1.فروق جسدية تكوينية.
2.فروق عقلية سلوكية.
3.فروق نفسية وجدانية.
أولاً : الفروق الجسدية ( التكوينية ):
إن أهم ما يميز المرأة من ط§ظ„ط±ط¬ظ„ تكوينها الجسدي ؛ فهي تملك من الأجهزة والأعضاء ما يتناسب ووظيفتها في الحياة الإنسانية وهو أمر واقع ملموس ، وقد ورد في القرآن الكريم اختلاف الذكر عن الأنثى فيما حكاه على لسان امرأة عمران فقال – تعالى – : { إذ قالت امرأة عمران ربي إني نذرت لك ما في بطني محررًا ، فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ، فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى ، والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى }.( سورة آل عمران ، الآية : 36) والشاهد ( وليس الذكر كالأنثى ) أي في تحمل المسؤولية والسدانة وخدمة بيت الله لما يتطلب ذلك من جهد بدني وعقلي.
قال الإمام القرطبي – رحمه الله – في تفسيره للآية : ( وهذه الصالحة إنما قصدت بكلامها ما تشهد به ، بينه حالها ومقطع كلامها ، فإنها نذرت خدمة المسجد في ولدها ، فلما رأته أنثى لا تصلح وأنها عورة اعتذرت إلى ربها من وجودها لها خلاف ما قصدته منه ).( الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ، 4/68)
وفسر ابن كثير – رحمه الله – قوله : { وليس الذكر كالأنثى } أي في القوة والجلد في العبادة وخدمة المسجد الأقصى.( تفير القرآن العظيم ، 10/359)
وقل : " للرجال زيادة قوة في النفس والطبع ما ليس للنساء ، لأن طبع الرجال غلب عليه الحرارة واليبوسة ، فيكون فيه قوة وشدة وطبع النساء غلب عليه الرطوبة والبرودة فيكون فيه معنى اللين والضعف فجعل لهم حق القيام عليهم بذلك ".( الجامع لأحكام القرآن ، 5/169)
هكذا نرى أن القرآن قرر الاختلاف بين الذكر والأنثى فإذا ما انتقلنا إلى ما قاله علماء الطب ، وجدنا أنهم اكتشفوا الكثير من الفروق الجسدية بين الذكر والأنثى.
إن الفروق الفسيولوجية ( الوظيفية ) والتشريحية بين الذكر والأنثى أكثر من أن تحصى وتعد. فهي تبتدئ بالفروق على مستوى الصبغيات ( الجسيمات الملونة أو الكروموسومات ) التي تتحكم في الوراثة وترتفع إلى مستوى الخلايا ، وكل خلية في جسم الإنسان توضح لك تلك الحقيقة الفاصلة بين الذكورة والأنوثة – وتتجلى الفروق بأوضح ما يكون في نطفة الذكر ( الحيوانات المنوية ) ونطفة المرأة ( البويضة ) ثم ترتفع الفروق بعد ذلك في أجهزة الجسم المختلفة من العظام إلى العضلات.( عمل المرأة في الميزان ، محمد علي البار ، صـ 71)
ثانياً : الفروق العقلية والسلوكية :
لقد ثبت في الكتاب والسنة العديد من الفروق العقلية بين ط§ظ„ط±ط¬ظ„ ظˆط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ، وقد راعى التشريع ذلك في العبادات والمعاملات والتكاليف الشرعية. يقول – تعالى – :{ واستشهدوا شهيدين من رجالكم ، فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى }.( سورة البقرة ، الآية : 282) ، يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله : ( والضلال ينشأ من أسباب كثيرة ، فقد ينشأ من قلة خبرة المرأة بموضوع التعاقد مما يجعلها لا تستوعب كل رقائقه وملابساته. وقد ينشأ من طبيعة المرأة الانفعالية ، فإن وظيفة الأمومة تستدعي أن تكون المرأة شديدة الاستجابة الوجدانية الانفعالية لتلبية مطالب طفلها بسرعة وحيوية ، لا ترجع فيها بالتفكير البطيء وذلك من فضل الله على المرأة وعلى الطفولة ، وهذه الطبيعة لا تتجزأ ، فالمرأة شخصية موحدة هذا طابعها – عندما تكون سوية – بينما الشهادة على التعاقد في مثل هذه المعاملات في حاجة إلى تجردٍ كبير من الانفعالات ووقوف عند الوقائع بلا تأثر ولا إيحاء. ووجود امرأتين فيه ضمانة أن تذكر إحداهما الأخرى ).( في ظلال القرآن ، سيد قطب ، 3/336)
وقد جاءت السنة لتؤكد هذه الحقيقة – نقصان عقل المرأة ، وذلك كما ورد عن عبد الله بن عمر : عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : " يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار ، فإني رأيتكن أكثر أهل النار " فقالت امرأة منهن جزلة : وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار؟ قال : " تكثرن اللعن وتكفرن العشير ، وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودين أخلب لذي لبٍ منكن " قالت : يا رسول الله ، وما نقصان العقل والدين؟ قال : " أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل. فهذا نقصان العقل ، وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان. فهذا نقصان الدين ".( رواه مسلم ، كتاب الإيمان ، باب نقصان الإيمان بنقص الطاعات ، 1/86 ، 87)
ولقد أثبت الطب الحديث وعلم وظائف الأعضاء الاختلاف بين المرأة والرجل من الناحية العقلية والسلوكية فجاء مبيناً ومؤكدًا لما ورد في الكتاب والسنة ، فسبحان الذي يقول : { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق }.( سورة فصلت ، الآية : 53) ، إن الصبيان يفكرون بطريقةٍ مغايرة لتفكير البنات ومما يعتبر اكتشافاً مذهلاً أن تخزين القدرات والمعلومات في الدماغ يختلف في الولد عنه في البنت. ففي مخ الفتى تتجمع القدرات الكلامية في مكانٍ مختلف عن القدرات الهندسية والفراغية. بينما هي موجودة في كلا فصي المخ لدى الفتاة ، ومعنى ذلك أن دماغ الفتى أكثر تخصصاً من مخ أخته ، وتقول الدراسة إن أغلب الأولاد يميلون إلى كثرة الحركة وشيء من العنف ، بينما تميل أكثر الفتيات إلى السكينة والهدوء وقلة الحركة.( عمل المرأة في الميزان ، صـ 74 – 75)
( نحن نعتقد أن المرأة لا تعيرها هذه المفاضلة في الخصائص العقلية بين الجنسين ، لأنها لم تحرم ما يقابل هذه الخصائص في مجال الحس والعطف والبداهة الفطرية وحباها الله من مزايا جنسها ما اشتملت عليه من كنوز غالية ترشحها ( لأمومة ) الإنسانية كلها ولا تقتصر بها على أمومة الأبناء والبنات وهي أم النوع الإنساني وليس من الضروري لها مع هذه الأمومة المكرمة أن تكون أباه ).( المرأة ذلك اللغز ، عباس محمود العقاد)
ثالثاً : الفروق النفسية والوجدانية :
إن الفروق النفسية والمشاعر الوجدانية تتبع الوظائف العضوية ، وبما أن للمرأة خصائص عضوية تختلف بها عن ط§ظ„ط±ط¬ظ„ اختلافاً واضحاً فإن ذلك يترك أثرًا واضحاً على نفسية المرأة ووجدانها.
فإن أهم ما تمتاز به المرأة نفسياً : العاطفة الرقيقة والحنان البالغ وحب التضحية من أجل الآخرين ، فهي أسرع تأثرًا وانفعالاً وأرق شعورًا بالألم والفرح ، ولهذا لم يتعرض القرآن الكريم لنفسية المرأة بطريقة البحث المجرد وإنما قدم صورة المرأة متحلية بخصائص متميزة بمميزاتها ، فكلما ذكرت الأم وصفت بالعطف والحنان وتحمل الآلام في سبيل جنينها ، يقول – تعالى – :{ ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك وإليَّ المصير }( سورة لقمان ، الآية : 14) ، وكلما ذكرت الزوجة قدمت في صورة السكن والمودة والرحمة ؛ يقول – تعالى – :{ وهو الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها ليسكن إليها }.( سورة الأعراف ، الآية : 189)
وقد تحدثت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة عن بعض الصفات والانفعالات التي عرفت بها المرأة ، وأصبحت صفة من صفاتها وجزءًا من طبيعتها وتكوينها النفسي كالحياة والغيرة وحب الزينة ، والضعف في الخصومة وقوة الانفعال والاندفاع والكيد والسخرية.
وبعد هذا العرض الوجيز هل بقي شيء يقال عن قضية المساواة بين ط§ظ„ط±ط¬ظ„ والمرأة؟! بعدما وقفنا على الأمور التي ساوى فيها الإسلام المرأة بالرجل .. وبعد ما ظهر لنا تميز المرأة واحترامها في هذا الدين الحنيف ، لابد أن نسلم ونتفق على أن تدهور بعض أوضاع المرأة في بعض المجتمعات وهضم ط§ظ„ط±ط¬ظ„ لحقوقها في تلك المجتمعات لا ننسبه لقصور الدين عن المحافظة على كرامة المرأة وإنسانيتها ، بل ننسبه للمسلمين أنفسهم الذين قصروا في فهم أحكام الدين وقصروا في تطبيقه ، وأن الدين بريء وبعيد كل البعد عن تلك الممارسات الشائنة ضد المرأة …
والذي يجب أن يطالب به أنصار حقوق المرأة – على حد تعبيرهم – هو الرجوع إلى الأصول السليمة والتمسك بها وتطبيقها ، فالمطالبة بإيجاد حقوق للمرأة قد هضمت ، ونسبة تخلف النساء وجهلهن إلى أن الدين الإسلامي قاصر ودين رجعي يجب أن يبدل بأفكار حضارية – غربية – باطل وافتراء عظيم وإنما يعكس مدى جهل المسلمين بدينهم ؛ وقد أثبتنا ذلك في هذا الفصل.
والمرأة المسلمة الحكيمة الواعية تعلم كل العلم أنها بألف خير ونعمة ، وأنها في مكانة – يحسدنها عليها الكثيرات .. فالواجب علينا نحن النساء أن نعرض عن تلك الادعاءات والهتافات التي لم تثار إلا لتعطيلنا عن مهمتنا الأسمى – وهي تربية الأجيال ودفع الرجال إلى النهضة والتقدم – وإخراجنا من بيوتنا بمسميات مختلفة وترك ممتلكاتنا لأيدي الخدم يعيثوا فيها فسادًا ، وأتحدث عن مجتمع الإمارات بشكلٍ خاص ، الذي نحيا فيه حياةً كريمة ، والنساء يحظين فيه بكل التقدير والاحترام .. والشعب فيه بشكلٍ عام أقرب إلى الفطرة السوية .. فلا ينبغي لنا أن تستخفنا تلك النداءات وتحرضنا على التمرد على أزواجنا .. وإنما يجب أن نسعى للمحافظة على أمننا وتطوير مكانتنا بين الدول وعدم تضييع هذه المكانة بمكائد الأعداء وهتافاتهم.