كم تمنيت أن كنتِ أقل مني غضباً ، وأكثر تعقلاً ، وأهدأ بالاً ! كم تمنيت أن كنتُ لحظتها أقل كبرياءً . وأخفض جناحاً ، وأبعد حدّة . أمنيات كثيرة .. نعم كثيرة !! ولكنها بعد أن فات الأوان . وانطوى الزمان .. أيرجع الحليب إلى الضرع .. أم تعود الدمعة إلى مقلتها !! أمنيات أجزم أنها لن ترى بصيصاً من نور . أو تتعلق بخيط من أمل . ببساطة أمنيات لن تتحقق !! أمنياتٌ كتب لها القنوط .. وولد معها اليأس !! وليدة وئيدة ..
تعصف بي الذكريات ، تأخذني يمنة ويسرة .. أتذكرين لحظات الصفاء ، لم نكن زوجين فقط بل كنّا حبيبين عاشقين .. ألم تقولي : سأعيش معك عمري ولو في خيمة وسط العراء .. أمسح عن جبينك العرق ، وأقيك حر الهجير !! ألست أنت التي كنت تقولين : لن يصدر مني ما يضرك ! ولن ترى إلا ما يسرك !! ألست أنت التي كنتِ توقظيني برذاذ الماء الخفيف لنقوم الليل معاً نتذاكر القرآن ونتلوه نسأل الله السعادة وندعوه !! ألم تكوني توصيني وأنا أغادر عشي الآمن ، بأن انتبه لنفسي !! وكأني مقبل على خوض معركة طاحنة مع عدو فاتك ! ألم تكن تلك حياتنا ! ألست أنت .. وأنت .. وأنت ؟
ولكن !! مهلا مهلا .. أليس لك أن تقولي : لله ما أقسى قلبك ، وما أبعدك عن الإنصاف .. أنسيت أنك كنت تقول لي : لن يفرق بيننا إلا الموت . بل ألست القائل : لن أتخلى عنك حتى الموت . ألم تكن المعين بعد الله على نوائب الدهر .. ألست أنت … وأنت .. وأنت !! فأين وعودك وعهودك .. وأين ما كنت تقوله من كلام معسول . أذهب كل ذلك أدراج الرياح !!
وكــــنا كـــندمانَيْ جذيمة حقبة 00000000000من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلــــما تفرقنــــــا كـأني ومالكاً 00000000000لطول اجتماع لم نبت ليلة معاً
=—=
لله أين أنا من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم . أين أنا من فهم تلك الكلمات النورانية . أتعلمين ما أقصد. ألم يقل صلى الله عليه وسلم "إن المرأة كالضلع إن ذهبت تقيمها كسرتها، وإن تركتها استمتعت بها على عوج" رواه مسلم.
ألم نقرأ سوياً هذا الحديث مراراً وتكراراً . لم لم تنبهيني إلى ذلك قبل ورود المهالك..
مطلقتي الحبيبة : أعلم أنكِ لن تقرئي ورقتي .. أو تمسحي عبرتي !! ولن تشاركيني ألمي أو تداوي سقمي . ولكن هل تعلمين أني لحظة طلقتك .. تلك اللحظة نفسها كنت أجود بروحي ، كنت في حالة نزاع !! مازلت أتجرع مرارة النزعة ! أتدركين ما يعنيه الاحتضار !! نعم .. لقد كنت أحتضر .. وربما كنتِ كذلك ! لا أعلم ولن أعلم ولا يحق لي ذلك .
ثم انظري إلى حال ثمرة لقائنا المقطوع وزماننا الموجوع ، تلك الثمرة التي قطفت قبل أوان النضوج .. ودفنت قبل أن تستنشق عبير الحياة . ألا ترينها كيف تحتضر بصمت ، وتئن في سكون. لله ما أتعس حظها بنا . ليتها لم تكن ! استغفرك ربي فاغفر اللهم لي ولمطلقتي ..
اعتذر لك عذراً لن تسمعيه ، وأبعث لك خطاً لن تريه .. اعذريني إن ناديتك بالحبيبة ، وإن كنت أعلم !! لم يعد لي الحق أن أنبس ببنت شفة .. أقول ذلك ولكن عزائي ، بأن صوتى لن يكون له رجع صدى وسوف يذبل و يضيع كما تذبل ثمرتنا ، وكما يضيع اليتامي في خضم الحياة وسط ضجيج الزحام الهادر !
ولكن لا بأس فقد صدق القائل :
لكل اجتماع من خليلين فرقة 00000000000 وكل الذي دون الممات قليل
وإن افتقادي واحداً بعد واحد 00000000000 دليل على أن لا يدوم خليل
منقوووول
سلمت اناملك على هذا المجهود ….
———————————-
والله يعطيك العافيــــه ,,
على هذا النقل الرائع
والله يعطيك العافيــــه ,,