الأصوات هي المادة الخام الأولية للغة ، وخلال الأشهر الأولى من حياته ، يكون الصراخ والصياح وسيلتاه للتعبير عن حاله . ومن المهم جداً خلال هذه الفترة ، ملاحظة الأم لوليدها بدقة ، وتسجيل الملاحظات ، ومداومة الإتصال بالطفل ، وبخاصة في أثناء الرضاعة ، و ذلك بالحديث إليه .
وتؤكد البحوث العلمية معرفة الأم لنوع البكاء ، هل هو بكاء جوع ، أم بكاء ألم .
ومن الضروري خلال هذه الفترة :
– أن تناغي الأم طفلها ، وتتحدث إليه ، وتحاول ترديد وحدات صوتية معينة أمامه .
– عدم تعجل نطق ط§ظ„ط·ظپظ„ بحروف أو كلمات واضحة ، لأن الوحدات الصوتية التي ينطق بها ط§ظ„ط·ظپظ„ لا يتحكم فيها النضج .
– ينبغي عدم كف ط§ظ„ط·ظپظ„ أو نهره حينما يلعب بصوت مرتفع ، بدعوى أنه يسبب إزعاجاً ، لأن في حقيقة الأمر اللعب هنا هو تدريب للأجهزة الصوتية ، ومحاولة لاستخدامها .
متى ينطق ط§ظ„ط·ظپظ„ الكلمة الأولى ؟
يُجمع علماء النفس على أن الشهرين الحادي عشر والثاني عشر من السنة الأولى هما المرشحان لنطق ط§ظ„ط·ظپظ„ العادي . ولكننا نلاحظ تعجّـل بعض الآباء حديث أبنائهم ، وهذا ضرب من الوهم ، لأنه لابد من نضج الأعضاء الصوتية قبل ذلك . وقد يتأخر النطق حتى الشهر الخامس عشر من عمر ط§ظ„ط·ظپظ„ ، لذا ينصح إختصاصيو التربية بما يلي خصوصاً في الشهرين الأخيرين من السنة الأولى :
1- تدريب حواس ط§ظ„ط·ظپظ„ الرضيع على السمع ، كسماع تلاوة القرآن ، على أن يكون الصوت خافتاً .
2- نداء ط§ظ„ط·ظپظ„ بإسمه ، وإشعاره بالحب والحنان .
3- إرضاعه في مكان هادئ ومريح ، ولمس كفيه وشعر رأسه ، ومناغاته .
4- أثبتت الأبحاث أن ط§ظ„ط·ظپظ„ المحروم من المداعبات ، يكون عصبي المزاج ، عدواني الطبع ، يميل للعزلة والحقد على الآخرين .
نمو قاموس ط§ظ„ط·ظپظ„ في السنة الثانية :
يتطور قاموس ط§ظ„ط·ظپظ„ في السنة الثانية سريعاً ليشمل مفاهيم مهمة ،
فهو يستجيب للأوامر والأسئلة ،
ويستخدم الكلمات ، ويُدرك معانيها .
والطفل في المتوسط يستخدم ( 30 ) كلمة استخداماً متكرراً خلال عامه الثاني . وهناك فروق فردية واضحة بين الأطفال .
وتتميز هذه الفترة بغلبة الأسماء على غيرها .
ويستطيع خلال هذه الفترة تركيب الكلمات لتنتج جملاً بسيطة .
وعلى الآباء في هذه المرحلة إتباع التالي :
1) – إستثارة ط§ظ„ط·ظپظ„ لغوياً عن طريق :
Ý- الحديث إليه بشكل شبه مستمر ، ويمكن أن يكون على هيئة أسئلة وحوار .
ȝ- دفعه للكلام بطريقة تشويقية واستثارته .
جـ – عرض مثيرات بيئية مختلفة أمامه ليتعرف عليها .
2)- مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال ، فلا يُضغط على طفل للنطق بكلمات نطق بها طفل آخر قبله ، أو معاقبته على ذلك . لأن ذلك يُعطل نموه ط§ظ„ظ„ط؛ظˆظٹ .
ومن الملاحظ أن البنات يفقن الأولاد في الجوانب اللغوية ، حيث يسبقن الذكور في بداية الكلام ، ويزدن عليهم في عدد المفردات اللغوية .
كذلك الفروق الإجتماعية لها دور أيضاً في سرعة نطق ط§ظ„ط·ظپظ„ ، فأطفال الطبقات الدنيا يصلون إلى مستويات عليا من التحصيل ط§ظ„ظ„ط؛ظˆظٹ ، ويعود ذلك إلى ما يلاقونه من إستثارة لغوية .
تطور اللغة بعد سن الثانية :
تزداد قدرة ط§ظ„ط·ظپظ„ على فهم المجردات و الأمور المعنوية ، ولكن بقدر يسير ، ويستخدم الكلمات التي تدل على المكان مثل ( هنا – فوق – تحت ) لذلك على الوالدين مراعاة ما يلي :
1- عندما يعبّـر ط§ظ„ط·ظپظ„ في حديثه عن حدث معين ويصفه للآخرين ، يجب الإستماع إليه باهتمام ، وإعطائه العناية الكافية حتى يعبّـر عن نفسه ، وينشأ سوياً .
كما ينبغي عدم تكذيب ط§ظ„ط·ظپظ„ إن رأى رؤية محالفة لرؤية الكبار ، فهو لم يقصد الكذب .
2- ينبغي أن نكف عن محاولاتنا جعل ط§ظ„ط·ظپظ„ يفكر بعقولنا ويتصرف بمنطق الكبار .
3- قد تبدو على ط§ظ„ط·ظپظ„ أحياناً المشقة في التعبير عن نفسه ، فيكرر الكلام ، وهذه ظاهرة تتناقص مع زيادة قاموسه ط§ظ„ظ„ط؛ظˆظٹ . وإذا استمرت هذه الإضطرابات فيجب معالجتها .
وتوصي البحوث النفسية بالإبتعاد عن مشكلة ثنائية اللغة في المرحلة الأولى من عمر ط§ظ„ط·ظپظ„ ، فلا يصح تعليم ط§ظ„ط·ظپظ„ لغتين في وقت واحد ، لأن قدراته لا تسمح بذلك .
ولا ينبغي الخوف من الأخطاء الشائعة في ألفاظ الأطفال وكلماتهم ، لأنها ستزول بفعل ط§ظ„ظ†ظ…ظˆ والخبرة .