جاء رجل إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فقال له: أوصني، قال: (لا تغضب) فردد مراراً قال: (لا تغضب) [رواه البخاري]. والسؤال: ما هو سر تكرار الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الموعظة؟ وهل هنالك أبحاث علمية تثبت صدق كلام النبي وتحذيره، وما هي الأخطار الجسيمة التي يترتب عليها ط§ظ„ط؛ط¶ط¨ والانفعالات النفسية؟
عندما ينفعل الإنسان ويغضب تحصل في جسمه تغيرات فيزيولوجية أهمها إفراز هرمون الأدرينالين، وهذا يؤثر على ضربات القلب واضطراباتها وتسارعها واضطراب استهلاك الأوكسجين وارتفاع ضغط الدم.
هذه الأعراض تزداد حدة عندما يكون الإنسان واقفاً لأن عضلات جسمه تكون مشدودة وهذا يزيد من إفراز الأدرينالين، وإذا ما غضب فجلس أو اضطجع فإن نسبة هذا الهرمون تنخفض. وإذا ما تذكر الإنسان لقاء الله تعالى واستعاذ به من شر الشيطان وأدرك بأن هذا ط§ظ„ط؛ط¶ط¨ إنما هو من عمل الشيطان عادت حالته النفسية للاستقرار فالغضب هو توتر نفسي ناتج من عدم تقبل فكرة أو الإصرار على فكرة معينة بغض النظر عن صحتها أو خطئها.
فعندما يردّ الأمر لله تعالى ويلقي بهذه الأعباء جانباً فإن وضع قلبه سيعود للحالة الطبيعية.
هذا العلاج الطبي الناجح تحدث عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه ط§ظ„ط؛ط¶ط¨ وإلا فليضطجع) [رواه أحمد].
وقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً اشتد غضبه فقال عليه الصلاة والسلام: (إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد ) [رواه البخاري ومسلم].
إذن الطريقة المثلى لعلاج ط§ظ„ط؛ط¶ط¨ هي الاستعاذة بالله من الشيطان. وفي علم النفس لو بحثنا عن الجذور العميقة الكامنة وراء أي انفعال نفسي نجدها عدم الرضا بشيء ما.
وعندما يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنه يعترف أن هذا العمل من عمل الشيطان وأنه يمكن علاجه وأن الخير والشرّ بيد الله وأن المؤمن دائم القناعة والرضا بما كتبه الله عليه.
لذلك نجد أن العلاج لأي خلل نفسي هو علاج جذور هذا الخلل، وإذا كانت المشكلة التي سببت ط§ظ„ط؛ط¶ط¨ هي عدم الرضا، فعندما يرضى الإنسان بالشيء الذي يعتبره صادراً من الله تعالى وأن الله بيده العلاج، فهذا يؤدي إلى كبت وإسكات ط§ظ„ط؛ط¶ط¨ بل وإبداله بالرضا والقبول.
والثابت علمياً أن ط§ظ„ط؛ط¶ط¨ هو شكل من أشكال الانفعال النفسي الذي يؤثر على القلب بشكل سيئ فيسبب تسريعاً لضرباته وجهداً إضافياً عليه.
وعندما يغضب الإنسان يضخ القلب كميات كبيرة من الدم تؤدي إلى ارتفاع الضغط وتكرار هذه الانفعالات مع الزمن قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. ومن هنا يتضح لنا أهمية نصيحة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب).
وقد أكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن قوة الإنسان ليست في جسده بل في سيطرته على نفسه: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب). ومن خلال بعض الأبحاث الحديثة تبين أن تكرار ط§ظ„ط؛ط¶ط¨ بشكل مستمر ظٹظ‚طµظ‘ط± عمر الإنسان بسبب إصابته بالأمراض النفسية والجسدية.
[/align]
وبارك الله فييييك
:
/
:[/align]
شكراا