سأذكر لكم مقالة طريفة قرأتها البارحة للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله حول ابنته ( عنان ) التي كانت تسهر الليل ولم ينفع معها طھط±ط؛ظٹط¨ ولا طھط±ظ‡ظٹط¨ فيقول في مقالته باختصارٍ :
فقلتُ لأُمَّ البنت : أنا أستطيع أن أحبَّب إلى بنتك المنام ، وأكرِّه إليها السهر ، ولكن الدواء مرّ ، فهل تعدينني ألا تأخذك بها رأفة إذا أنا جرعتها هذا الدواء ؟
فقالت : نعم .
ولم تكن لتخالفني في شيء ، ولكن أحببت أن أتوثق ، ثم دعوت البنت فقلت :
– عنان !
– قالت : نعم.
– قلت : سنسهر الليلة، فهل تحبين أن تسهري معنا ؟ ففرحت وأشرق وجهها ، وجعلت تقفز من الابتهاج وتقول :
– إي بابا ، إي أرجوك يا بابا…
– قلت : ولا تتأخرين في القيام إلى المدرسة صباحاً؟
– قالت : لا ، لا والله ، جرَّبني …
– قلت : أسمح لك بالسهر ، ولكن بشرط واحد ، فجزعت قليلا ، وقالت : ماهو ؟
– قلت : ألاَّ تنامي حتى أنام أنا.
فعاودها الفرح ، لما تتصور من مسرات السهرة ومباهجها وقالت :
– قبلت ….
وامتدت السهرة ، وتعمدت أن أحشد فيها كل ما تحبه البنت من قصص حلوة ، وألاعيب ، وأنقال ، حتى نعست ، وكادت تنام في مكانها ، ثم نامت …
– فقالت: أمها : لقد نامت أفأحملها إلى سريرها ؟
– قلت: هيهات ، الآن بدأ العلاج ، فشدي أعصابك ، وعمدت إلى البنت فهززتها حتى أيقظتها ، فاستيقظت مكرهة ، ومرت ربع ساعة ، فعادت إلى المنام ، وعدت إلى إيقاظها ، وتكرر ذلك حتى صارت تتوسل إليَّ ، وتقبَّل يدي أن أدعها تنام ، وأنا أقول لها بدم بارد :
– لا ، السهر أحلى ، ألا تحبين السهر ؟ ، حتى قالت : لا ، لا أحبه ، لا أحبه ، (بدي أنام) ، وانطلقت تبكي …
وبرئت البنت من علة السهر ، من تلك الليلة !
ويبدوا أن علاج الشيخ على الطنطاوي رحمه الله قد أدى مفعوله ونجح، وسأجربه، إلا إذا أشرتم علينا بدواء جديدٍ وعصريٍ يداوي سهر وشقاوة أطفال هذا العصر !
ღيعطيك.العافيه ღ