تحية عذبة وجمعة مباركة ..
عزيزتي الام .. عزيزي الاب ..
بحكم هوايتي الازليه الابدية في مطالعة الصحف يوميا ..
احببت ان انقل لكم هذا المقال المفيد جدا للاهالي ..
وخاصة الامهات العصبيات .. والآباء المستهترين ..
اطفالكم امانة في اعناقكم .. فاحفظوا هذه الامانه …
تحيتي العطرة .. مع تمنياتي لكم بالاستفادة والتطبيق ..
مع حبي ..
كثيرة هي شقاوة الأطفال ومتاعب المراهقين والشباب التي غالبا ما تثير استفزاز وغضب والديهم لتأتي منهما مختلف ردود الأفعال والأقوال ولعل أكثر ما يصدر منهما في ساعات الغضب الدعاء على أبنائهم بأدعية تقشعر منها الأبدان كقولهم "روح الله يأخذك" و"أطلع طلعت روحك" و"الله لايوفقك دنيا وآخرة "وغيرها الكثير من الأدعية التي مهما كان حجم أخطائهم فهم حتما لا يستحقون مثلها باعتبارهم زينة الحياة الدنيا. الرياض تناقش واقع الاستسهال بالدعاء على الأبناء وعدم المبالاة والتأثير السلبي على مستقبل وحياة الأبناء لاسيما وأن دعوة الوالدين مستجابة كما دلت الأدلة على ذلك . تسرع وعدم وعي
في البداية تقول فاطمة العقيلي: يعاني الكثير من الأبناء من تكرار تلك المشكلة وغالبا ما تكون الأم هي أكثر من يردد تلك الأدعية على مسمع من أبنائها وذلك عند حدوث أي تصرف يثير غضبها فمثلا إذا كسر الطفل أحد مقتنيات المنزل تقول "الله يكسر يديك" أو "الله يريحنا منك" وغيرها من تلك الأدعية التي قد تدعو بها وهي جاهلة أو ناسية ساعات إجابة الدعاء وهنا أتساءل لماذا لايكون هناك تعود من الوالدين بالدعاء لأبنائهم بالصلاح والهداية فهذا من أهم حقوقهم عليهم فكم من طفل وشاب تعرض لإصابات وحوادث بالغة بسبب استهتار والديهم بالدعاء على أبنائهم.
في حين ترى حنان الهرفي – أنه من الطبيعي أن يخطئ الأبناء وتصدر منهم تصرفات تثير غضب واستفزاز الوالدين ولكن لايجب أن تكون ردة فعلهم بالدعاء عليهم بهذا الأسلوب القاسي والذي يعتبر من أسهل وأسرع الأساليب عند الأمهات للتنفيس عن غضبهن مع أن هناك وسائل عقابية عديدة فلابد للأم ان تستوعب بأن هناك الكثير من الأبناء ممن تأثرت حياتهم بشكل سلبي بسبب دعاء والديهم عليهم في كل الأوقات وعند ادني الأخطاء.
وأذكر هنا بأن أحدى قريباتي كانت لديها طفلة بمنتهى الشقاوة وكانت دائما ما تدعي عليها قائلة "حريقه تأخذك "وحين نحذرها من هذا الأسلوب في التوبيخ تعلل ذلك بأن لسانها تعودعلى تلك الكلمات وقد شاء الله أن تموت ابنتها في حريق اندلع في منزلها فكان حينها درساً قاسياً على الأم ولكن ماذا يفيد الندم بعد خسارة ابنتها.
الدعاء باللسان لأمن القلب
فيما تؤكد نجوى الفايدي بأن الدعاء هنا يكون ظاهريا باللسان وبالتأكيد لا توجد أم تتمنى حدوث مكروه لأحد أبنائها حتى لو كان غير بار بها فلسان حالها يقول "أدعي على أبني وأكره اللي يقول آمين "وما يدفعها لذلك هو الغضب وفرط التصرف بغير قصد وهذه التصرفات تخرج عن كونها خلل في الثقافة الشخصية في التعامل مع الأبناء والتنفيس الخاطئ وقد يكون أيضا من جراء الضغوط التي تواجهها الأم خصوصا إذا كانت عاملة وتحاول جاهدة التوفيق بين العمل والبيت والحياة الاجتماعية ولكن في نهاية المطاف لايوجد ما يبرر للوالدين دعائهم على أبنائهم لهذا يجب أن نقف جيدا عند أي كلمة نقولها أثناء الغضب.
وتشير د. مطره القيسي – أستاذ مساعد في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة تبوك بأنه لاينبغي للمؤمن ان يدعوا بالشر على أحد وخصوصا على الأبناء لان الدعاء قد يصادف ساعة إجابة وقد نهى النبي صلى الله علية وسلم عن الدعاء على الأولاد و والأنفس فقال صلى الله علية وسلم: "لاتدعوا على أنفسكم ولاتدعوا على أولادكم وأموالكم لتوافق من الله ساعة "رواه مسلم.
ودعاء الوالدين للولد أوعلية مستجاب قال الرسول صلى الله علية وسلم: " – ثلاث دعوات يستجاب لهن، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده" رواه ابن ماجه .
فكثير من الآباء والأمهات ولاسيما في ساعات الغضب يعكس القضية فتجده كثير الدعاء بالمصائب والأدهى والأمر هو ان الأم في أغلب الأحيان تدعو على أبنائها من غير قصد ولأتفه الأسباب جاهلة ساعات إجابة الدعاء وقد يستجاب دعائها وتندم اشد الندم لان المتضرر هو فلذة كبدها فلا بد أذًا ان تعود لسانها على الدعاء بالصلاح والتوفيق وتتغاضى عن التقصير والأخطاء الصغيرة. وتؤكد القيسي أن هذه الظاهرة السلبية لها تأثير كبير على الأبناء شخصيا وأخلاقيا وقد تكون إجابة الدعوة على الولد سببا في مزيد من العقوق والفساد لمن دعي عليه من الأولاد، وقد جاء رجل على عبدالله بن المبارك رحمه الله يشكو إليه عقوق ولده فسأله ابن المبارك: أدعوت عليه؟ قال: نعم. قال اذهب فقد أفسدته. فإن الدعاء على الأولاد لن يزيدهم إلا فسادًا وعناداً وعقوقًا، وأول من يشتكي هذا العقوق هو من تسرع بالدعاء على الأولاد .
مفاهيم خاطئة
ويشارك في هذا التحقيق د. إبراهيم الزهراني –أستاذ الفقه المساعد بكلية الملك فهد الأمنية قائلاً: أن من أكثر الطرق السلبية والخاطئة في التربية هي الدعاء على الابناء بتلك الصورة عند وقوعهم بالخطأ مع أن هناك عدة طرق سليمة لمعاقبة ومعاتبة الأبناء وهنا من المهم أن يدرك أولياء الأمور الأساليب التربوية السليمة والبعد عن الأساليب الخاطئة والتي لها تأثير سلبي على مستقبل وحياة الأبناء.
كما يؤكد د. على أن الدعاء على الأولاد يترتب عليه عدة محاذير من أهمها الأول: أن من دعا على ولده فقد ارتكب أمرا منهيا عنه شرعا؛ فقد روى مسلم في صحيحة عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لاتدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم.
"ثانيا: أن الدعاء على الولد مخالف لما أُمِرْنا به من الرفق بأولادنا؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم "إن الله تعالى رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه "وقال صلى الله عليه وسلم: "من يحرم الرفق يحرم الخير".
ثالثاً: أن الدعاء على الولد يتنافى مع خلق الإحسان الذي أُمِرْنا به. قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله تبارك وتعالى كتب الإحسان على كل شيء" .
رابعا: إن الدعاء على الولد قد يكون سببا في شقائه؛ لأنه قد يصادف ساعة إجابة فيستجيب الله للوالد دعاءه، فيشقى به الولد طول عمره.
خامسا: إن دعاء الوالد على ولده من علامات الفظاظة والقسوة وقلة الصبر، واتباع خطوات الشيطان، وعدم ضبط النفس، واستيلاء الغضب على الداعي، وكل ذلك صفات قبيحة ينبغي للعاقل أن ينزه نفسه عنها.
سادساً: إن الوالد بتصرفه ذلك يكون لأولاده قدوة سيئة، وبذلك ينشأ الولد على تلك الخصلة السيئة وينقلها إلى أولاده، فيحمل الأب وزر ذلك كله.
سابعا: إن دعاء الوالد على ولده قد يكون سبباً لجفاء الولد له، وبعده عنه فيفقد الوالد بر ولده، ويحرم من نفعه، ويكون وبالاً عليه وينصح د. الوالدين بأن يلتزما الدعاء لأبنائهم بالصلاح والهداية لأنهم بالحقيقة يتمنون لهم ذلك ويكرهون أن يحل بأحدهم سوءا.
نحن بحاجة لمثل هذة المواضيع
جزاك الله خيرااا