وللذرة استخدامات اخرى معروفة مثل تزيين الحدائق ، وصناعة الغلايين (1869)، والصناديق، والمتاهات الكبيرة التي تستقطب السياح، خصوصا في اميركا وكندا وفي اوساط المزارعين، وفي الفنون، يعود تاريخ اقدم تمثال ذهبي او منحوتة للذرة في العالم عام 300، وهي موجودة في متحف لاركو في عاصمة البيرو ليما. واستخدمت بعض المجتمعات في جبال الأنديز قديما ط§ظ„ط°ط±ط© لصناعة الخزف (السيراميك) مع الطين والماء. وكانت هذه الخزفيات مقدسة جدا، وتم صنعها بأشكال محددة ولعكس الكثير من المعاني والافكار. ويستخدم شكل قرن ط§ظ„ط°ط±ط© ايضا وعبر التاريخ لتصميم المباني.
ويقول احد المهتمين والعارفين بعالم ط§ظ„ط°ط±ط© في موقع خيام الالكتروني، ان العرب لم يعرفوا ط§ظ„ط°ط±ط© كما عرفتها بقية الشعوب ولم يكتبوا عنها كثيرا، وكانت تستخدم منذ القدم لعلاج ضغط الدم ودر البول وتهدئة الحرقان ومنع تكون الحصى في الكلى. وكان اهل اميركا الوسطى واللاتينية «يصنعون من البذور الطرية الطازجة عجينة ويضعونها على الدمامل والكدمات والمناطق المتورمة.. الجزء المستخدم من ط§ظ„ط°ط±ط© طبيا البذور وشبشول ط§ظ„ط°ط±ط© أو ما يعرف بشعر ط§ظ„ط°ط±ط© والذي يعرف عالميا باسم «كورن سيلك» (cornsilk) جنين حبة الذرة.
كان السكان في اميركا الوسطى واللاتينية قديما يزرعون ط§ظ„ط°ط±ط© على الجبال والمرتفعات وفي إطار نظام زراعي متقدم ومعقد نسبيا وهو معروف لدى العلماء باسم «الاخوات الثلاث» (Three Sisters )، حيث كانت نبتة ط§ظ„ط°ط±ط© الجميلة تستخدم كداعم لنباتات الفاصولياء الخضراء التي يمكنها ان تؤمن ما يكفي من النيتروجين للذرة عبر جذورها. والى جانب ط§ظ„ط°ط±ط© والفاصولياء كانوا يزرعون القرع لتغطية الارض والتراب وبالتالي ليمنع انتشار الاعشاب حول النبتة. ولا يزال هذا النظام مستخدما في الكثير من البلدان حتى الآن. والآن طبعا تزرع شتلات او حبات ط§ظ„ط°ط±ط© على خط مستقيم وطويل ليسهل قطفها وهي صغيرة. وقبل الحرب العالمية الثانية كان المزارعون يقطفون قرون ط§ظ„ط°ط±ط© باليد، كما هو الحال مع الكثير من المحاصيل، مما كان يؤمن الكثير من فرص العمل، لكن بعد الحرب العالمية، خصوصا في الولايات المتحدة وشمال المعمورة، احتلت الآلة مركز الصدارة في زراعته وتحصيلها وحتى في تصنيعها وتعليبها. وهي تزرع الآن على نطاق واسع ولغاية انتاج مختلف ط§ظ†ظˆط§ط¹ الصناعات الغذائية والوقود، لدرجة ان الولايات المتحدة تنتج منها ـ احيانا ـ سنويا حوالي 280 مليون طن متري. وعادة ما تترك القرون الفارغة والخالية من الحبوب لإطعام الماشية.
يطلق على ط§ظ„ط°ط±ط© علميا او نباتيا اسم «زي مايز» (Zea mays ) من فصيلة (Zea) التي تعود الى العائلة النباتية المعروفة (Poaceae).
يعود اصل اسم ط§ظ„ط°ط±ط© بالانجليزية «ميز» (maize ) الى الاسم الاسباني (ma?z ) المستوحى من الاسم الاصلي لسكان جبال منطقة ميسو اميركا للنبتة ذاتها. واحيانا كثيرا لا يزال حتى وقتنا هذا يستخدم الانجليز والاميركان والاستراليون والكنديون ومعظم العالم الانغلو ساكسوني كلمة «كورن» (corn) للتدليل على ط§ظ„ط°ط±ط© بدلا من الـ «مير». ويستخدم اسم «كورن» للتدليل على الكثير من ط§ظ†ظˆط§ط¹ الحبوب. والكلمة نفسها تعني «شيئا صغيرا» او «حبة صغيرة»، لذا يطلق الانجليز على القمح اسم «كورن» ايضا. ويطلق الاميركان على ط§ظ„ط°ط±ط© الملونة التي تنتج بكميات كبيرة اسم «الذرة الهندية» (Indian corn). وفيما لا يزال الصراع محتدما عما إذا كان كريستوفر كولومبوس هو الذي نشر ط§ظ„ط°ط±ط© في القارة الاوروبية بعد اكتشافه للعالم الجديد، ام فيرنانديز الإسباني، لا يزال الناس يطلقون عليها اسماء كثيرة مثل «ذرة شامية» في مصر و«ذرة صفراء» في لبنان وسورية وفلسطين و«القمح التركي» في هولندا و«ذرة تركية» في تركيا و«بذرة الطحن» في افريقيا. ويقال ان اوروبا عرفتها اولا عبر اسبانيا، حيث انتقلت زراعتها الى فرنسا وبعدها الى الدول الاخرى، إذ اصبحت اساسية وضرورية في عملية تغذية الماشية وتربيتها (علف). لذا يمكن القول ان تعدد استخداماتها الوضيعة والعالية أي من الخبز الى العلف منحها قدرة على النمو والتطور اكثر من غيرها من النباتات والحبوب وساعدها على الصمود والتكاثر عبر القرون الطويلة.
يقال ان نبتة ط§ظ„ط°ط±ط© انتشرت حديثا حول العالم ومنذ القرن الخامس عشر من منطقة ميسو اميركا التي تمتد من المكسيك حتى هندوراس ونيكاراغوا في اميركا الوسطى. ويعتقد البعض ان زراعة ط§ظ„ط°ط±ط© المنظمة بدأت في جنوب المكسيك وبالتحديد من وادي نهر بالساس، إذ ان اهل المكسيك هم الذين طوروا الحبة التي نستخدمها ونعرفها حاليا من نوعين قديمين. ويقول العلماء كما تقول الحفريات ايضا ان الزراعة المنظمة وعلى نطاق واسع للذرة في العالم تعود الى 12 الف عام. وبعض الدراسات الاخيرة تقول 9 آلاف سنة في وسط المكسيك. وقد تم العثور على اقدم حبة ذرة في العالم في موقع او كهف «غيلا ناكيتس» (Guila Naquitz Cave ) في وادي اوخاكا (Oaxaca Valley ) في المكسيك يعود تاريخها الى اكثر من 6 آلاف عام. وقد تطورت ط§ظ†ظˆط§ط¹ ط§ظ„ط°ط±ط© خلال القرون الخمسة عشر الماضية، حيث اصبحت جزءا لا يتجزأ من المحاصيل الرئيسية والمهمة في اميركا الشمالية والوسطى والجنوبية ودول بحر الكاريبي. لذا تعتبر ط§ظ„ط°ط±ط© جزءا من التراث العام لهذه المناطق والدول واعتمدت الحضارات (الازتاك ) القديمة في اميركا اللاتينية في قوتها على ط§ظ„ط°ط±ط© لسنوات طويلة. ويمكن القول ان ط§ظ„ط°ط±ط© في هذه الدول كانت لها اهمية دينية وروحية خلال مواسم الحصاد وهي جزء لا يتجزأ من هوية هذه المجتمعات ـ اكثر مما هي غذاء عادي ـ، كما ساهم انتشار ط§ظ„ط°ط±ط© من المكسيك كما يبدو قديما باتجاه اميركا الشمالية وكندا بتغيير الخريطة الطيبوغرافية او الجغرافية لهذه المناطق، إذ تم القضاء على الكثير من الغابات والمناطق العشبية لاستصلاحها في زراعة الذرة.