المبشر الكندي النشيط وأستاذ الرياضيات والمنطق في جامعة تورنتو
أن يقدم خدمة جليلة للمسيحية بالكشف عن الأخطاء العلمية والتاريخية في القرآن الكريم،
بما يفيده وزملاؤه المبشرين عند دعوة المسلمين للمسيحية
ولكن الرجل الذي دخل بمنطق تصيد الأخطاء وفضحها،
غلب عليه الإنصاف وخرجت دراسته وتعليقاته
أفضل مما يمكن أن يكتبه معظم المسلمين دعاية للكتاب الحكيم،
ذلك أنه أحسن ‘تدبر القرآن’. وكان أول ما أذهله:
هو صيغة التحدي التي برزت له في مواضع كثيرة من مثل
‘ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ‘
82 في سورة النساء :
‘فأتوا بسوره من مثله ‘ ، ‘ عشر آيات’، ‘آية’،
دخل الرجل الحلبة متحدياً وخرج منها منبهراً بما وجده .
وأستعرض فيما يلي بعضاً من نتائج تدبره
كما جاء في كتابه: ‘القرآن المذهل ‘:
1. يقول د. ميلر:
‘لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتاباً ثم يقول هذا الكتاب خال من الأخطاء
ولكن القرآن على العكس تماماً يقول لك لا يوجد أخطاء بل يتحداك أن تجد فيه أخطاء
ولن تجد ‘.
2. لا يستعرض القرآن أيضاً
من الأحداث العصيبة التي مرت بالنبي – صلى الله عليه وسلم –
مثل وفاة زوجته خديجة أو وفاة بناته وأولاده.
بل الأغرب أن الآيات التي نزلت تعقيباً على بعض النكسات في طريق الدعوة،
كانت تبشر بالنصر،
وتلك التي نزلت تعقيباً على الانتصارات كانت تدعو إلى عدم الاغترار والمزيد من التضحيات والعطاء .
لو كان أحد يؤرخ لسيرته لعظم من شأن الانتصارات ، وبرر الهزائم،
ولكن القرآن فعل العكس تماماً، لأنه لا يؤرخ لفترة تاريخية
بقدر ما يضع القواعد العامة للعلاقة مع الله والآخرين .
3. توقف ميلر عند قوله تعالى:
(قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ
جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ)،
مشيراً إلى التجربة التي أجراها أحد الباحثين في جامعة تورنتو عن…
‘فعالية المناقشة الجماعية’،
وفيها جمع أعداداً مختلفة من المناقشين، وقارن النتائج فاكتشف أن…
أقصى فعالية للنقاش تكون عندما يكون عدد المتحاورين اثنين،
وأن الفعالية تقل إذا زاد هذا العدد .
4. هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم
وفيها تشريف لمريم عليها السلام بما لا مثيل له في الكتاب المقدس،
بينما لا توجد سورة باسم عائشة أو فاطمة.
وكذلك فإن عيسى عليه السلام ذُكر بالاسم 25 مرة في القرآن
في حين أن النبي محمد لم يذكر إلا 5 مرات فقط .
5. يرى المنكرون للوحي وللرسالة أن الشياطين
هي التي كانت تملي على الرسول ما جاء به،
والقرآن يتحدى:
‘َمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ 210 وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ 211
إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ 212 ‘ الشعراء
‘فإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِالّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ 98 ‘ النحل
فهل تؤلف الشياطين كتاباً ثم تقول لا أستطيع أن أؤلفه،
بل تقول : إذا قرأت هذا الكتاب فتعوذ مني؟
6. لو كنت في موقف الرسول – صلى الله عليه وسلم –
هو وأبي بكر محاصرين في الغار، بحيث لو نظر أحد المشركين تحت قدميه لرآهما.
ألن يكون الرد الطبيعي على خوف أبي بكر:
هو من مثل قول …..
‘دعنا نبحث عن باب خلفي’، أو ‘أصمت تماماً كي لا يسمعك أحد’،
ولكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال بهدوء:
‘لا تحزن إن الله معنا’، ‘الله معنا ولن يضيعنا’.
هل هذه عقلية كذاب أو مخادع،
أم
عقلية نبي ورسول يثق بعناية الله له؟
7. نزلت سورة المسد قبل وفاة أبي لهب بعشر سنوات.
وكان أمامه 365 × عشر سنوات فرصة لإثبات أن هذا الكتاب وهم،
ولكن ما هذا التحدي؟
لم يسلم أبو لهب ولو بالتظاهر،
وظلت الآيات تتلى حتى اليوم.
كيف يكون الرسول واثقاً خلال عشر سنوات أن ما لديه حق،
لو لم يكن يعلم أنه وحي من الله؟
هذا الرجل أبو لهب كان يكره الإسلام كرها شديدا لدرجة انه كان يتبع محمد صلى الله عليه وسلم
أينما ذهب ليقل من قيمة ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم
,اذا رأى الرسول يتكلم لناس غرباء فانه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه ليذهب إليهم
ثم يسألهم ماذا قال لكم محمد؟
لو قال لكم ابيض فهو اسود ولو قال لكم ليل فهو نهار
المقصد انه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويشك الناس فيه .
قبل 10 سنوات من وفاة أبو لهب نزلت سورة في القران اسمها سورة المسد
, هذه السورة تقر ان أبو لهب سوف يذهب إلى النار , أي بمعنى آخر ان أبو لهب لن يدخل الإسلام .
خلال عشر سنوات كل ما كان على أبو لهب ان يفعله هو ان يأتي أمام الناس ويقول
‘محمد يقول إني لن اسلم و سوف ادخل النار
ولكني أعلن الآن اني أريد ان ادخل في الإسلام وأصبح مسلما !! ..
الآن ما رأيكم هل محمد صادق فيما يقول ام لا ؟ هل الوحي الذي ياتيه وحي الهي؟ .
لكن أبو لهب لم يفعل ذلك تماما
رغم ان كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لم يخالفه في هذا الأمر .
يعني القصة كأنها تقول ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب أنت تكرهني وتريد ان تنهيني
, حسنا لديك الفرصة ان تنقض كلامي !
لكنه لم يفعل خلا ل عشر سنوات !! لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام !!
عشر سنوات كانت لديه الفرصة ان يهدم الإسلام بدقيقة واحدة!
ولكن لان الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم
ولكنه وحي ممن يعلم الغيب ويعلم ان ابو لهب لن يسلم .
كيف لمحمد صلى الله عليه وسلم ان يعلم
ان أبو لهب سوف يثبت ما في السورة ان لم يكن هذا وحيا من الله؟؟
كيف يكون واثقا خلال عشر سنوات ان ما لديه حق لو لم يكن يعلم انه وحيا من الله؟؟
لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له الا أمر واحد هذا وحي من الله .’
{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)
سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ }
8. وتعليقاً على قوله تعالى
‘ما كنت تعلمها أنت ولا قومك’
تعقيباً على بعض القصص القرآني،
يقول ميلر:
‘لا يوجد كتاب من الكتب الدينية المقدسة يتكلم بهذا الأسلوب،
إنه يمد القارئ بالمعلومة ثم يقول له هذه معلومة جديدة !!
هذا تحد لا مثيل له؟
ماذا لو كذبه أهل مكة – ولو بالادعاء – فقالو:
كذبت كنا نعرف هذا من قبل.
ماذا لو كذبه أحد من الباحثين بعد ذلك مدعياً أن هذه المعلومات كانت معروفة من قبل؟
ولكن كل ذلك لم يحدث .
وأخيراً يشير د. ميلر إلى…
ما ورد في الموسوعة الكاثوليكية الجديدة تحت موضوع ‘القرآن’،
وكيف أنها ورغم تعدد الدراسات والمحاولات للغمز في صدق الوحي القرآني،
(مثل أنه خيالات مريض أو نفث شياطين، أو كان يعلمه بشر، أو أنه وقع على كتاب قديم، … الخ)،
إلا أنها انتهت إلى:
‘عبر القرون ظهرت نظريات كثيرة حول مصدر القرآن إلا أن
أيّ من هذه النظريات لا يمكن أن يعتد به من رجل عاقل’.
ويقول د. ميلر
إن الكنيسة التي كان بودها أن تتبنى إحدى هذه النظريات التي تنفي صدق الوحي
لم يسعها إلا أن ترفض كل هذه النظريات،
ولكنها لم تملك الجراءة على الاعتراف بصدق نظرية المسلمين .
لا أدري هل أقول:
جزاك الله خيراً يا دكتور ميلر على هذا التدبر المنصف لكتاب الله؟
أم أنادي كل الشائنين المبغضين أن يطلعوا على ما كتبه هذا الرجل؟
أم أطلب من المهتمين بمواضيع الإعجاز القرآني أن يضيفوا إلى مناهجهم هذا المنهج
من ‘محاولة كشف الأخطاء’ بما يثبت التحدي، ويؤكد الإعجاز
‘ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ‘.
ملحوظة أخيرة
قبل حوالي 30 عاماً اشترك د. ميلر في مناظرة شهيرة عن الإسلام والمسيحية
مع الداعية الإسلامي أحمد ديدات ممثلاً للجانب المسيحي،
وكان منطقه قوياً وحجته حاضرة وغلب بحثه عن الحقيقة على تعصبه لدينه،
حتى أن عدداً من الشباب المسلم الذي حضر المناظرة، تمنى لو أسلم هذا الرجل .
والآن كان هذا البحث خلال عام 1977 ولكن ما حدث أن عام 1978 أشهر الدكتور ميلر إسلامه
واتخذ اسم عبد الأحد عمر،
وعمل لسنوات في جامعة البترول والمعادن بالسعودية قبل أن يتفرغ تماماً للدعوة للإسلام
وتقديم البرامج التليفزيونية والإذاعية والمحاضرات العامة التي تعرض للإسلام عقيدة