تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » سُنَّة صلاة الجماعة

سُنَّة صلاة الجماعة

[CENTER]

خليجية

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على وحدة المسلمين واجتماعهم؛ ومن ثَمَّ كان يحثُّ المسلمين بقوَّة على كلِّ ما يجمعهم ويُشْعِرهم بدفء الأخوَّة وروعتها؛ ومن ذلك حثُّه صلى الله عليه وسلم على صلاة الجماعة؛ فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي الجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَفِي سُوقِهِ، خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ، فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى المَسْجِدِ، لاَ يُخْرِجُهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً، إِلاَّ رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ المَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلاَّهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ. وَلاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ".

فمع أن أركان الصلاة في صلاة الفرد وصلاة ط§ظ„ط¬ظ…ط§ط¹ط© واحدة فإن الأجر مضاعف بشكل كبير كما رأينا، وهذا لدفع المسلمين إلى الذهاب لبيت الله، ولقاء المسلمين هناك، وروى أبو داود -وقال الألباني: حسن- عَنْ أبي أمامة رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ..".

ولم يُرِدْ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمسلمٍ أن يتخلَّف عن صلاة الجماعة؛ فقد روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ أَعْمَى، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ. فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ، فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى، دَعَاهُ، فَقَالَ: "هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاَةِ؟" قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "فَأَجِبْ".

فإذا كان لم يُرَخِّص لهذا الأعمى الذي لا يجد قائدًا فبدهيٌّ أنه لن يُرَخِّص لغيره؛ بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو أشدُّ من ذلك؛ فقد روى البخاري عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَتُقَامَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى مَنَازِلِ قَوْمٍ لاَ يَشْهَدُونَ الصَّلاَةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ".

وبعض العلماء جعل النصَّ السابق خاصًّا بصلاة الجمعة، وبعضهم جعله عامًّا على صلاة الجمعة والجماعة؛ لكن من الواضح للجميع الرغبة الشديدة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في دفع كل المسلمين إلى صلاة الجماعة؛ فلْنحرص على هذه العبادة العظيمة.

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].

د.راغب السرجاني

[/CENTER]

يعطيك العافيه. .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.