كلُّ الناس مُبتلى! فقد قال الله عز وجل: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35]، والبلاءات أنواع، والله عز وجل يختار لكل إنسان ما يُناسبه من البلاء ليختبره به، فهو يعلم طاقات كلٍّ منَّا وقدراته، ولقد عَلَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأينا صاحبَ بلاء سُنَّةً جميلة نحقِّق بها فائدتين عظيمتين؛ وهي ط³ظڈظ†ظ‘ظژط© حمد الله عند رؤية المبتلى؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني: حسن- عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلاَءٍ، فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً. إِلاَّ عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ البَلاَءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ".
فأما الفائدة الأولى؛ فهي الاعتراف بنعم الله عز وجل علينا، والذي عافانا من هذا البلاء، وهذه فائدة عظيمة؛ لأننا حين نُبْتَلى بمرض، أو فقر، أو فَقْدِ حبيب، نظنُّ أننا أشدُّ الناس معاناة، وقد يدفعنا هذا إلى ازدراء نعمة الله علينا، فلا ننظر إلى ما فَضَّلنا اللهُ به على غيرنا، فنحن بهذا ط§ظ„طظ…ط¯ نُعْلِن أننا راضون بما وهبه الله لنا، ومدركون لنعمته علينا.
وأمَّا الفائدة الثانية؛ فهي الوقاية من هذا البلاء، وذلك كما وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث، وجدير بالذكر أننا ينبغي ألا نُشْعِر صاحب البلاء بكلماتنا حتى لا يضجر من بلواه، أو يشعر بالحرج أو الألم، فلْيكن حمدنا خافتًا، ولنأخذ بيد المبتلى دون أن نُؤذيه.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
د/راغب السرجاني
[/CENTER]