بسم الله الرحمن الرحيم :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
السجود ماهوالسجوود؟؟ وما ثواب طول السجود ؟؟؟
اولا:
السجود هــــــــــــــو…
أوضح درجات العبودية، واقرب حالات العبد إلى الله سبحانه حالة السجود. وجميع ذرّات الوجود وفقاً لنص القرآن الكريم تسجد لله بنحوٍ ما. ولما كانت هذه الحالة تتسم بالتذلل والخضوع، فإن أهل الباطل يسجدون أمام أصنامهم وآلهتهم، وبحضرة ملوكهم ومدعي الألوهية أيضاً، احتراماً لهم. إن السجود عمل يتكرر فيه تقديس الله وتنزيهه مرّة أخرى وأرضية مناسبة لكل نجوى وحوار مع الله سبحانه.
وقد رويت روايات كثيرة في أهمية السجود وفضيلته واستحباب إطالته نعدّد فيما يلي بعضها:
1 ـ طريق بلوغ الجنّة: دخل رجل على رسول الله (ص) فقال له الرسول (ص): "ما تريد؟ فقال: الجنة. فلبث رسول الله (ص) هنيهة ثم قال: يا عبد الله أعنّا بطول السجود"
2 ـ اقرب ما يكون العبد إلى الله: عن الإمام الصادق (ع) قال: "أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد"
3 ـ غفران الذنوب: قال رسول الله (ص):
"من سجد سجدة حط بها خطيئته، ورفع له بها درجة".
4 ـ سنة أولياء الله: قال الصادق (ع) مخاطباً أحد أصحابه:
"يا أبا محمد! عليك بطول السجود، فإن ذلك من سنن الأوّلين"
وفي القرآن الكريم قال تعالى بعد ذكره اسم جمع من الأنبياء مثل زكريا ويحيى وعيسى وموسى وإبراهيم وإسماعيل وإدريس ونوح وغيرهم:
(وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سجداً وبكياً)
5 ـ أقوى العوامل تأثيراً في طهارة القلب: يقول الميرزا جواد الملكي التبريزي (رحمه الله): "أن أكبر العوامل تأثيراً في إصلاح القلب هو المداومة على السجود الطويل. فإذا فعل ذلك في اليوم والليلة مرّة واحدة قائلاً بوعي والتفات إلى ما يحمله هذا الذكر من معاني:
(لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
6 ـ سبب فخر الله سبحانه: وصى الرسول الأكرم (ص) أحد أنصاره ويدعى اسامة فقال: "عليك بالسجود… فما من عبد يسجد لله سجدة إلاّ كتبَ الله له بها حسنة، ومحا عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة وباهى به ملائكته (بأنه خضع لعظمة الله بالرغم من كل دوافع الباطل)".
7 ـ الاعتراف الكنائي بالحياة الدنيا والآخرة: سئل عليّ (ع): عن معنى السجود فقال: "معناه منها خلقتني (يعني من التراب). ورفع رأسك من السجود معناه منها أخرجتني والسجدة الثانية وإليها تعيدني، ورفع رأسك في السجدة الثانية ومنها تخرجني تارة أخرى"
وقد قال الله تعالى: (الذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً)
وفي موضع آخر قال في بيان الممدوحين من أتباع الأديان السماوية: (يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون)
ويصف في آية أخرى السجود بأنه من خصائص رسول الله (ص) وأصحابه، فيقول:
(سيماهم في وجوههم من أثر السجود)
9 ـ مباهاة الأرض: قال رسول الله (ص) لأبي ذر ما معناه: "إن الأرض التي يضع المؤمن قدمه عليها، ويُظللها بوجهه أمام عظمة الحق لتُباهي سائر البقاع"
10 ـ سبيل بلوغ الأماني: كان الإمام الصادق (ع) كلّما ألمت به حاجة، أهوى رأسه إلى السجود، وقال سبع مرّات: "يا أرحم الراحمين" ثم يسأل الله حاجته. وكان يقول: "من قالها سبعاً قال الله: أنا أرحم الراحمين سل حاجتك"
سجدة الشكر:
وردت فيما عدا السجدات التي نأتي بها في صلواتنا الواجبة والمستحبة توصيات عدة حول سجدة الشكر خارج الصلاة، لأن هذه الحال تكون سبب للقرب من الله وفرار الشيطان وضجيجه، وتعكس أسمى حالات الخضوع والتعبُّد. ففي رواية عن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) قال: "سجدة الشكر من ألزم السنن وأوجبها"
وعن الصادق (ع) قال: "إذا ذكرت نعمة الله عليك، وكنت في موضع لا يراك أحد، فألصق خدّك بالأرض. وإذا كنت في ملاء من الناس فضع يدك على أسفل بطنك، وأحنِ ظهرك"
وجاء في رواية أخرى أنه قال: "إذا ذكر أحدكم نعمة الله عزّ وجل… فإن لم يقدر فليضع خدّه على كفه، ثمّ ليحمد الله على ما أنعم عليه"
وروي أن رسول الله (ص) كان يمر في طريق إذ أوقف الناقة، وترجّل منها، وسجد خمس مرّات. فسأله أصحابه عن ذلك فقال: "نعم استقبلني جبريل، فبشرني بشارات من الله عزّ وجلّ فسجدت شكراً لله لكل بشرى سجدة"
إن التحلي بروح الشكر فضيلة تستحق الاستحسان، وتستدعي بشكل طبيعي زيادة النعمة عند الله سبحانه والناس.