنوات فقط من زواجي وأنا أقول لكي الآن ليس كل حالات الطلاق لها أسباب منطقية له وإنما توجد عوامل كثيرة تساعد عليه ومن أهمها: تدخل الأهل والأصحاب واتساع الهوة بين الزوجين وأهم من ذلك كله الاستكبار والعند بين الزوجين لمراجعة كل منهم للآخر لمعرفة أصل الخلاف ووضع آذانهم تحت أفواه الآخرين يلعبون بها كما يشاءون.
مأساة ما بعد الطلاق
ودعيني أخرج من أسباب الطلاق وهي كثيرة ومتشعبة وأدخل في مأساة ما بعد الطلاق ولا أعني بها للزوجة فقط وإنما للزوج أيضاً ولكن "الرجل رجل" في كل زمان ومكان يستطيع محو ما يمكنه محوه من حياته ويبدأ من جديد بدون أي تحفظات أو هجوم أو لوم لمجرد كونه رجل (كما تمحى السابقة القديمة من سجلات الداخلية بعد انتهاء المراقبة) ويستطيع أيضاً أن يعيش لحظة الزواج الأولى مع "بنت البنوت" وتزغرد النساء وتطلق الأعيرة النارية ويعيش نفس اللحظة التي يتمناها أي شاب ورجل ويستمتع بها للمرة الثانية بل والثالثة والرابعة إذا أراد ذلك.
ولا أخجل من ذكر ذلك لأن هذه حقيقة لا يمكن لنا أن نغفلها في هذا الموضوع وتدفن النساء رأسها في الرمال خجلاً منها وبعض الرجال يقولون وهماً أنها ليست قضية بالنسبة لهم إطلاقاً (وهذا غير صحيح من أفواه معظم الرجال ولكن في لحظات الصدق مع النفس فقط) .
وتبقى الزوجة المطلقة، المكسورة الجناح، التي فقدت عذريتها وهي تحاسب على ذلك وكأنها فعلته في الحرام وليس كزوجة، ويبقى معها أطفال (وهذا أمر له باع كبير) أو خرجت من التجربة بغير أطفال (زي حالاتي) وهذا أيضاً له باع أكبر لأن كل حالة منهم لها ظروف وحياة وشروط وتحكمات.
شروط الارتباط بمطلقة
إذا فكرت المسكينة بعد ذلك في الزواج مرة أخرى من أي شخص أو لم تفكر (وأعني في كلامي بصفة مباشرة الزوجة التي تستحق الحديث وليست من تسلط عليها فكر الاستقلالية والتسلط على الرجال من أجل الذاتية والكلام الكبير أوي ده إلي مش مجال حديثنا) .
وإليك سيدتي بعض وليس كل الشروط التي وضعها الرجل لمجرد التفكير من المطلقة مهما كان سنها :
1- جميلة إلى حد كبير (والوحشة معاها ربنا).
2- معقولة مادياً (والأفضل أحسن منه علشان تصرف عليه وتدفع ضريبة موافقته للزواج منها ).
3- يستحسن عندها شقة طبعاً حتى لو هو عنده (خسارة فيها).
4- تصرف نظر خالص عن موضوع مهر وشبكة ومؤخر واللازي منه (أرجو توضيح رأي الدين والشرع في ذلك للرجل).
5- لو عندها معاش من والدين يبقى الزواج العرفي أفضل كي لا يتوقف المعاش (واهو كله جواز).
6- في حالة لو عندها أولاد ..هذا له شروط أخرى:
ليس له علاقة بمصاريف الأولاد اطلاقا ولا تربيتهم.
من الأفضل ان يذهبوا للعيش مع والدهم أو جدتهم أو على الأقل في الوقت الذي يكونوا فيه سويا.
ليس له علاقة بأي مشكلة خاصة بالأطفال..ولسانه حاله يقول (واحمدي ربنا إني واخدك بعيال).
أوعي تقولي عيالي وعيالي وإلا يومك ملوش شمس (ده لو عنده أولاد طبعاً).
7- لو ليس لديها أطفال يكون ممتاز ..لكن هناك شروط أيضا:
· لايجب أن يزيد وزنها فهو يريد جسد كعارضات الازياء .
· لو لديه أولاد، فلا توجد ضرورة للتسرع بالإنجاب مرة أخرى.
· الشرط الأخير والأكبر احتمال إنه لا يريد أولاد خالص لأنه مكتفي بأولاده ومش حمل تربية أولاد تاني حتى ولو من صلبه.
"والله والله" وهذا يمين أحاسب عليه يوم القيامة هذا ما يحدث كل يوم وليلة مع المطلقات من أعرفهم وما حدث معي أنا شخصياً بكل هذه التفاصيل وبعض منها لم أذكره خجلاً منك سيدتي حتى لا أكون متحاملة على الرجال مع وجود تحفظ كبير لبعض الاستثناءات لبعض الرجال ليس لهم مثل هذه الشروط والتحكمات ممن يعرفون دينهم وما دعت إليه الشريعة الغراء بالرفق بالمطلقات والأرامل وأعرف منهم الكثير (ربنا يكتر منهم) .
عفوا سيدتي للغة التي أكتب بها ولكني فعلاً مكبوتة وأريد أن أخرج بعض ما في صدري من ألم وحزن ويبقى لدي الكثير والكثير ولكن أود أن أكون رحيمة بالقاريء والقارئة ولتسمحي لي بلقاء آخر أكمل لكي فيه بعض المفارقات ولنكمل الحديث عن الأرملة من واقع تجربة أخرى حية أعيشها مع أخت لي (لم تقتل زوجها بالطبع) وما عانته على مدار 7 سنوات منذ وفاه زوجها حتى تزوجت من شخص فاضل يكبرها ب 20 عاماً (…)
تقول ا. نجلاء محفوظ-مستشارة القسم الاجتماعي بشبكة إسلام أون لاين.نت، والكاتبة والصحفية بالأهرام:
نحييك أختنا الكريمة ونحترم –بشدة- شجاعتك الأدبية في الكشف عن كل ما يؤلمك بجسارة وندعو الخالق عز وجل أن تكون (صرختك) بداية للإفراج عن الشحنات المتراكمة بداخلك والتعامل معها بهدوء ووعي ورغبة أكيدة في التصالح مع الحياة وإمساك زمام الأمور بيدك وألا تتعاملي مع نفسك كما لو كنت لا تملكين من أمرك شيئا، فإن هذه النظرة السلبية للنفس تشكل أكثر عائق نصنعه بأنفسنا –مع الأسف- ويحول دون نجاحنا في نواحي الحياة المختلفة ويحرمنا من فرصنا المشروعة في السعادة ويسلب منا القدرة على مواجهة الحياة بأفضل ما يمكن لتقليل خسائرنا وزيادة مكاسبنا..
ونتفق معك على اختلاف نظرة المجتمع للأرملة مقارنة بالمطلقة، والسبب في ذلك كما أشرت –تماما- أن الأرملة ليس لها في الأمر شيء، بينما المطلقة تتحمل بعض وليس كل أسباب الفشل الطلاق..
واعجنا للغاية سردك لأسباب الطلاق ونتفق معك فيها مع اتساع المجال للمزيد من الأسباب وفقا لاختلاف الزيجات..
واسمحي لنا أن نختلف معك بعض الشيء في قولك مأساة ما بعد الطلاق، ونتمنى أن تستبدليه بقول (تحدي )ما بعد الطلاق، فإن مجرد التفوه بكلمة مأساة تستدعي على الفور مشاعر المرارة داخل النفس وتعقبها أحاسيس الهزيمة النفسية مما يلقي بصاحبتها أرضا و(يسرق) منها قدرتها على مواجهة الناس برأس مرفوعة ونفس أبية تعتز بذاتها دون مبالغة بالطبع..
أما القول بالتحدي فأنه يستنهض الهمم داخل المطلقة ويدفعها إلى التصرف بشكل إيجابي مع أزمة الطلاق ويحرضها على رفض –باستماتة وذكاء- دور الضحية وللوصول إلى ذلك لابد من الرضا بالقدر وأن تقول لنفسها: ما رضاه الله لي لا أكرهه، وستشعر بطمأنينة هائلة، ثم تقول لنفسها لقد كنت شريكة في هذا الطلاق، ولو كان بسوء اختياري، وهذا يجب أن يدفعها لتكون أكثر تقبلا له وأقل معاناة مع ضرورة الحذر أن تلوم نفسها أو أن تقول يا ليتني فإن في ذلك ضياع للدين والدنيا معا، وعليها أن تستجمع قواها فورا وألا تضيع ثانية واحدة من العمر في وضع الانتصار حتى لا تجر ورائها سنوات غالية من العمر..
ونشاركك فيما ذهبت إليه من أن المجتمع أكثر تسامحا مع الرجل بعد الطلاق، وقد يكون ذلك للاعتقاد الشائع بأن المرأة هي الطرف الذي يستطع الحفاظ على الزواج ويمنعه من الانهيار وكما يقال قي المثل المصري الشائع: (المرأة تعشش والرجل يطفش)) وقد يكون ذلك صحيحا في بعض الحالات وليس في جميعها بطبيعة الحال..
كما أن الرجل يتعافى سريعا من محنة الطلاق ولا يترك نفسه نهبا لاجترار المرارة والأحزان وينهمك في عمله أو مع أصدقائه ويتشاغل عن المشاعر السلبية ولا يكثر من الشكوى للآخرين وفي ذلك فوائد بالغة نتمنى أن تدركها كل المطلقات، فأن مجرد تكرار الشكوى يغذي الألم بداخل النفس، كما يدفع من يستمع إلى المطالبة بسرد المزيد، ويكون ذلك غالبا من باب الفضول، فتشعر المطلقة –خطأ- أن ذلك من باب التعاطف فتزيد من السرد وتعيش دور الضحية التعيسة، كما أن الشكوى المتواصلة تحرمها من قضاء الوقت في أشياء تسعدها وهي في أمس الحاجة لذلك وهو ما يفعله معظم الرجال –بنجاح تام- لذا يستعيدون قواهم النفسية بعد الطلاق أسرع من المرأة، ويقومون بطي هذه الصفحة وهو ما تتأخر فيه بأكثر مما يجب معظم المطلقات..
أما قولك بأن الرجل المطلق يستطيع أن يتزوج من فتاة بكر وأن يكرر ذلك عدة مرات، فهي لا تحدث في الواقع إلا في حالات نادرة وهي في حالة تمتع هذا الرجل المطلقة بمزايا مادية أو وظيفية أو اجتماعية تجعل أهل الفتاة يتغاضون عن (سابقة) الطلاق، وغالبا لا يفوز بزيجة متكافئة مثل الزيجة الأولى حيث توجد في الفتاة التي تقبل بهذا الرجل بعض أوجه النقص سواء من الناحية المادية أو العلمية أو الاجتماعية، فيكون الأمر هنا أشبه ب(صفقة) بين الطرفين حيث يتغاضى كل منهما عن النقص لدى الطرف الآخر..
فالحقيقة أن معظم الأسر تتردد كثيرا في تزويج أبنتهم البكر من رجل مطلق بل ويبالغون في القيام بدور المحقق للتأكد من خلو الرجل من أي دور في الطلاق خوفا على تكرار ذلك مع ابنتهم..
ونشكر لك ذكر إحساس بعض المطلقات بالانكسار لفقدان العذرية، وكأن الرجل لا يتزوج بامرأة إلا لعذريتها قط، وتتناسى المطلقات ما لدى كل منهن من مزايا إنسانية كثيرة وتلقي بنفسها –بأيديها مع الأسف- في بحور الانكسار، وتتغافل عن أن نسبة لا بأس بها من المطلقات يفزن بزواج ثان يحققن فيه نجاحا كبيرا وذلك لأنهن لم يستسلمن لهذا الانكسار (المؤلم بدون جدوى ولا مبرر أيضا) كما أنهن تعلمن من الطلاق وتعرفن بأمانة تامة على الأخطاء التي وقعوا فيها خلال الزواج الأول وحرصن على عدم تكرارها واعتزت كل واحدة بنفسها ولم نتعجل الزواج وانشغلت بتحسين حياتها ومداواة جرحها بهدوء وصبر (جميل) واهتمت بأولادها وعوضت نفسها بحبهم عن الطلاق، ومن لم تنجب اهتمت بأعمال تطوعية خيرية بالإضافة إلى نجاح في العمل وزيادة الاهتمام بالهوايات المختلفة مما يسارع باستعادة الحيوية النفسية ويجعلها تتصالح مع الحياة ومع نفسها بأسرع وقت ممكن..
نقاش هادىء..
ودعينا نناقش الشروط التي ذكرت بأن الرجل يضعها للزواج من المطلقة..
وبالنسبة للجمال فهو أمر يطلبه أي رجل للزواج من فتاة أو مطلقة أو أرملة، وللعلم لا توجد امرأة غير جميلة فقد رزقنا الخالق عز وجل بنسب متفاوتة والمرأة الذكية التي تزيد من جمالها بالإشراق الداخلي والخارجي وبتنمية العقل أيضا وتحسين صفاتها أولا بأول.مع تذكر أن الانكسار يخصم الكثير والكثير من جمال المرأة ويصرف عنها الرجال المحترمون ولا يجذب إليها إلا من يريد استغلالها فقط …
أما عن الشرط المادي فمع الأسف فنسبة غير قليلة من الرجال أصبحوا يبحثون عن بعض المساعدة المادية من زوجة المستقبل سواء أكانت فتاة أم سبق لها الزواج وذلك بسبب صعوبة الأوضاع الاقتصادية وفي ذلك تستوي جميع بنات حواء..
أما عن قولك عن حرمان المطلقة من المهر والشبكة فهذا ما يطلبه الرجل من المطلقة التي يلمس بوضوح تلهفها على الزواج الثاني ولذا (يستغل) هذا التلهف للحصول على تنازلات مادية ونرجو عدم التوقف عند هذه النظرة المرفوضة –بالطبع- من بعض الرجال بنظرة مأساوية تجدد الغضب من الرجال واتهامهم بكل نقيصة لأن ذلك يؤذي المطلقات ولا يساعدهن بأي حال من الأحوال واستبداله بالتفكير الإيجابي الذي يؤكد أننا نستطيع أن نجعل الآخرين يتعاملون معنا بأفضل صورة ممكنة متى لمسوا منا احترامنا لأنفسنا واعتزازنا بها، فعلى المطلقة ألا تشعر بأي نقص وأن تشعر بمزاياها، بلا غرور بالطبع، وسينعكس ذلك على تعاملها بمن يريد الزواج منها وسيقدرها قدرها، مع ملاحظة أن المسائل المادية –وحدها- لا تشكل التقدير الوحيد للمرأة ولا تعد صمام الأمان لها فكم من الزوجات اللاتي حصلن على مهر كبير وشبكة فاخرة ومؤخر عال جدا ثم اضطررن للتنازل عن كل ذلك للزوج للفوز بالطلاق للهرب من جحيم العيش معه..
فما يشعر المرأة فعلا بالأمان هو فوزها بالزواج من رجل يتمتع بالتدين الحقيقي وأن تسعى بكل قواها لتعميق أسباب التفاهم وزيادة مواطن الاتفاق والتعامل –بلطف وذكاء- مع الاختلافات التي لا تخلو منها أي حياة زوجية والحرص على ألا تتحول إلى صرا عات تؤذي الزواج وتقوده إلى التعاسة وأحيانا الطلاق..
أما الرجل الذي يطلب الزواج العرفي من المطلقة كي لا يتوقف ما تحصل عليه من معاش، فمع الأسف فإن هذا يوجد وترحب به كثيرا من المطلقات ولسان الواحدة منهن يقول: هذا المعاش بمثابة وقاية لي من المعاناة إذا ما طلقت ثانية، وكأنه راتب شهري لي لأنني لا أعمل..
والحقيقة أننا لا نوافق على هذه النظرة ونرى فيها استحلالا مرفوضا دينيا ودنيويا لأخذ المعاش وقد شرعته الحكومات للمرأة التي بلا عائل ولا يحق لها أخذه بعد الزواج، ونرفض أيضا خوفها من الطلاق مرة أخرى لأن ذلك يقلل من ثقتها بنفسها ولا يتفق مع حسن الظن بالله ومع البدايات الجيدة لزواج ناجح أيضا..
وكما قيل أيضا من حق كل طرف أن يطلب ما يريد، ومن واجب كل طرف ألا يوافق على ما يرى فيه انتقاصا لكرامته ونثق أنه إذا تخلت المطلقة عن اللهفة إلى الزواج فستعيش أفضل وتنجح في حياتها سواء تزوجت ثانية أم لا..
أما عن شروط الرجل للزواج من مطلقة لديها أولاد فمن الطبيعي ألا ينفق عليهم فهذه مسؤولية والدهم ومن الأفضل ألا يتدخل في تربيته حتى لا تحدث المشاكل بين الأولاد وكل من الأب والأم أيضا، والمطلقة الذكية هي التي تبعد زوجها الجديد عن تربية الأبناء وتجعله يقوم بدور الصديق الأكبر ففي ذلك فوائد رائعة لكل الأطراف ..
أما عن رغبة الزوج في الانفراد بزوجته لبعض الوقت فهي رغبة مشروعة وفي صالح الزوجة أيضا لأنها تدعم علاقتها العاطفية والحسية به مما يجعله أكثر تقبلا لوجود أولادها ومن الطبيعي أن يحاول الاستئثار بها وحده وللأمانة أيضا فإن هذا ما تطلبه معظم النساء اللاتي يردن الزواج من مطلق أو أرمل لديه أولاد، فمن الأفضل –من وجهة نظرهن- الابتعاد عن المشاكل والتخلص من المسؤوليات الزائدة"، ففي ذلك يتفق النساء والرجال، وإن وافقت بعض النساء بصورة أكبر من موافقة الرجال فذلك يرجع إلى أن المرأة تريد الزواج الثاني بصورة أكبر من الرجل للفرار من لقب مطلقة وهذا خطأ في حد ذاته يدفعها إلى تقديم التنازلات وهي تختلف عن المرونة فالأولى تشعرها بالمرارة والثانية تمنحها الإحساس بالراحة النفسية وإعادة ترتيب أولوياتها وفقا لأهمية كل منها..
أما عن مطالبة الزوج الثاني بعدم التفريق بين أولاده وأولاد زوجته من زواجه السابق فهو أمر يجب تشجيعه من الطرفين حتى تسير الحياة بينهما بأقل قدر ممكن من المشاكل..
ونأتي إلى شرط الرجل للزواج من المطلقة التي لم تنجب ومنها –كما ذكرت- عدم زيادة الوزن وللحق فأن هناك نسبة غير قليلة من البدينات اللاتي تم زواجهن كما أن الرشاقة ميزة بل وتعد نعمة صحية للمرأة يجب الحرص عليها من أجل نفسها ولصحتها الجسدية والنفسية وليس للفوز بزوج فقط..
أما عن رغبة الرجل الذي لديه أولاد بعدم الإنجاب من زوجته الجديدة فهي تختلف من زوج لآخر وتخضع –كما رأينا بأنفسنا- إلى التوافق العاطفي بينهما فقد يؤجل الرجل الإنجاب بعض الوقت خوفا من حدوث طلاق آخر يتحمل فيه –وحده- مسؤولية أطفال جدد والمطلقة الذكية –وحدها- هي التي تستوعب هذه المخاوف وتزيلها بلطف ونعومة من عقل وقلب زوجها و(تحرضه) بحسن عشرتها معه على مطالبتها بسرعة الإنجاب وأن تفعل ذلك وهي فخورة بذكائها ونضجها وليس من قبيل التخطيط (اللئيم) أو الشعور بالنقص الذي يضطرها للتعامل اللطيف مع الزوج بغية الوصول إلى الإنجاب..
وهذا ما يقال أيضا بالنسبة لرغبة الزوج الجديد في منع الإنجاب نهائيا ونثق –كما لمسنا بأنفسنا- أن المطلقة متى تمسكت بحزم وليس بعدوانية بحقوقها المعنوية والعاطفية فستحصل عليها..
ونشكرك لعدم تحاملك على الرجال وأمانتك التي تجسدت في الاعتراف بأنه يوجد بعض الرجال الذين يحسنون التعامل مع الأرامل والمطلقات ونؤكد لك أن هذا يرجع –بالإضافة إلى تدينهم كما ذكرت- فإن المطلقات اللاتي تزوجن منهن أحسن تقديم أنفسهن بدون إحساس بالنقص أو تعنت أيضا..
ونتمنى لك ولكل المطلقات التخلص التدريجي من كل ما تحتفظي بداخلهن من ألم وحزن واستبداله بالرضا والطمأنينة والسعي لإسعاد أنفسهن بالمباهج المشروعة وبتذكر أن الطلاق ليس نهاية الحياة ولكنه مجرد إنهاء لزيجة فاشلة ومقدمة لحياة أفضل متى وعت المطلقة بذلك ووثقت أن الاستسلام للحزن يحرمها من الحياة السعيدة وأن رفضه يفتح لها كل أبواب السعادة..
شكر لك على نقل الموضوع المميز
والله يكون بعون المطلقه
وتقبلى تحياتى