حديث القبور اقرئة ولا تخف ففية خير كثير بأذن الله

وفي كل مرة ادخل المقبرة ينتابني شعور الوحشة والخوف والتساؤل
نمتطي سياراتنا الفارهة المكيفة في شوارع المقبرة، ثم نتجه الى موقع الدفن ، ط§ظ„ظ‚ط¨ظˆط± المحفورة تذكرك بمصيرك المحتوم ، تقترب سيارة الاسعاف مسرعة ،يتم انزال الجثمان ويتدافع اقارب المتوفى لانزاله في ذلك المسكن الموحش ، وبعد دقائق يهيلون عليه التراب وينصرفون
يبقى هذا الانسان في قبره وحيدا ، الا من عمله الصالح الذي قدمه في الدنيا
يتبادل الحاضرون عبارات التعزية والدعوات ثم يرحلون 0000
كنت اتأمل في المرة الاخيرة قبري اخر الموتى الذين حضرت دفنهما في الاسبوعين الماضيين

القيت عليهما السلام المأثور عند زيارة المقابر
السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لا حقون، أنتم لنا فرط، ونحن لكم ، أسأل الله لكم العافية
ووقفت على قبريهما برهة اغرورقت عيناي بالدموع ، وحشرجت غصة الحزن بحلقي

قطع تفكيري صوت الهاتف الجوال يخبرني المتحدث عن صديق اخر ،اصيب بسرطان الحنجرة ويستعد للعلاج الكيماوي الان

عدت اجر خطاي المتثاقلة بعد ان رحل الجميع ، الا حارس المقبرة الذي اخذ يرمقني بنظرات التعجب والذهول ، ظنا انني اصبت بسوء !!!

دلفت الى سيارتي ، وانفجرت باكيا واغرورقت عيناي بالدموع وقلبي بالخفقان

لحقني ذلك الحارس ، واشار علي بالخروج سريعا قبل موعد صلاة المغرب

ودعت اصدقائي الصامتين
وسألت نفسي ربما تكون انت ضيفهم القادم ؟؟؟
ماذا قدمت لهذا المكان ؟؟؟
ولهذا اليوم
ولهذه الوحشة والوحدة والغربة بعيد عن كل ما احب
وتذكرت قول الشاعر
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
الا التي كان قبل الموت يبنيها
فان بناها بخير طاب مسكنة
وان بناها بشر خاب بانيها
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
ان السلامة فيها ترك مافيه
اين الملوك التي كانت مسلطنة
حتى سقاها بكاس الموت ساقيها
كم من مدائن في الافاق قد بنيت
أمست خرابا وافنى الموت بانيها

ياااااارب رحماك بعبادك فأن أجسادنا لا تقوى على النار
ولا نقوى على غضبك وعقابك
نرجوك رجاء المذنب الذليل
رجاء من خضعت لك رقبة
وذل لك جسمة أن ترحمنا وسائر المسلمين

اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين وأحيائهم

اللهم ارحمنا برحمتك اذا صرنا الى ماصاروا اليه

ياااااارب

جزيت خيرا …ونفع بك الاسلام والمسلمين ..
وجعله في ميزان حسناتك