حين تهجم سحب الاحزان، وتتكاتف قيود الهموم والغموم، فلا تجد مخرجا وتضيق عليك نفسك، وكأن روحك تتصاعد من حلقك، وتكاد الظروف ان تخنقك فتتنهد أنفاسك بصعوبة،وكان الدنيا ولتك ظهرها، وانسحب الناس من حولك، وصرت وحيدا لا مؤنس ولا مهون….
فيفتح لك الرب طاقة ط§ظ„ظپط±ط¬ وفسحة الأمل، ويبثك الطمأنينة ويمد لك يد العون، فتخر له ساجدا ممدا يدك لاستقبال تلك الجرعة، فيردد اللسان تلك الكلمات ويعيشها القلب…
فما هو إلا قليل وترى…
سحائب الفرحة، وأنوار الإطمئنان، تمكنت من القلب ورفرفت معها الروح
وكما يقول العامة : " الشكوى إلى الناس مذلة"
وها أنت قد شكوت لمن سيزيح عنك ويرأف بحالتك…
واتخذها صنعة
طوبى لمن أنصف ربه
" طوبى لمن أنصف ربه فأقر بالجهل بالجهل في علمه، والافات في علمه، والعيوب في نفسه، والتفريط في حقه، والظلم في معاملته، فان أخذه بذنوبه رأى عدله، وان لم يأخذه بها رأى فضله، وإن عمل حسنة رأها من منة وصدقة عليه فإن قبلها فمنة وصدقة ثانية، وإن ردها فلكون مثلها لا يصلح ان يواجه به، وإن عمل سيئة رأها من تخليه عنه وخذلانه له وإمساك عصمته عنه، وذلك من عدله فيه، فيرى في ذلك فقره لربه، وظلمة إلى نفسه، فإن غفر له بمحض إحسانه وجوده وكرمه….ومن عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه وقره الله في قلوب الخلائق ان يذلوه"
أخي او اختي: ارجع الى الله واطلبه من عينك وسمعك وقلبك واسانك ولا تشرد عن هؤلاء الاربع فما رجع من رجع اليه الا بتوفيقه، وما شرد من شرد عنه إلا بخذلانه.
فالموفق….يسمع ويبصر ويتكلم
والمخذول….من أتبع نفسه هواه