تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » المرأة في القرآن

المرأة في القرآن

ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في القرآن
عندما كانت الحضارة الإسلامية شاهدة على عصرها. قوامة بالقسط والعلم على العالم، كان لذلك بفعل عمق التشابك بين المنجز الإسلامي وبين النصوص المؤسسة للعقل المسلم (القرآن والسنة) رؤية وفكراً وعقيدة وممارسة.

ذلك أن الحضارة الإسلامية هي الوحيدة بين حضارات العالم التي انبعثت من ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† الكريم محققة احد معطياته المعرفية والمنهجية ألا وهي وحدة الايمان والمعرفة بفضل تلقٍ دقيق وواع للقرآن الكريم يقوم على أساس الرؤية الكلية للقران، والابتعاد الا قليلا عند بعض الفرق الكلامية مثل المرجئة والجبرية والقدرية- عن "القراءة العضينية" للقرآن، وهي القراءة، التي تقسّم ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† إلى موضوعات مبتسرة انسجاماً مع رؤية ذاتية ومصلحية لموضوعات معينة مثل الجبر والارجاء والاختيار… الخ
ودعماً لمواقف سياسية أو اجتماعية تفتقر إلى العدل والشرعية وهي القراءة التي رفضها ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† الكريم.

وتوعد الله عز وجل ممارسيها بالعقاب, في قوله تعالي: {الذَينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ* فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ـ الحجر/92-94} ذلك لأن هذه القراءة تفتح بوابة اختلاط ما هو بشري بالنص الالهي تمهيداً لاحتوائه باسم الوصاية على الدين، ورعايته ورعاية شؤون الناس القاصدين عن ادراك مضامين النص.

لقد تعرض ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† الكريم وشموليته وصفاؤه لمثل هذه القراءات فنتج عن ذلك تشوهات معرفية واجتماعية وسياسية اضرت بنقاء ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† ورسالته الانسانية، وبجمال الحضارة الاسلامية انعكست في فكر الكثير من الناس وسلوكياتهم، وأثارت شبهات كثيرة عمل اعداء الاسلام من خلالها على الطعن في الاسلام ومحاربته.

مثل شبهة اعتماد الاسلام علي القوة والغزو والسطو كوسائل لنشره. وكذلك شبهة احتقار الاسلام للمرأة والحط من شأنها والنظر اليها على انها اداة للمتعة ليس الا و تابع للرجل وكائن تكمن قوته في اغرائه واحتيالا ته المربية.

لقد عانت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© المسلمة من اضطهاد من الداخل الإسلامي، واضطهاد من الخارج غير اسلامي وترابطه في الداخل الاسلامي. فأما الذي من الداخل الاسلامي فكان بسبب التمسك بتلك التأويلات لكثر من نصوص ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† والسنة التي تشكلت في اطار سياقات ثقافية واجتماعية معينة لا سيما تلك التي تكونت في عصر الجمود والتقليد الذي اصاب الحضارة الاسلامية بعد القرن الثامن الهجري.. مضفية الشرعية على العلاقات القبلية التي حددت حركة ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© داخل البيت بلا اي محتوى تعلمي او معرفي.

واما الذي من الخارج غير الاسلامي فكان بسبب عاملين:
(الاول): قراءتها المغلوطة وغير البريئة الى تحضرت في "ألف ليلة وليلة" وعصر الجواري، والتأويلات الخاطئة لكثير من الكتابات الاسلامية القديمة والحديثة التي حددت مكانة ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© في البيت وعزلتها عن المجتمع والحضارة ومؤسساتها المتعددة.

و(الثاني): عملية اغراقها بمعطيات الأنموذج الغربي للمرأة. والدعوة الخبيثة لتحررها (من الدين طبعاً..) من دون أية اعتبارات لخصوصية النسق الحضاري ومكوناته العقائدية والاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية.

إن الرؤية للمرأة وقراءتها من كل الجوانب لم تأت عن قراءة علمية دقيقة وبريئة، لنصوص الشريعة الأصلية (القرآن والسنة) فجاءت مصابه بغبش حضاري أساء للإسلام ثم للمرأة ثم للإنسان بوصفه شقه الجميل، لتقدم الإساءة للمجتمع كله.

إن النص القرآني خطاب للإنسان وحديث عنه وهو يضع الحضارة والتاريخ والمستقبل في ظل الهدي الالهي الذي أراده الله عز وجل رحمة للإنسان وجمالاً في الوجود، مستنهضاً قواه الروحية والعقلية والمادية لاكتشاف الوجود وتحقيق السعادة عبر أجمل الممارسات الإيمانية والمعرفية والاخلاقية، فكان النص القرآني بخطابه الظاهر دلالاته المضمرة يتكون من مستويات عدة في خطابه للإنسان والأمة والعالم.

مرة يخاطب الإنسان مفرداً كشجيرة، ومرة يخاطبه جماعياً كغاية، ومرة يخاطبه نوعاً، ومرة يخاطبه جنساً ذكراً مرة وأنثى مرة أخرى… ومرة يخاطب الإنسان والأمة والقوم عبر صفات الايمان والكفر، الفسق والفلاح، والشرك والتوحيد، التقوى والظلم..
وفي كل مستويات الخطاب، فان الإنسان ذكراً او أنثى، رجلاً او امرأة. والقوم هم ذكور وإناث او رجال ونساء، والأمة هي رجال ونساء، والأمة هي رجال ونساء، ذكور وإناث.

وفي كل مستويات الخطاب فان الأمر للإنسان ذكراً او أنثى مرة بصفته كلية تحديد المكانة الإيمانية والاجتماعية والفكرية والسياسية والاخلاقية والاقتصادية للإنسان في الوجود.

وهي مسؤوليات مشتركة للرجال والمرأة… وفيما عدا ذلك يأتي الخطاب القرآني جزئياً خاصاً بالمرأة من ناحية تكوينها البيولوجى، وشخصيتها، و مالها وما عليها في اطار هذه الخصوصية، وهي منتهى العدل والإنصاف في دائرة الحقوق والواجبات التي يعد الاهتمام بها مبتغى حضارة اليوم..

ومن اجل قراءة أخلاقية علمية للمرأة في ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† لا تقارن ولا تقارن بني المطروح من موافق وتحليلات متناول المرأة، لابد من قراءة قرآنية صافية للنصوص المؤسسة للروية الاسلامية لها…

قراءة منطق من موقف ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† من الإنسان ومكانته الاستخلافية لله في الكون.. قراءة تفرق بين ما هو كم قرآني ونبوي ثابت النص والدلالة، وبين ما هو اجتهاد وبشري في اطار سياق ثقافي واجتماعي واقتصادي معين، قراءة نأخذ بعين الاعتبار مقاصد الشريعة وكلياتها في اربط بين النص والواقع انتصاراً للإنسان رجلاً وامرأة الذين تقف في مقدمة غايات وجودهما اعتمار العالم بالعلم والطب والجمال..
وبغية إنجاز مثل هذه القراءة سنتقدم نصوصاً منتخبة من صيغ الخطاب القرآني في مستوياته الكلية..

*خطاب بني أدم
– { يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ـ26 الأعراف} .
– { يَابَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ ـ 27الأعراف}.
– { يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ـ31 الأعراف} .
– { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِـ70 الإسراء} .
– { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ 60ـ يس} .

* خطاب الناس
– { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ ـ21البقرة} .
– { يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأرْضِ حَلَالاً طَيِّبًا ـ168البقرة} .
– { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ـ 1النساء} .
– { يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ـ 23يونس} .
– { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ ـ185البقرة} .
– { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ـ187البقرة} .
– { وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ـ204البقرة} .
– { وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ ـ207البقرة} .
– { وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ـ221البقرة} .
– { وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ ـ4آل عمران} .
– { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ ـ97آل عمران} .
– { هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ـ 138آل عمران } .

*خطاب الأمة
– { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ـ ـ134البقرة} .
– { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ـ 143البقرة} .
– { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ ـ 104آل عمران} .
– { مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ ـ113 آل عمران} .
– { كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ـ108الأنعام} .
– { وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ـ 181الأعراف} .
– { وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ـ84النحل} .
– { لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ ـ67الحج} .
– { كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ الجاثية/ 28

*خطاب (القوم)
– { كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ـ4الحشر} .
– { قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ـ97الأنعام}
– { هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ـ203الأعراف} .
– {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ـ20الجاثية}.
– { كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ـ58الأعراف} .

*خطاب (الإنسان)
– {وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ـ12يونس} .
– { إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ـ5يوسف} .
– { وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا ـ54الكهف} .
– { وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُـ14 لقمان} .
– {وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلا مَا سَعَى ـ39النجم} .
– { يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَـ13 القيامة} .
– { يَاأَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ـ6الانشقاق} .
– { لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ـ4التين} .
– { عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ـ5العلق} .
– { وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ـ) العصر)} .

*خطاب الجنس (الذكر والأنثى)
– {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ـ195آل عمران} .
– { وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ـ124النساء} .
– { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ـ97النحل} .
– { يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ـ13الحجرات} .

*خطاب الصفة (الايمان، الكفر، العقل..)
– { يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ـ11المجادلة} .
– { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ـ208البقرة} .
– { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ ـ254البقرة}
– { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ـ21النور} .
– { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا ـ70الأحزاب} .
– { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ـ38الحج} .
– { وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ـ57الحج} .
– { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ـ 242البقرة} .

هذه نماذج من كتاب الله في خطاب للبشر الرجال منهم والنساء… وفي كل مستويات الخطاب القرآني هذه فالمرأة حاضرة، بوصفها من بني آدم فالقرآن حريص على بنائها مثل الرجل تماماً، يريد لها لباس التقوى مثلما يريد للرجل كذلك، ويحذرها من فتنة الشيطان كالرجل تماماً..

ويأمرها أن تأخذ زينتها عند كل مسجد، فالوقوف في حضرة الله جمال ليس على مستوى الروح فقط وإنما على مستوى كذلك، وهي مكرمة مثل الرجل ولهذا سخر لها الكون مثلما هو مسخر للرجل كذلك.

والمرأة حاضرة في خطاب الناس، الذين دعاهم الله لعبادته، الرجال والنساء على السواء، وان تبني صحتها مثل الرجل تماماً لذلك أمرها أن تأكل من طيبات الأرض مثل الرجل تماماً، وهي مطالبة بان تهتدي بهدي ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† الذي انزل في شهر رمضان، ذلك الكتاب الذي بين الله آياته للرجل والمرأة بوصفها من الناس (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا وهو ألد الخصام) وما أكثر الرجال الذين يضمرون الخبث لغيرهم عبر الكلام الجميل، وكذلك من النساء.

لقد عبرت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© المسلمة الأنموذج (أم سلمة رضي الله عنها) عن عقلية رائقة باستيعابها للخطاب القرآني فقد كانت في غرفتها عندما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر ويقول أيها الناس فتقدمت أم سلمة نحو نافذة حتى تقترب وتستمع الى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لها من كانت معها بالعقلية الجاهلية. (إنما يخاطب الرجال). فقالت أم سلمة قولتها الرائعة (إني من الناس). هكذا أدركت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© الأنموذج مسؤولياتها في المجتمع.

لم تكن هناك امة إلا هي من رجال ونساء تعيش مسؤولياتها وتواجه مصيرها المشترك وحتى يوم الحساب يخبرنا ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† الكريم بأن الحساب يكون للأمم مجتمعة عما قدمت وأخرت والأمة تقف برجالها ونسائها متحملين مسؤولية حياتهم وأعمالهم..

وفي خطاب الإنسان الذي لا تفرق اللغة العربية فيه بين الذكر والأنثى فكلاهما إنسان الرجل إنسان، والمرأة إنسان وليس إنسانة فكلاهما إذا مسه الضر يدعو الله قائماً او قاعداً فكلاهما مسكونان بعبادة الله حتى لو كانت على حرف هدف لغواية الشيطان، لذلك عليها الرجل والمرأة أن يتخذاه عدواً..

وكلاهما يتحملان مسؤولية الحسنى بالوالدين، وكلاهما تتحدد قيمتهما عند الله بسعيها في الحياة، وحسن الأداء.. فكلاهما كادح الى ربه فملاقيه انها الغاية الانسانية والوجودية للرجل والمرأة الكدح سعياً وجهداً للقاء الله..

وكلاهما خلق في أحسن تقويم عقلاً وروحاً وبدناً، وكلاهما علمهما الله ما لم يعلما، يقسم اله بالعصر مؤكداً أن الإنسان لفي خسرا إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر انها منظومة من العلاقات الإيمانية والعلمية والعملية والاخلاقية متشابكة متداخلة هي التي تؤدي الى الفلاح الفردي والحضاري..

وهي منظومة مسئول عن إنجاز الإنسان الرجل والإنسان المرأة. وهم الذين يرفعهم الله درجات، وهم الذين يقولون قولاً سديداً.. ولذلك فان الله يدافع عنهم الرجل منهم والمرأة على السواء.

مرة سمعت الصحابية الجليلة فاطمة بنت قيس المنادي يقول (الصلاة جامعة) بناء على أمر النبي وكان إذا قال المؤذن مع الآذان (الصلاة جامعة) يعني أن الدعوة ليست للصلاة فقط، وإنما هناك أمر يدعو الهي رسول الله بعد الصلاة.
تقول فاطمة بنت قيس: (لما سمعت المنادي يقول الصلاة جامعة مضيت فيمن مضى من الناس الى المسجد).

هكذا كانت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© تعيش مسؤوليتها الحضارية.. وعندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو مقيل عند محابية تدعى (أم حرام) (فريقاً من أصحابه يغزون البحر كأنهم الملوك على الأسرة تقول له (أم حرام): (ادع الله أن أكون معهم). لم يقل لها الرسول صلى الله عليها انك امرأة وعيب عليك الخروج مع الرجال بل استجاب لها وقال لها (أنت من الأولين) اي مع غزاة البحر.
فإذا كان الأمر كذلك في أصعب موقف هو الجهاد، فما حال القضية في مشاركتها الاجتماعية الأخرى.

لا فرق عند الله بين الرجل والمرأة إنسانيا وحقوقياً وعلمياً وأخلاقيا وإيمانيا وجهاداً الا ما يتعلق بخصوصية (جنس الأنثى) وتكوينها الذي بدونه لا يكتمل العالم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
د. جاسم الفارس

خليجية

جزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.